الانتخابات القادمة وماراثون البعض الى دول الجوار/سعد الحمداني

Tue, 20 Nov 2012 الساعة : 23:27

 

كالعادة في كل انتخابات محلية او برلمانية تستعر حدة التصريحات والسجالات السياسية في البلد حيث الانزواء والتمحور يصل الى أشده وهذه الحالة من التحالفات بين الكتل والاحزاب السياسية تعتبر أمرا طبيعيا له كما هو معمول به في باقي بلدان العالم الذين يعتمدون النظام البرلماني وسيلة للحكم ، هذه المحاور التي يتم رسمها بين الفرقاء في كثير من الاحيان تأخذ حالة من المواجهة في الواقع السياسي العراقي فما لاحظناه خلال السنوات الماضية كان واقعا ملموسا على الساحة العراقية له تداعياته على مجمل الاوضاع السياسية والاقتصادية.
نعلم ان انتخابات مجالس المحافظات قادمة في العام المقبل وبدأنا نسمع التحركات على الاطراف المختلفة في الداخل العراقي وعمليات بناء لكتل تأخذ طيفا واحدا او توجها واحدا بل وعقيدة واحدة كونها في الظاهر عملية تحشيد وخوف وترقب من المستقبل وما ستؤول اليه الاوضاع في المنطقة بشكل عام ومدى تأثيرها على الجو السياسي العراقي ولذلك بدأنا نشاهد ان الماراثون الانتخابي بدأ على أشده من الخارج الى الداخل عكس ما كان متعارفا عليه ان ينطلق من الداخل الى الخارج.
من المؤكد ان لدول الجوار تأثير كبير على الحركة الماراثونية للعملية السياسية في البلد وهو ما يستدعي القول بأن التدخل في الشأن العراقي قائم على أشده وهذا لم يأتي من فراغ وانما ديدن السياسيين العراقيين هو من سمح بذلك وجعلها حالة واقعية أن تعتبر تلك الدول نفسها بأن لها الحق التدخل في الشأن العراقي فيسمحوا لأنفسهم رسم خارطة طريق لمن سيأتي الى مبنى البرلمان وهو أمر مؤلم ان يكون الحال قد وصل الى ما وصل اليه اليوم في ظل تلك التدخلات الفجة من بعض الدول وخصوصا الخليجية منها والتي تجاوزت كل الخطوط وكل المناطق المحظورة المتعارف عليها عالميا واذا عدنا بالوقوف على السبب سنجد ان الحجيج الذي يمارسه بعض قادة العراقية واولهم السيد علاوي الى دولة مثل السعودية ويلتقي برئيس مخابراتها بندر قبل ايام من اجل ايجاد خطة محكمة لضمان الحصول على اكبر النتائج في الانتخابات القادمة سواء المحلية او البرلمانية حيث عرض الكثير من الخطط عليهم من اجل تحييد منافسوه في العملية السياسية واولهم المالكي الذي لم يرق مذاقه للسعوديين بل كان العثرة الكأداء امامهم في العراق حيث حاولوا كثيرا خلال الاعوام الماضية من اجل ازاحته وضخوا الاموال والاجساد النتنة لتفجيرها في العراق وجيشوا الدول بشراء ذممها ماديا وغير ذلك ولم يفلحوا وهذه المرة يريدون من خلال الانتخابات وعبر وكلائهم من الشخصيات التي تهرول خلف اجنداتهم حيث ترشحت المعلومات الى ان بعض القيادات من القائمة العراقية والمستقلين ذهبوا الى العاصمة الاردنية عمان وبشكل مكرر خلال الاسبوعين الماضيين من اجل لقاءات مشبوهة اعدتها لهم بعض الوجوه الكالحة التي هربت من العراق وفي رقبتها الكثير من دماء العراقيين وهذه اللقاءات تم الاعداد لها مع شخصيات من الخط الثاني في دول الخليج العربي مثل قطر والسعودية والامارات وذلك من اجل التوصل الى صيغة يمكن من خلالها اعادة البوصلة والتاريخ الى ما كانت عليه خلال السنوات الماضية التي سبقت سقوط نظام البعث وسوف تشهد الايام القادمة التي تسبق الانتخابات المحلية وقبل اسابيع منها تلك الخطط المشبوهة ،، وهناك من ذهب ايضا الى ايران وتركيا وهؤلاء ايضا لهم اجنداتهم التي في حال لقاءها مع الاجندات الخليجية فسوف يتم تقويض كل العملية السياسية في البلد وعندها يكون المواطن العراقي هو الخاسر الوحيد وسط تلك المعمعة العمياء . 
Share |