ثورة الامام الحسين (ع) ميزان العدل الالهي/السيد حاكم طاهر الموسوي
Wed, 21 Nov 2012 الساعة : 23:15

لقدكانت ثورة لامام الحسين(ع) وبكل المقاييس الانسانية والدينية والفكرية والاجتماعيه ميزاننا للصراع ما بين الحق والباطل فالحق كان يتمثل بالانبياء ووالعلماء الربانيين والسائرين على دربهم وما بين الشيطان والطواغيت والمستكبرين والظلمه من جهة أخرى
فهي كانت ثورة وحركة تصحيحية وتكميليه جاءت لتصحح المسار وتكمل وتتمم حركة الانبياء جميعا فهي نهضة وثورة كبرى أنسانية بكل جوانبها وملحمه كبرى لم يجد لها التاريخ مثيلا . قد نحتاج الى موسوعات وكتب للالمام بثورة الحسين(ع) فهي سر عظيم أستطاع به الامام الحسين (ع) تلخيص تاريخ كل الانبياء والمصلحين في ساعات قليله لا بل في دقائق معدودة ليوضح حقيقة الصراع بين الحق والباطل ويكتب خاتمة هذا الصراع لمصلحة الحق بالنصر المبين وكانت الشهادة هي الامل الذي كانت الانبياء والرسل تنتظرة لتختم الصراع الابدي بين العدل والحق وبين الشيطان والباطل ولعل الانتصار في ثورة الامام الحسين(ع) وأن لم يكن عسكريا كان هو الطريق الذي سلكه المجاهدون والاحرار عبر مراحل التاريخ المختلفه فحاربو العتاة والطغاة والظلمه وأسكتوهم وهزوا عروشهم مستلهمين من ثورة الامام الحسين(ع) الالهام والعزيمه والتحدي لانهم أدركوا دروس كربلاء بكل معانيها وحملوا راية الحرية راية كربلاء لتكون الحافز والملهم لهم فكانت غاية وهدف لنيل الشهادة في سبيل الحق والعدل ويحذو حذو سيد الشهداء (ع) في نيلها .
ولولا ثورة الحسين(ع) وتضحيات من سار تحت ضلال راية كربلاء لكان طواغيت الارض وعتاتها والمستكبرين قد حرفوا الدين وأهلكوا الحرث والنسل وحطموا المجتمعات فكانت شهادتهم هي من فضح الطواغيت والمستكبرين وفضحت علماء السوء ووعاظ السلاطين والمؤجورين وهذه الثورة هي من علم المؤمنين الالتفاف حول القيادة وأن لا يتركوها ويتركون قادتهم وأن يسيروا بركبهم فالذي لا يدافع عن القيادة الحقه ليس من شيعتها وأنما من شيعة القيادة الباطله وهنا تبرز حقيقة التفريق بين خط الشهادة والثورة على الظلم وبين خط النفاق والطغيا وهو ما يميز بين الخط الرسالي والخط الشيطاني لو صح التعبير وهو ما جعل الامام الحسين(ع) بثورته مصباح للهداية يضيء ظلمة الفكر للمؤمنين في كل العصور وسفينه للنجاة تنقذ من ركب فيها من امواج الظلم والطغيان .