الامام الحسين عليه السلام...ثورة الحق ضد الباطل فماذا قيل عنه/اسماعيل الياسري
Tue, 20 Nov 2012 الساعة : 23:30

تمر هذه الايام ايام عاشوراء ذكرى استشهاد الامام الحسين سيد الشهداء وسيد شباب الجنه ، حفيد رسول الله صلى الله عليه واله وسلم، الحسين بن علي عليه السلام وابن فاطمة الزهراء بنت الرسول ، والذي قال عنه الرسول الاكرم الحسن والحسين سيدا شباب اهل الجنة،فمن احبهما فقد احبني ومن بغضهما فقد بغضني، وكذلك قال عنهما الرسول الاعظم، الحسن والحسين امام ان قاما وان قعدا، كذلك فهما من اصحاب الكساء ،وقد كانت فاجعة كربلاء من اكبر الجرائم بحق الانسانية، فلم يكن الحسين شخصا عاديا بكل كان بن بنت رسول هذه الامة والتي قامت بقتل ابن بنت نبيها، فهل هنالك في التاريخ ماهو اسوء من هذا العمل الدنيء، انه من اقبح الاعمال في التاريخ التي قمات به عصابة بني سفيان بقيادة يزيد الفاجر الفاسق شارب الخمر.. ولم يكتفي يزيد الملعون بذلك، بل قام بقطع راس الامام الحسين عليه السلام ورفعه على الرمح من العراق الى الشام وسبي نساءه، تصور ان يقوم حاكم مجرم بسي بنات رسول الله ..فهل هناك اسوء من هذا العمل القبيح ...ولكن ذكر الحسين لم يمت كما ارادوا بني سفيان، بل بقي خالدا في كل عام يتجدد ليكون منار للهدى وطريق للحق وثورة ضد الظلم ,وقد كتب الكثير من الادباء والفلاسفة عن هذه الثورة وهذه البطولة والتضحية التي غيرت مجرى التاريخ الانساني ،وهؤلاء الشعراء والكتاب ليس من المذهب الشيعي بل من مذاهب واديان مختلفة، حيث اثرت بهم هذه الثورة ، واستلهمت مشاعرعم ، فقد كتب الشاعر العراقي الكبير محمد مهدي الجواهري قصيدة الرائعه بحق الامام الحسين
فداك لمثواك من مضجع ...............تنور بالابلج الاروع
وحزنا عليك بحبس النفوس ..............على نهجك النير المهيع
تعاليت من مفزع للحتوف ............وبورك قبرك من مفزع
تلوذ الدهور فمن سجد............. على جانبيه ومن ركع
شممت ثراك فهب النسيم ..............نسيم الكرامة من بلقع
وعفرت خدي بحيث استراح...........خد تفرى ولم يضرع
وحيث سنا بك خيل الطغاة .............وجالت عليه ولم يخشع
وطفت بقبرك طوف الخيال...........بصومعة الملهم المبدع
كأن يدا من وراء الضريح ..........حمراء مبتورة الاصبع
تمد الى عالم بالخنوع ...........والضيم ذي شرق مترع
فيا ابن البتول وحسبي بها ...........ضمانا على كل ما ادعي
ويابن التي لم يضع مثلها..........كمثلك حملا ولم ترضع
تمثلت يومك في خاطري .........ورددت صوتك في مسمعي
وجدتك في صورة لم ارى ..............باعظم منها ولا اروع
وماذا ااروع من ان يكون .............لحمك وقفا على المبضع
وان تطعم الموت خير البنين ................من الاكهلين الى الرضع
وخير بني الام من هاشم ................وخير بني الاب من تبع
وخير الصحاب بخير الصدور ............كانو وقاءك والاذرع
كذلك كتب الشاعر عبد الرزاق عبد الواحد قصيدة رائعة وهو ليس بمسلم بل صابئي وهي قصيدة تصور البطوله وحب الامام الحسين في قلوب الشعوب اذ يقول
قدمت وعفـوك عـن مقدمـي
اسيرا كسيـرا حسيـرا ضمـي
قدمـت لاحـرم فـي رحبتـيـك
سـلام لمثـواك مـن مـحـرمِ
فمذ كنت طفلا رأيـت الحسيـن
منـارا الـى ضـوءه انتـمـي
و مذ كنت طفلا عرفت الحسيـن
رضاعـا و لـلآن لـم افـطـمِ
و مذ كنت طفلا وجدت الحسيـن
مــلاذا بـأسـواره احتـمـي
سـلامٌ عليـك فأنـت الـسـلام
و ان كنـت مختضـبـا بـالـدمِ
و انـت الدليـل الـى الكبريـاء
بما ديس مـن صـدرك الاكـرم
و انـك معتـصـم الخائفـيـن
يا من مـن الذبـح لـم يعصـم
اما الشاعر نزار قباني فقد كتب يقول بحق الامام الحسين
سأل المخـالف حين انـهكـه العـجب
هل للحـسين مع الروافـض من نسب
لا يـنـقضي ذكـر الحسين بثـغرهم
وعلى امتداد الدهـر يُْوقِـدُ كاللَّـهب
وكـأنَّ لا أكَــلَ الزمـــانُ على دمٍ
كدم الحـسين بـكـربلاء ولا شــرب
أوَلَمْ يَـحِنْ كـفُّ البـكاء فــما عسى
