ليس الحسين الرمز قد خصتْبه * شيع ولكن يستطيل فضاءا /كريم مرزة الاسدي
Fri, 16 Nov 2012 الساعة : 1:09

مقاطع من الملحمة الحسينية بمناسبة عاشوراء:
1-الميلاد الشريف : شعبانُ يزهو بالحسين ِ تطلـّعاً
ولِـدَ (الحسينُ) فشعشعْ الاضواءا***وارفع الى وجهِ الالهِ ثنـــــــاءا
هذا ابن فاطمــــــةٍ وبضعةُ أحمدٍ***وسليلُ حيدرةٍ يشعُّ بهــــــــاءا
هذا الرجا صنو الزكيِّ المجتبى***تتفرع الاطهارُ منـــــــهُ علاءا
هذا الذي ارسى الشهادة للورى***رمزاً وبلـّغَ جرحُـهُ الزهــــــراءا
غرسُ النبيِّ ونسغـُهُ منْ ريّهِ***غـذ ّاهُ منْ إبهامِهِ إستسقـــــاءا
أو راحَ يرشفُ منْ لسانهِ طيبَهُ***فتكمّلتْ فيهِ الصفاتُ صَفـــــاءا
شعبانُ يزهو بـ (الحسين ِ) تطلعاً***فتعظـّـمتْ أيّـامُـــهُ خُـيــــلاءا
وتقدّستْ في نصـــــفهِ بشفاعةٍ***منهُ لربّـكَ إنْ دعوتَ دعــــاءا
فتبارك اللهُ الذي مـــنْ جودِهِ***جعلَ النبيَّ وآلهُ شفعــــــــــاءا
مَنْ قالَ : لا ,قلْ منْ تفانى أنفساً***حملَ الرسالة َللورى بشــــراءا؟
فالمصطفى المختارُ أكرمُ منْ أتى***منْ خَلق ِربّكَ خلقـــة ً وذكاءا
طـُويتْ لهُ أفقُ السّماءِ معرّجاً***وسرى(البراقُ) بهِ الفضاإسراءا
فُتِحتْ بهِ الأمجادُ تطوي أعصراً***والعربُ منـهُ تجلـّلوا إعطاءا
مَنْ ذادَ عنـــها بالمهندِ قاطعاً***عنقَ الضلال ِ وناصرَالضعفاءا؟
بابُ النبيِّ لعلمِــــهِ وفداؤهُ***بفراشهِ ,مَنْ باهرَ الفصحاءا؟
مَنْ حلَّ سيماءُ النبيِّ بوجهـــهِ***وإذا تجهّمتِ الوجوهُ أضاءا؟
قبستْ نجومُ الآرض ِحسنَ جمالهِ***ويداهُ أكرمُ إذْ تفي الأفيـــــاءا
مَنْ ابنُ بجدتها الأبيُّ شهامـــــــة***هزَّ الوجودَ وكرّمّ الشّـــهداءا؟
جعلَ المنـــــــايا منية َالأحرار ِ إذ***يتواردون َ ولوجها حُنفــــاءا
هل يستوي خـَـلـقٌ يطيشُ بغيّــهِ**جهلاً بمنْ يتقطرونَ نقـــاءا
أين الخشوعُ لحرمةِ الله التـــي***سُـلِـبتْ ولم تعهدْ لها أمناءا؟
رحتمْ على سقطِ المتـــاعِ ِ تهافتاً***تتنازعونَ فريسة ً شوهــــاءا
من عهدِ آدمَ والنفوسُ ضغائــنٌ***يتأجّجونَ عداوة ً شحنـــــاءا
الاّ الذي فقهَ الوجـــودَ بحكمـــــةٍ***أدرى بمنْ قـَـدْ وسوسَ البغضاءا
مَنْ قـــاسَ أبليسَ اللعين ِ بــآدم ٍ***قدْ حط َّ مِنْ قيم ِالوجودِ وطـاءا
ابليسُ محضُ الشرِّ كثّفَ نفسَــهُ***ليذوبَ فينــــــــا خدعة ً كأداءا
فتشطـَرَ الإنسانُ: طوعُ بنانـــهِ***رُشدُ الهدى,أو يكتسي النكراءا
**************************************************
2- الاستشهاد العظيم : أدميتَ أفئدة َ الآنام ِبُكاءا
أدميتَ أفئدة َالآنـام بكاءا *** لمّا تقحّمتَ المنــــــــونَ فِداءا
أججّتَ جذواتِ النــفوستحرَراً***ونصبتَ فوقَ العالمين لِـــواءا
يمتدُّ منْ يوم ِالطفوفِ مع البقا***ويشعُّ للجنــــــــاتِ منهُ سناءا
جاوزتَ همّكَ في الوجودِ تعيشهُ***حرّاً ولو كانَ المماتُ شفـــــاءا
