يوم العرس العراقي الكروي... وعجائب الدنيا/طاهر مسلم البكاء
Fri, 16 Nov 2012 الساعة : 0:49

هل يوجد بلد في الكون يمر بظروف العراقيين .. الذين يحرمون الى اليوم حتى من اللعب على ملاعبهم، وحرموا طوال هذه السنين من اللعب وسط هتافات جماهيرهم ويجدون صعوبات كبيرة في أستمرار دوريات الفرق عندهم ... ولكنهم يقارعون فرق قد توفر لها كل شئ ويفوزون عليها ويحققون أنتصارات كبرى .
أن عجائب الدنيا التي لايزال يستذكرها التاريخ والتي بعضها عراقية أيضا" ،كانت تبنى بأوقات تكون الشعوب فيها في أوج عنفوانها وقوتها الأقتصادية والحربية الأدارية ،ولهذا فمن المنطق أن تأتي مثل هذه الأبداعات كنتاج لتوفر بنى تحتية متكاملة ،ولكن أن يقوم هذا الشعب برغم المحن والأرهاب وتكالب التآمر على ابناءه بتحقيق هذه الأنتصارات فهذه هي عجيبة العجائب في هذا الزمان .
أن العراقيون اليوم يثبتون وحدة المصير التي جمعتهم تحت خيمة الوطن لألاف السنين ، ويثبتون أن بداخلهم كنوز هي عبارة عن تراكمات التاريخ وسلالاته المتعاقبة التي مرت وعاشت وشيدت أزهى الحضارات في عالمنا الأرضي على أرض الرافدين الخالدة .
وفي هذه اللحظات تعيش الجماهير العراقية فرحة أنتصارات كروية متوالية برغم كل ما يتعرض له العراق ،وفي يوم كان الأرهاب الظلامي قد سجل فيه قتلا" وتدميرا" لشعب العراق كما هي العادة وتشفى وحوش الدم في هذا الزمان بأسالة دماء العراقيين ، كان العراقيون يرفعون راية الوطن في الساحة العالمية غير آبهين بالموت وهازئين بالأرهاب وأذنابه أينما تواجدوا على الساحة العالمية .
الكرة وسحرها في النفوس:
أن للكرة سحر في نفوس عشاق اللعبة والذين هم يشكلون نسبا" كبيرة أصبحت لايمكن أغفالها ،وحتى من لايهوى الكرة فعندما تكون منازلة بين بلده وبلد آخر فهو يدخل لاإراديا" في المنافسة والتشجيع ،وأن الدول تحاول اليوم الأهتمام وتشجيع اللعبة كما تشجع الرياضات الأخرى ، ولكن المنتخب اليوم يمر بظروف فيها صعوبة الوصول الى الأدوار المتقدمة من التصفيات وأن على الأتحاد العراقي أن يوازن بين أعطاء الحرية الكاملة لمدرب المنتخب في أختيار أعضاءالفريق وبين مصلحة العراق ،صحيح ان المنتخب اليوم يضم نخبة من الشباب الممتازين ولكن المنتخب يبدو بوضوح يفتقد الى الأعمدة الأساسية للفريق الذي كما يشاع أن أستبعادهم لم يكن لأسباب فنية ،وعلى الأتحاد رفد الفريق بلجنة متخصصة تناقش المدرب للوصول الى أحسن تشكيلة تحقق حلم الملايين بالوصول الى البرازيل ،صحيح اننا فزنا هذا اليوم ولكن يجب أن لايغطي الفوز على الأخطاء الواضحة والفراغ الكبير الذي تركه أبعاد أهم عناصر المنتخب ممن يمتلكون الخبرة .