ثورة الجياع.. صراع من أجل البقاء/علي محمد الطائي

Tue, 20 Nov 2012 الساعة : 15:35

 

ثورة الجياع هي أول ثورة تقوم في التاريخ فقد قام بها المصريون ضد الملك الفرعوني ( بيبي الثاني ) حيث كانت المجاعة والفقر في عهد الملك المذكور ونصوص وجدت في أهرامات عائلة ( الملك بيبي الثاني ) ٠ لقد كان يرسل البعثات الحربية الى مختلف الأقطار وكان منتصرا في مختلف الحروب ٠ ظل في سدة الحكم فترة طويلة يقال ٩٤ عاما وقال البعض ظل في الحكم قرابة ٦٤ عاما ٠ ومن خلال المسح الجيولوجي للعصر الهولوسيني الحديث حيث تم التأكد من حدوث المجاعة والفقر الشديد وظواهر انخفاض منسوب ماء النيل في مصر وعدة مناطق من العالم منها بلاد العراق والجزيرة العربية وشمال افريقيا ككل فقد كان عصر الملك ( بيبي الثاني ) عصر فوضى ومجاعة وقحط وفقر واضطرابات ٠ يصنف الملك على انه آخر أسرة المملكة الفرعونية القديمة ٠ فقد كان الفراعنة لا يدونون الا انتصاراتهم واشراقات عصرهم ! ان ما يمر به العراق من مجاعة وفوضى وفساد اداري وتسلط فرعوني ٠ ان بوادر ثورة المجاعة في العراق قادمة فجميع المؤشرات تِؤكد ذلك فقد وصلت الفوضى في العراق الى الحد الذي لا يمكن للشعوب الحيه احتمالها مما يتبعه من تردي الأوضاع في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية مما يقود البلد الى الشلل التام في جميع المؤسسات٠ ان ما تقوم به الأحزاب السياسية من حرب الكراسي والمال التي بدأت ملامحها تطل علينا في كل لحظة والتي تؤثر وتنعكس على المجتمع العراقي انما هي حرب (سفله وتشفي ) من المواطن الفقير ٠ان ثورة الجياع قادمة مادامت القوة السياسية متناحرة على السلطة ٠ واذا استمرت الفوضى السياسية والأدارية واستعباد الشعوب بعد ما ولدتهم امهاتهم احرار ٠على المتشبثين بالفساد الأداري والسلطوي ان يعوا ان ثورة الجياع اذا اندلعت شرارتها لا تبقي لهم باقية ولن يفلت احد من عقاب الشعب والجياع اذا ثاروا ٠ فالجميع مستهدف رجال الدين المتمثلين بوعاظ السلاطين ورجال السياسة الفاسدين. فمن واجب رجال الدين ايضا التحدث بقوة في خطب الجمعة وعلى المنابر وتشخيص السرطان الذي سيقضي على المواطن ٠ لا دغدغة مشاعر المسؤليين في الدولة والفساد ٠ان الشعب العراقي يتعرض الى مؤامرة على جميع المستويات وفي جميع الاتجاهات ٠ فهؤلاء السياسيين المستفيدين يريدون اللاأمن واللاأستقرار لتحقيق مكتسباتهم الشيطانية ٠ وهذا الحال يترتب عليه ضعف اقتصادي وانهيار المؤسسات الداعمة للمواطن ( ان وجدت ) وانتشار الفقر والتخلف والأمية في المجتمع العراقي ٠ ان رفع الحكومة الدعم عن المواطن وتفشي ظاهرة الغلاء في المشتقات النفطية الى أبسط مقومات العيش الكريم ٠ وفي هذا السياق ندعو كافة القوة السياسية وخاصة المتنفذه والمستأثرة بالسلطة . أن الاحتكام الى لغة العقل والوطنية والدم الذي ينتمي أليه كافة شرائح الوطن واعطاء المواطن حقه ومحاسبة المفسدين ٠ اذا اندلعت ثورة الجياع فسوف تدفع الحكومة فاتورة الفساد الأداري والأجتماعي والأخلاقي.
 
علي محمد الطائي
Share |