فالغايةُ القصوى لمعرفةِ الفتى***انـّـى يرى لهمَ الحِمـــــام بقاءا
سبحانَ مَنْ رفعّ العقولَ كرامة***حتـّـى تجلـّــتْ ديمــــة ً هطلاءا
إنَّ الحسينَ نسيجُ وحده منهجٌ***للثائرينَ ولنْ يـروا نــــــــُدَدَاءا
نزلتْ بحقٍّ (إنـّما ) لشمــــائل ٍ***خُصّتْ بهمْ فأسلْ بها الفهمــاءا
ياسيدي دنيا أردتَ صلاحَــها***فسدتْ وعمَّ ضلالـُها الغــــلواءا
واذا العبادُ لذلـّـــــةٍ أعمارهمْ***قدّمتَ عمركَ تخطبُ العليــــــاءا
لهمُ الحياةُ خداعَ زخرفةٍ مضتْ***تغري الجهولَ وتـُزهِدُ العظماءا
فرسمتَ خطـّـة َ فيصلٍ بينَ الإبا*** والضيم ِ ما ألفت لهـــــا إلواءا
*******************************
ليسَ(الحسينُ)الرمزُ قـَد خُصت بهِ***شيعٌ ولكنْ يستطيلُ فضــــاءا
أضحى كنبراس ٍيضيءُ لمـنْ هفا***يستنشقُ الحريـــــةَ الحمراءا
أضحى لكلِّ العالمينَ هدايـــــــــةً***هو والمسيحُ يشهدّان ِ سواءا
راحَ اسمهُ طولَ الحياةِ وعرضها***إذ ْ يهتفونَ بهِ الجهـــادَ نداءا
منْ مغربِ الدنيا الى إشراقـــــها***رفعوا شعارهُ ثورة ً غــــرّاءا
قدّ عمَّ نورهُ للبريةِ كلـّهـــــــــــا*** مادامَ تصرعنا(الأنا)استقواءا
صبراً جميلاً منذ ُعهدكَ لم نذقْ*** غيرَ البلا حتـّى نغصَّ غثـــاءا
راحتْ بناتُ الدهـــر ِتطرقُ أمّة*** ًفـُجعتْ تصدُّ مصائباً دهيــــاءا
هل علـّمَ التــاريخُ أبناء الدُّ نى*** أمْ ضيّعَ الابـــــــاءَ والابنـــاءا
هذا هو اللغزُ الذي نبكي بـــــهِ***رزءَ الحسينِِ ونصنعُ الارزاءا!
***********************
6- وأخيراً : أعرفتَ ما معنى الحسين ِ رثاءا ؟
أعرفت ما معنى الحسين ِ رثاءا ***أم أنتَ تحسبهُ الثوابَ بكـــاءا
وتردّدُ النبأَ الحــــــــزينَ بخاطر ٍ***ساهٍ لترفعَ للإلــهِ عـــــــــزاءا
إنَّ الحسينَ لقدْ تطاولَ أفقـــــــهُ***ليرى لهُ فوقَ السماءِ سمــاءا
فأقمْ شعائـــــــرهُ بنفس ِ مجاهدٍ***يأبى الخنوعَ ويقحمُ الهيجاءا
واقصدْ بوجهكَ للكريم ِ ترفعــــاً***هلْ يُرتجى غيرُ الكريم ِرجاءا!
لا تبدِ عطفكَ للزمـــــــانِ ِ تودّداً***فـــإذا تناءى عنكَ عنهُ تناءى
وآعززْبنفسكَ وآسحقِ النكباتِ إذ***تطغي عليكَ وشدّدِ البأســـاءا
كمْ ذا تقارعُها وتلوي عنقـَـــــها***وتمجَ ُ همّازاً بها مشَــــــــاءا
لا تعطِ إعطاءَ الذليــــــل ِيداً ولا ***كالعبدِ قرَّ بعشرةٍ إمضــــــاءا
نحنُ بنو الشرفِ الرفيع ِبناتـــهُ***إرثاً وأرسوا مجدَهُ أكفــــــاءا
*********************
يا أيّها الشعراءُ منْ لمْ يلتمسْ***نــورَ الحسين ِ بطولــــة ً وفداءا
بخسَ الشهادة َحقـَّها وجهادَها***ورأى الحقيقة َفي الورى عوراءا
تبكي على عينِ العدالةِ إذ عمتْ***وتوّدَ لو كانتْ - كذي- عميـــاءا
وإذا نظمتُ العِــقدَ ملحمة ً فهلْ***أدّيتُ دَيني ذمّة ً ووفـــــــــــــاءا
قلْ ذاكَ مطلعُها وهـــذا ختمُها***فأحكمْ بعقلكَ قدْ ختمـــتُ أداءا !
ــــــــــــــــــــــــــــــــ