غزة ... لادول الربيع و لادول الخريف/طاهر مسلم البكاء

Fri, 16 Nov 2012 الساعة : 23:11

 

من غرائب هذا الزمان أن الحرامي أصبح هو صاحب الدار وصاحب الدار هو الحرامي ، فبالأمس القريب كان لمام الصهاينة يتجمع في فلسطين بمباركة بريطانيا ليخرجوا أهلها من أرضهم بقوة السلاح ويجلسوا مكانهم وكأن شئ لم يحدث على الساحة الدولية ، واليوم عندما يدافع الفلسطينيون ،المحاصرون من العالم كله بما فيه عرب هذا الزمان ، عن أنفسهم وكرامتهم ويثأرون لقتل قادتهم وينادون بفك اسراهم التي تمتلئ بهم السجون الأسرائيلية ،فانهم ارهابيون قتلة يعتدون على الصهاينة ،حمائم السلام الذي يحملون غصن الزيتون ، وأن العالم كله يجب ان يقف ضدهم بما فيهم قادة العرب الذين لاتهتز شواربهم .
أمة نائمة وحكام بلا خجل :
لقد أستاسد الصهاينة بعد أن وجدوا امة نائمة لا تعي مايدور حولها ،يلفها التخلف والخمول وترزح تحت حكم شراذم من الحكام لاخجل لهم يقيدهم الجبن وتسوقهم العمالة ،فحكامنا سواء أكانوا أيام الربيع أو الخريف العربي لافرق بينهم يرتعشون من الصهاينه ولايتحملون أشارة من أمريكا ،ولكنهم عندما تبتسم أمريكا لهم وتدفعهم الى خراب بلدان العرب وتدمير بناها التحتية ،فأنهم سينقلبون أبطال متوجون لامثيل لهم ، ويحملون الألقاب الطنانة الرنانة ،فهذا خادم الحرمين ، حتى عندما يساء الى رسول الله ،فأنه لايحرك ساكن لا بل انه يمنع أي حراك شعبي أو إدانة عفوية تصدر عن شعبه ،ولكنه يمسك بسيفين ويرقص بهما بين يدي الصهاينة تحقيقا" لأحلامهم في تفكيك اوصال الأمتين العربية والأسلامية ،ويبذل المال والسلاح لخراب دول العرب في افكار طائفية ارهابية تكفيرية لم تسلم منها دولة عربية أو أسلامية ، وذلك الآخر صاحب نظرية نترجى اسرائيل ،الذي يترجى اسرائيل ولايترجى اخوته من العرب والمسلمون أن كان فعلا" عربيا" ،أنه يتفاخر بعلاقات طبيعية مع الصهاينة وعلم الصهاينه يعلو قامته في عاصمة بلاده ،ولكنه يبذل هو الآخر المال والسلاح لتفكيك دول العرب وخراب ديارهم وبث الأرهابين لقتلهم في الشوارع والأسواق وأماكن العبادة ،وأولئك الحكام الجدد الذين مالحقوا الجلوس في السلطة حتى ارسلوا المتطوعين الى خراب سوريا دولة المواجهة الوحيدة التي بقيت دون صلح مع أسرائيل ! وهذا كله لأجل أن يزهر الربيع العربي للصهاينة ويناموا قريري العيون .
ولكن عندما يحاصر شعب غزة ومن قبله شعب العراق ، وعند ما يكون هذا الشعب معرضا" للحصار والموت ومواجهة الأسلحة الحديثة الفتاكة في ظلم هذا الزمان، فأن حكامنا لايفقهون شيئا" من هذا بل يرسلون مندوبيهم لحضور أجتماعات جامعة الخراب العربي والتي لم توحد العرب يوما" لشئ فيه مصلحتهم ،نعم هي عملت بالأمس القريب من اجل غزو بلدانهم وخراب ديارهم ومناداة الدول الكبرى لأستخدام اسلحة الهدم والقتل فلبوا النداء مسرعين غير مصدقين ما يحدث ،ولكن اليوم عليها أن تكرر النداء الى نفس هذه الدول لنصرة غزة ،لتراهم هل يستجيبون ؟
أنها لن تتعب نفسها فهم صرحوا قبل أن تقول جامعة العرب أي شئ ،قالوا ان غزة هي سبب المشاكل وأن أسرائيل حمامة سلام لايمكن أن تخطئ وأنهم سوف يستجيبون لجامعة الدول العربية في حالة واحدة ، اذا اعترفت معهم بان شعب غزة هو سبب المشاكل فأنهم سيرسلون أسلحة الدمار الجاهزة لديهم لنصرة الصهاينة وتحقيق حلم جامعة الخراب العربي ،وهكذا سيعود مندوبي حكامنا الذين أرسلوهم الى الجامعة العربية ،وأوصوهم أن لايمسوا الصهاينة من قريب أو بعيد ، سيعودون كما حصل في عشرات المرات من قبل ، بخفي حنين.
Share |