ضموها وليحصل ما يحصل , والا.../انس محمود الشيخ مظهر

Tue, 20 Nov 2012 الساعة : 12:59

 

منذ سنين ونحن نؤكد على انه هناك حربا قادمة بين الإقليم والمركز وعلى الساسة الكرد أن يحددوا توقيتها وليس الجانب الآخر لكن دون جدوى .. فقد دخل الإقليم في سياسة المماطلة التي كان المركز يمارسها معه بعلم أو دون علم مغضين النضر عن الحقيقة التي تقول بان لا انفتاح ولا ديمقراطية ولا دولة مستقرة مع من يتبنى فكر الإرهاب في الدولة والمعارضة .
السياسة الضبابية والمرتبكة للإقليم في الآونة الأخيرة توضح أمورا كثيرة للشارع الكردي قد تكون نتائجها سلبية لدرجة كبيرة .. فمن الملاحظ انه بعد الألفين وثلاثة كانت هناك الكثير من المواقف المتشنجة والتصريحات النارية من قبل ساسة الإقليم حيال قضايا ما زالت معلقة إلى يومنا هذا , وحينها قلنا ولأكثر من مرة إن الاستمرار في إطلاق التهديدات النارية دون تنفيذ تفقدها أهميتها وتجعل التكتيك السياسي الكردي مكشوفا للجهات السياسية الأخرى ..( طبعا تلك التصريحات كانت في ظروف اهدء بكثير من الظروف الحالية ) , بينما نشهد في الوقت الحالي ما يشبه الصمت المطبق من التحركات الخطيرة التي يتبناه المركز سياسيا وعسكريا ضد الإقليم .
هذا الصمت له دلائل كثيرة .. فصمت الإقليم جاء بعد زيارات قام بها مسئولون كرد سواء لتركيا أو إيران آو لدول الخليج وحتى أوروبا وبعد اتصالات عديدة مع الجانب الأمريكي آخرها كانت زيارة السفير الأمريكي لاربيل والذي أكد فيها أن أمريكا تدعم باتجاه عراق موحد .. وهذا الأمر يفسر عند الشارع الكردي بأنه ضعف للموقف السياسي الكردي وفقدان الساسة الكرد لأي خيار آخر غير خيار الصمت حتى لو كان القادم أسوء , مما يجعل الشارع الكردي يتساءل .. إذا لماذا كل تلك التصريحات النارية سابقا .
المضحك والمبكي في الموضوع إن الأحزاب السياسية الكردية وبكافة فصائلها وانتماءاتها واقفة ( على ركبة ونص ) لبعضها البعض داخل الإقليم وكثيرا ما تستعر الصراعات السياسية بين الأحزاب الكردستانية لقضايا تافهة سياسيا , ولكن فيما يتعلق بخارج الإقليم وما يتعلق بتجاوزات حكومة المالكي على قضايا تدخل ضمن سياق الأمن القومي الكردي فنرى إن جميع الأحزاب الكردية تلتزم الحكمة والهدوء و ضبط النفس في سياسة سئم منها الشعب الكردي .
والمضحك أكثر يا أعزاء بان السيد جلال الطالباني قد ثارت ثائرته لتصريح معين لبرلماني عراقي ( حصل على الجنسية العراقية في الالفين وثلاثة ) والمسمى بسامي العسكري عندما صرح بان التحالف الكردي الشيعي قد انتهى وطالب التحالف الوطني بإبداء الرأي فيها , بينما كان موقف حزبه في موضوع الاشتباكات التي حصلت بين البيشمركة وقوات دجلة في طوز خورماتو موقفا ( حكييييييييييييما) هادئا تتطاير منه أغصان الزيتون وحمامات السلام .. وذهبوا لحد اتهام المتسبب في الأزمة وهو مواطن كردي بأنه خارج عن القانون ومطلوب للقضاء في كردستان ... في تصريح اقل ما يوصف عنه انه عذر أقبح من ذنب , ويعتبر بحد ذاته عارا على الإقليم وحكومته وكل أحزابه وعلى الكرد كشعب , وإلا فكيف بشخص يكون مطلوبا للقضاء أن يكون له موكب ومرافقين وفي وضح النهار ويتحرك بحرية في شوارع مدن الإقليم ومع ذلك كله يتسبب في إشعال فتيل أزمة يتحذر منها الجميع... إن كان هذا التصريح صحيحا (وأنا اشك في ذلك) فللشارع الكردي أن يتصور كم هناك من المطلوبين للقضاء في الإقليم طلقاء لا يطالهم القانون الذي نتبجح نحن في الإقليم بأننا نعيش تحت ظله .