يُـبدي ويُـجدي والحسين قد احــتسب
فأجـبـتـه ما للـحـسين وما لـــكم
يا رائــدي نــدوات آلـيـة الطـرب
إن لم يـكن بين الحــسين وبـيـنـنـــا
نـسبٌ فـيـكـفـيـنا الـرثاء له نــسب
والحـر لا يـنـسى الجـمــــيل وردِّه
ولَـإنْ نـسى فـلـقــد أسـاء إلى الأدب
يالائـمي حـب الحـسين أجــــــنـنا
واجــتاح أوديــة الضـــمائر واشرأبّْ
فلـقد تـشـرَّب في النــخاع ولم يــزل
سـريانه حتى تســـلَّـط في الـرُكــب
من مـثـله أحــيى الكـرامة حـيــنـما
مـاتت على أيــدي جــبابـرة الـعـرب
وأفـاق دنـيـاً طـأطـأت لـولاتــــها
فــرقى لـذاك ونـال عــالية الـرتــب
و غــدى الصـمـود بإثـره مـتـحفزاً
والـذل عن وهـج الحيـاة قد احتـجـب
أما الـبـكاء فــذاك مــصـدر عـزنا
وبه نـواسـيـهـم ليـوم الـمنـقـلـب
نـبـكي على الــرأس المـــرتـل آيـة
والــرمح مـنـبـره وذاك هو العـجـب
نـبـكي على الثـغـر المـكـسـر ســنه
نـبكي على الجـسـد السـليب الـمُنتهـب
نـبـكي على خـدر الفــواطـم حــسرة
وعـلى الـشـبـيـبة قـطـعـوا إربـاً إرب
دع عنـك ذكــر الخـالـديـن وغـبـطهم
كي لا تــكون لـنـار بـارئـهـم حــطب
كذلك كتبت الكثير من الدراسات والكتب بحق سبط الرسول ، فقد كتب عبد الرحمن الشرقاوي مسرحيتا الحسين شهيدا ومسرحية الحسين ثائرا كذلك كتب الكثير من الادباء والمستشرقين الاجانب بحق الامام الحسين عليه السلام فقد قال عنه( طوان بارا) وهو رجل مسيحي مقولة رائعة تصور عظمة الثورة ،ومقام الامام الحسين وتضحيته .
(( لو كان الحسين منا لنشرنا له في كل ارض راية ولاقمنا له في كل ارض منبر، ولدعونا الناس الى المسيحيه باسم الحسين))
كذلك كتب عنه المستشرق الانكليزي (ادوار دبروان)
((وهل ثمة قلب لا يغشاه الحزن والألم حين يسمع حديثاً عن كربلاء؟ وحتى غير المسلمين لا يسعهم إنكار طهارة الروح التي وقعت هذه المعركة في ظله))
اماا لهندوسي والرئيس السابق للمؤتمر الوطني الهندي تاملاس توندون
((هذه التضحيات الكبرى من قبيل شهادة الإمام الحسين رفعت مستوى الفكر البشري، وخليق بهذه الذكرى أن تبقى إلى الأبد، وتذكر على الدوام)).
الزعيم الهندي غاندي ))
لقد طالعت بدقة حياة الإمام الحسين، شهيد الإسلام الكبير، ودققت النظر في صفحات كربلاء واتضح لي أن الهند إذا أرادت إحراز النصر، فلا بد لها من اقتفاء سيرة الحسين)).
اما موريس دوكابري فيقول
((يقال في مجالس العزاء أن الحسين ضحى بنفسه لصيانة شرف وأعراض الناس، ولحفظ حرمة الإسلام، ولم يرضخ لتسلط ونزوات يزيد، إذن تعالوا نتخذه لنا قدوة، لنتخلص من نير الاستعمار، وأن نفضل الموت الكريم على الحياة الذليلة. ((
اما توماس ماساريك فيقول .
((على الرغم من أن القساوسة لدينا يؤثرون على مشاعر الناس عبر ذكر مصائب المسيح، إلا أنك لا تجد لدى أتباع المسيح ذلك الحماس والانفعال الذي تجده لدى أتباع الحسين (ع) لا تمثل إلا قشة أمام طود عظيم))
اما الفيلسوف والأديب المسيحي جورج جرداق فيقول
((حينما جنّد يزيد الناس لقتل الحسين وإراقة الدماء، وكانوا يقولون: كم تدفع لنا من المال؟ أما أنصار الحسين فكانوا يقولون لو أننا نقتل سبعين مرة، فإننا على استعداد لأن نقاتل بين يديك ونقتل مرة أخرى أيضاً. ((
اما المستشرق الإنجليزي السير برسي سايكوس فقد قال .
((إن كان الإمام الحسين قد حارب من أجل أهداف دنيوية، فإنني لا أدرك لماذا اصطحب معه النساء والصبية والأطفال؟ إذن فالعقل يحكم أنه ضحى فقط لأجل الإسلام. ((
هذا هو الحسين بن علي عليه السلام ، ثورة الحق ضد الباطل، ثورة العلم ضد الجهل والبربريه، ثورة الاسلام ضد الكفر، وسيبقى طريق الحق وهدى للشعوب المظلومه، فنتمنى ان يكون الحسين هدف لتوحيد الامه، ويعرف الجميع حق الحسين فلعن الله امة قتلتك، ولعن الله امة ظلمتك، ولعن الله امة سمعت بذلك فرضيت به، ولعن الله امة لازلت تنكر حقك وتمحي ذكرك وتناصبك العداء ، وسلام عليك يوم ولدت ويوم تموت ويوم تبعث حيا.