النفاق العقائدي والسياسي والاجتماعي/عصام الطائي
Fri, 16 Nov 2012 الساعة : 18:11

هناك مشكلة تواجه المجتمعات البشرية وتسبب اضرار كبيرة لتلك المجتمعات وهذه المشكلة هي مشكلة النفاق بشتى اشكاله بالاخص مشكلة النفاق العقائدي التي اعار القران الكريم اهتمامه به لخطورته على المجتمع البشري لذلك ركز القران الكريم عليه كثيرا من خلال ذكر سورة كاملة بحق المنافقين وهناك ايات متفرقة كثيرة تتحدث عن مسالة النفاق وان النفاق السياسي والاجتماعي صورة اخرى عن اضرار النفاق وان سبب النفاق العقائدي لعدم الايمان الواقعي بالله تعالى وسبب النفاق الاجتماعي لضعف الايمان وسبب النفاق السياسي لوجود المصالح الشخصية والحزبية والفئوية والقومية على حساب المصالح العامة للمجتمع وبذلك يحصل خلل في البناء والنيسج الاجتماعي مما يؤدي الى تفكك القيم وتضعف ثقة الناس بعضها ببعض مما يسبب اعاقة في الحركة التكاملية للمجتمع البشري.
وان النفاق العقائدي حيث يظهر المنافق ايمانه بالقيم والمبادى والمثل السائدة في البيئة الاسلامية الا انه لا يعير أي اهمية في داخله لتلك القيم والمبادى والمثل ويريد من خلال ادعاءه الايمان بتلك القيم تحقيق اهداف معينة يصبو اليها مما يؤدي الى تشويه الساحة الايمانية في المجتمع من خلال قلب الحقائق والوقائع فيؤدي الى تلويث البيئة الاسلامية بالتناقضات وحدوث المشاكل والازمات واعاقة في الحركة التكاملية التي ارادها الله تعالى على هذه الارض لذلك اضحى المنافق مبغوضا اشد البغض من الله تعالى .
اما النفاق السياسي فيعمل السياسي على اتعاب الساحة الاجتماعية وتصاب الساحة السياسية بكثير من التناقضات مما يرهق المجتمع ويصاب المجتمع بالاحباط ويفقد المجتمع ثقته باغلب السياسيين لان المجتمع له حدس يفوق كل السياسيين ولا يمكن ان نتهم المجتمع بالسذاجة بل المجتمع تكون له بصيرة يعرف حقيقة كل سياسي ومدى اخلاصه من عدم اخلاصه ويشعر بمصداقية السياسي من خلال مدى تعلقه بحب السلطة او عدمها .
وان اغلب الساحات السياسية في عالمنا العربي والاسلامي مصابة بهذا الداء لقوة الاهواء والرغبات والشهوات في النفس مما تؤدي بتاثيراتها السلبية على المواقف ولا يمكن ان نزكي جهة دون اخرى بل الكثير ما هو مصاب بهذا الداء اما الانسان المخلص فتراه مهمشا من قبل الكثير والا لو كانت تلك الطاقات المهمشة تعمل في الساحة الاجتماعية والسياسية لادت خدمات كثيرة للمجتمع والمثقف الرسالي غالبا ما يعيش هذا التهميش مما يؤدي في كثير من الاحيان ان يصاب بالاحباط ولا يتعرض للتهميش من قبل السياسيين فقط بل حتى على مستوى علماء الدين لذلك نجد كثيرا ما تتسلق فئات جاهلة بمسؤليات لا تستحققها وهذا مما يؤدي الى الضعف في التنمية بشتى اشكالها ويتعرض الانسان المخلص الى شتى الابتلاءات كما جاء في قول الامام الصادق ع ان المؤمن في خمسة شدائد بين كافر يقاتله ومنافق يبغضه ونفس تنازعه وشيطان يضله ومؤمن يحسده فان صفة الحسد تمنع وصول كثير من الطاقات الجبارة في اداء دورها في هذه الحياة.
واما النفاق الاجتماعي فهوالاكثر انتشارا بشتى الساحات الاجتماعية بسبب ضعف الايمان مما يؤدي الى الاعاقة في البناء الاجتماعي وان كثير من مظاهر النفاق الاجتماعي موجودة في كثير من الفعاليات الاجتماعية على مستوى الافراد بشتى طبقاتهم وان الكذب احدى المظاهر الخطيرة في المجتمع والتي تجعل فقدان الثقة لكثير من الناس وهو احدى مظاهر النفاق الاجتماعي وكثير ما يحصل خلط بين النفاق العقائدي والاجتماعي فالبعض قد يفهم بعض الاحاديث والروايات خطا كما في الحديث المنافق اذا وعد اخلف واذا حدث كذب واذا اتؤمن خان اذ المقصود الحقيقي من هذا الحديث هو النفاق الاجتماعي وليس النفاق العقائدي لان المسلم قد يخلف الوعد بدرجات مختلفة وقد يكذب بدرجات مختلفة وقد يخون الامانه مع هذا لا ينطبق عليه النفاق العقائدي بل النفاق الاجتماعي .
وان البيئة النظيفة هي البيئة التي تخلو من مظاهر النفاق العقائدي والسياسي والاجتماعي فالاسلام حينما حارب مظاهر النفاق وذلك لاجل جعل بيئة سليمة تعيش حيوية الحياة ويتحقق الامن والامان واما النفاق فهو الذي يفقد الامن والامان في المجتمع ويجعل صعوبة في التنمية بشتى اشكالها وبالتالي يجعل عدم تحقيق العدل والعدالة فالاسلام حارب النفاق والكفر والفسق لاجل تحقيق العدل فبالعدل تحيا البشرية بالامن والامان ولا قيمة لاي انسان في هذه الحياة ما لم يطهر ذاته من كل الافات فان افات النفس تجعل الانسان يتعب الاخرين فان الكثير من الممارسات السلبية والخاطئة تعتبر ثمرة من ثمرات افات النفس.
واذا ما حصل تراكم التقصيرات سوف تصاب الامة بشتى انواع الابتلاءات وتحصل الفتن يقول الامام علي ع انما بدء وقوع الفتن اهواء تتبع واحكام تبتدع وقد يفشل الكثير في تلك الابتلاءات اذا ما حصلت الفتن يقول الامام علي ع واذ يبكي الباكيان هذا يبكي لدينه وهذا يبكي لدنياه.
عصام الطائي