بين ساندي امريكا وساندينا!/كريم السيد
Fri, 16 Nov 2012 الساعة : 0:16

"اللهم لا شماته, هذا مصير من يعتدي على رسول الله" هكذا كانت الرؤية ولسان حال بعض العرب لإعصار امريكا المسمى "ساندي" بعد ان عجّت مواقع التواصل الاجتماعي بردود الافعال التي وجدتها مكرسة بالتعليق المذكور الذي وضعه احدهم على صورة لذلك الاعصار الرهيب,
الحقيقة, لا اجد تلازما بين اعصار ساندي الذي ضرب امريكا مؤخرا والفيلم المسيء لنبي الاسلام محمد (ص) كي نرى هذا الكم الهائل من المحاولات لربط هذا بذاك, واعتقد ان من الاجدى(بافتراض صحة ذلك) ان تكون ضربة ذلك الاعصار لإسرائيل قبل امريكا في هذه الفرضية العربية التي لازمت الاعصار كون كتابة الفيلم وإخراجه وافكاره من هناك مع دعاءنا ان لا يمتد ذلك الاعصار لفلسطين ولبنان وبقية دول المنطقة, ولا ادري لِمَ تأخر الاعصار الدنماركي حتى هذه اللحظة؟!
ان التفكير بهذه الطريقة هي ذاتها اعصارنا (ساندينا) الذي نعيشه والذي مازال يلتهم جغرافيا العقول العربية دونما توقف, تأيد لي ذلك وانا اقرأ التقرير الذي نشره موقع البي بي سي عن ردود الافعال العربية في مواقع التواصل الاجتماعي اقتبس منه تعليقات الدكتور محمد البراك عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى وعضو رابطة علماء المسلمين حيث قال "أيها المبتعث أو المقيم في بلاد الكفار احفظ الله يحفظك من اعصار ساندي وغيره وقد وعد سبحانه أن ينجي المؤمنين فقال(كذلك حقا علينا ننج المؤمنين)", وأضاف بأنه بالنسبة لإعصار ساندي "من يقول كيف ندعو على أمريكا وفيها مسلمون يحتاج إلى أن يراجع عقيدته فهل نسي هؤلاء أن الله قادر أن ينجي عباده المؤمنين" وتابع أنه من دعاء النبي على الكفار "اللهم قاتل الكفرة الذين يصدون عن سبيلك ويكذبون رسلك ... وألق عليهم رجزك و عذابك إله الحق",
صراحة ان مجرد الاطلاع على تلك التعليقات التي يُصدرها عضو في رابطة العلماء المسلمين لكفيل بأن يولد القناعة لحجم اعصارنا الفكري والإنساني الذي نعيشه اليوم, فلا ادري حقا ما الذي سيقوله الدكتور البراك عن الانفجار والحريق الاخير الذي هزّ الرياض والذي كانت حصيلته الاولية(حسب رويترز) 23 قتيل على الاقل!, ربما لم ينج الله عبادة المؤمنين هذه المره!,
ان الاسلام لبعيد عن مثل هذه الرؤى والافكار التي يصدرها الإسلاميون ممن رسموا ملامح الشخصية التي صورها الفيلم المسيء وتركوا اخراجها ووضع قوالبها الأخيرة للغرب (الكافر) الذي يضربه ذلك الاعصار والواجب الانساني يقتضي ان ندعو لكل انسان بالرحمة مادام الله قد وعدنا بمحكمته الاخرويه يوم تبلى السرائر, وفرق كبير بين دموع اوباما التي ذرفها امام امر الله وقهقهات مفتي الموت على دماء الناس التي تسفك يوميا في العراق بفتاوى الاسلام اللا محمدي, سانديهم سينتهي حتما اما ساندينا فلا اعرف له نهاية وسكون.