الخذلان الكردي الأخير في مواجهة تخرصات المالكي وأزلامه لا يعني إلا ثلاث أشياء :-
أولها ... إن القضية التي يقاتل الساسة الكرد من اجلها سياسيا والمتعلقة بالمناطق المحتلة ( المتنازع عليها) لا تشكل أولوية عندهم لتحويلها من صراع سياسي إلى صراع مسلح ولا ضير عندهم إن كانت النتيجة فقدان السيطرة الكردية على هذه المناطق وكل الشعارات التي يطلقوها في الإعلام ما هي إلا لذر الرماد في العيون.
ثانيا .. إن كانت النقطة الأولى غير صحيحة فهذا يعني إن الأحزاب السياسية الكردية تكذب في الأصل على الشارع الكردي ولا يوجد في عقائدها السياسية شيء اسمه المناطق المحتلة وكل ما كان يجري لحد الآن لم تكن إلا محاولة من الإقليم للحصول على ما يمكن الحصول عليه فان لم يحصلوا عليه فلا يستدعي الأمر قتالا عليه وهذا يفقد الساسة الكرد مصداقية عند الشارع الكردي , فالشارع الكردي يدرك أن الأراضي الكردستانية هو حق مشروع للكرد يكفله له كل الشرائع الدينية والدنيوية ولايابه في ذلك لرأي المركز أو تركيا أو أمريكا فيها .
ثالثا ... إن الإقليم ليس في مستوى التصعيد السياسي والعسكري هذا وكل التصريحات النارية قبل سنين ولحد الآن كانت خالية من أي واقعية في دراسة الواقع الكردي الحقيقي والذي أوصله لحافة الهاوية دون مبرر.
أتصور إن القضايا المصيرية للأمم لا تقاس بالمسطرة والقلم ولا تقاس بجس نبض دول إقليمية أو الدول الكبرى فيها .. فان كان القرار الكردي لحد الآن هو رهن السياسة التركية أو العراقية أو الأمريكية فما الذي حققته الثورة الكردية لحد الآن من أهدافها التي كانت تدعو لها من استقلال الهوية الكردية والقرار الكردي؟
نحن نفقه تماما انه ليس من المفروض توتير الأجواء مع الدول الإقليمية والكبرى في القضايا التي لا تمثل قضايا مصيرية ونعرف ايضا بان على الاقليم ممارسة المرونة في اكثر القضايا السياسية لحسابات واسباب كثيرة و لكن هذه النظرية السياسية لها جدران تقف عندها وتتحطم عليها وهي جدران الامن القومي الكردي ... فهذه الأراضي الكردستانية ليست ملكا لهذه الدولة أو تلك ولا يمكن مناقشة رأي دول أخرى فيها ولا حتى هي ملك لهذا الحزب الكردي أو ذاك لكي يجعلوها في ميزان المزايدات السياسية وإنما هي ارض للكرد كشعب , وفي سبيلها سالت الكثير من الدماء الكردية الطاهرة والتي كل قطرة منها تعادل كل النفط الموجود في ارض كردستان او العراق والخيرات التي يخاف ساستنا من التضحية بها لذلك فهي غير قابلة للنقاش وللتماطل أكثر.
اثبتت السنوات الماضية انه لا يمكن لهذه الأراضي المحتلة أن تضم لكردستان وفق العملية السياسية ووفق المادة 140 التي طالما انتظرنا تطبيقها , وعلى الساسة الكرد أن يفهموا جيدا انه ليس أمامهم إلا ضم هذه الأراضي بالقوة وليحصل ما يحصل ( كما قال ذلك السيد رئيس إقليم كردستان في مناسبة أخرى ) . فان كانوا غير متأكدين من قدرة الإقليم لضم هذه الأراضي بالقوة فعليهم عدم إضاعة الوقت في المماطلة والتسويف لان الوقت الآن ليس في صالحهم وعليهم هذه المرة أن يجدوا حلول سياسية معينة على مبدأ الممكن لهذا الملف الشائك لدرء أخطار اكبر في حالة بقاء هذه الأمور معلقة وبقاء الأمر متأزما مع المركز لان المماطلة هذه لم تعد في صالح الإقليم بأي حال من الأحوال .
 
انس محمود الشيخ مظهر
كردستان العراق – دهوك
Share |