لماذا بلع الجميع السنتهم امام وقاحات برزاني ؟!/ابو تبارك الناصري

Sat, 17 Nov 2012 الساعة : 0:24

 

قيل بان الساكت عن الحق شيطان اخرس
وقد اكون انا ايضا منهم في فترة ما , ولكني صمتت لفترة عساني اجد خبراً هنا او تصريح هناك او حتى مقال او موضوع مكتوب حول موضوع التصعيد العسكري الاخير لإقليم كردستان ضد الجيش العراقي !!
من فترة ونحن نعيش الازمة السياسية بين الاقليم والحكومة المركزية وعرفنا اسبابها وحيثياتها ونعي حقيقة السعي الحثيث من قبل حكومة الاقليم لإفشال الحكومة المركزية وإضعافها ليبقى الاقليم متمتعاً بامتيازاته الاستثنائية على حساب سائر محافظات العراق ومناطقه المهمشة , ليس هذا مهماً فقد يكون جزء من الحراك السياسي الساخن الذي يعيشه البلد
الخطير والمهم جدا هو الموقف الاخير لحكومة الاقليم بزعامة البرزاني تجاه مساعي الحكومة المركزية في بناء الجيش العراقي وتسليحه الدفاعي !! الموقف الذي بلغ ذروته بالتهديد بالتصدي العسكري لعمليات دجلة التي تشكلت في المحافظات التي تضم مناطق تسمى متنازع عليها وهي ديالى وصلاح الدين وكركوك والموصل وجميعها محافظات عراقية غير خاضعة لسيطرة الاقليم ولكن السطوة الامنية العليا فيها هي لبشمركَة الاقليم , هذه العمليات كما هو حال جميع قيادات العمليات في العراق هي لغرض التنسيق الامني بين الاجهزة الامنية داخل المحافظة والمحافظات المجاورة لها . مع العلم بان الدستور يمنح الحكومة المركزية حق بسط ونشر الجيش في جميع الارض العراقية من شماله الى جنوبه لم يستثني من ذلك لا اقليم ولا محافظة بل الزم جميع التشكيلات الامنية في الاقاليم والمحافظات بان تأتمر بأوامر القيادة العامة للقوات المسلحة .
هذه التصريحات والتهديدات بشن حرب على الجيش العراقي بلغت ذروتها حتى سمعنا اخر تصريح لوزير البشمركَة بان قواته مستعدة للتصدي لعمليات دجلة وان امر بدأ شن الهجوم اوكل الى البرزاني وابلغه بجاهزية قطعات البشمركَة على حدود المحافظات المذكورة , الجميع بلع لسانه تجاهها .
فلم نسمع ولا تصريح واحد من تلك الالسن الطويلة التي ملئت اصقاع الفضائيات صراخاً وتهريجاً .
لم ينزل الامر الالهي على قلب فلان لكي يخرج ببيان يقول به ان التصدي للجيش العراقي هو عدوان على العراق والعراقيين جميعاً !!
انطوى لسان الكتكوت الاصفر الذي ملأ الفضائيات بمؤتمراته الثقافية ولقاءاته وخطبه ذات الحركات الممدودة طويلاً !!
حتى القائمة العراقية التي صعدت بأصوات العرب في تلك المحافظات لم تنطق ببنت شفة !!
حتى اصحاب الفتوى , اولئك الذي دعونا للتصويت للدستور بنعم - ذلك الدستور الذي ثبت لاحقاً بأنه سر هذه المأسي العراقية المتواصلة , الدستور الملغوم بالأزمات تلك الاغام الموقوتة التي اذا ما انفجرت ستنتح حرب اهلية تأكل الاخضر واليابس - حتى اولئك بلعوا السنتهم وصمتوا كصمت القبور .
وكأن الجيش العراقي هو جيش محتل وليس فيه من شباب ورجال العراقي احد !!
لماذا هذا الصمت ؟؟ ولمصلحة من ؟؟ وهل كُتب على الحكومة ان تتصدى لهذه التصريحات والتهديدات دون ناصر او معين , لتنصاع ( حفاظاً على الدم العراقي ) لمطالب تلك العصابة الطاغية الدكتاتورية الشوفينية الحاكمة في كردستان او تتصدى لها بحزم ممكن ان يتحول الى حرب اهلية تقطف ارواح شباب العراق من العرب والكرد ؟؟
هل هذا هو الحس الوطني ؟؟ هل حقاً هذا هو الواجب الوطني ؟؟ هل حقا ان السكوت هو واجبنا الشرعي والوطني , اين النخب السياسية ؟؟ اين الزعامات الوطنية ؟؟ اين المرجعيات الدينية ؟؟ من هذه التصرفات الوقحة لحكومة كردستان .
وفي الختام اذكر الجميع بقوله تعالى
وإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ
 
لم يقل تبارك وتعالى (( فأبلعوا السنتكم )) 
Share |