الدكتاتور صنيعة الشعوب/علي محمد الطائي

Fri, 16 Nov 2012 الساعة : 0:15

ان الاستخدام الاول للدكتاتور كان في الدولة الرومانية وقد كان منصب سياسيا في الجمهورية الرومانية القديمة وقد اختص الدكتاتور الروماني بسلطة مطلقة زمن الطوارئ ٠ اما الاستخدام الثاني وهو المعاصر لكلمة الدكتاتور والذي يشير الى شكل الحكم المطلق والفردي دون التقيد بالدستور او القوانين او اي عامل سياسي او اجتماعي او اخلاقي داخل الدولة التي يحكمها ٠ لقد شهد العالم العربي في السنة الأخيرة ثورات او ما يسمى بالربيع العربي وانهيار أنظمة دكتاتورية كانت تعيش على دماء شعوبها وشكل الحاكم الفردي المستأثر بالسلطة والثروات ويعتبر سجل الحكام والملوك والأمراء والسلاطين حافل بنتهاكات حقوق الانسان ٠ السؤال هنا اذا كانت هذه الشعوب حية وصاحبة حضارة وتاريخ عريق ٠ ماهو السبب في استمرار هذه الانظمة الدكتاتورية لعدة عقود وتأخر الشعوب في محاولة الانتفاضة عليه والتخلص منه ٠ والملاحظ هنا على الرغم من تخلص عدة دول من الدكتاتورية لكن بقيت متجذرة في مخلفات الدكتاتور او القادمون للسلطة ٠ ان الشعوب هي التي تقوم بصناعة الدكتاتور لأن الحياة في العالم العربي تدور حول فرد واحد وهو شخص الحاكم او الخليفة اوالملك او حول مجموعة من الرجال هم الوزراء أوأبناء الملوك . والبلاد والعباد تعتبر ملك شخصي لذلك الدكتاتور والأمة كلها مجموعة من المماليك والعبيد يتحكم في اموالهم ونفوسهم واعراضهم ٠ ان الأمة التي تصبح تحت ظلال ورحمة الدكتاتور تضمحل وتصبح هزيلة لا ارادة لها ولا حرية ولا كرامة ٠ وهذا مايحدث في العراق وما يتعرض له الشعب العراقي من نهب وسلب لثروات البلاد والفساد الأداري والأخلاقي على أيدي بعض العصابات الدكتاتورية التي استغلت المنصب واستأثرت بالسلطة. والشعب العراقي ساكت لايحرك ساكن ودول الجوار كل يوم تقوم بثورة أومظاهرة تطالب فيها بالمزيد. مع العلم أن هذه الدول مرفهه ماديا ومعنويا ومن هذه الدول الكويت ٠ أن هذا السكوت انما يدل على أن غالبية الشعب العراقي غير متوازن فكريا ٠ وأن كان العراقيين يتبجحون نحن أول حضارة ونحن أول من علم القراء والكتابة ونحن ٠٠ ونحن٠٠٠الخ ٠ أن كثير من الشعوب ذكية وصاحبة حضارة ٠ وفي نفس الوقت غبية جدا كمفكرة وعاقلة في ما يدور حولها من انتهاك لأبسط حقوق المواطنة ٠(الساكت عن الحق شيطان أخرس) أننا كل يوم نسمع ونرى في أعيننا خيرات العراق تنهب والشعب يتفرج . لا كهرباء لا صحة لا مدارس لا ماء صالح للشرب لا مستقبل لأجيالنا ونحن شعب خانع للظلم الذي نتعرض اليه من قبل شله من المرتزقه يتحكمون بمقدراتنا ويجرون التجارب السياسية علينا . كيف نسمح بذلك ونحن شعب ندعي الأسلام وندعي الغيره والحمية الى متى هذا الشعب يرضى بالذل والأهانة . في كل سنة من شهر محرم تمر علينا ذكرى استشهاد الأمام الحسين ( ع ) بهذه المناسبة الأليمة والعظيمة فهي أليمة بما احتوته من مشاهد مؤلمة يندى لها جبين الانسانيه وهي في نفس الوقت ذكرى عظيمة بعظمة صاحبها وتضحيتة من أجل الدين والأمة. نعم اتمنى ان نعطي هذه المناسبه حقها ٠ ما أحوجنا في هذه الأيام الى تمثيل مبادئ الحسين في حياتنا فالحسين لم يكن شخصا عاديا بل هو نموذج للحرية فهو أبو الأحرار ومدرسة الأمه لمقارعة المفسدين ٠ )قال غاندي تعلمت من الحسين كيف أكون مظلوما فأنتصر (أن البوذي والمسيحي والمسلم وجميع العالم يتعلم من الحسين الحرية ومقارعة الظالمين والمفسدين ! متى يتعلم الشعب العراقي الوقوف في وجه المفسدين والمطالبه بحقوقه كأنسان ٠ ماذا يعني لنا أقامة مواكب عزاء ولطم وضرب الزنجيل والتطبير وطبخ القيمه والمشي على الاقدام لعدة أيام ٠ ونحن لا مستقبل لنا ولا حقوق كمواطنيين ٠ الم نتعلم أن القضية وصاحب القضية قتل من أجل الأصلاح وتقويض الظالم والفساد ٠ أليس الأجدر بنا بعد انتهاء مراسيم عاشوراء أن تذهب هذه الحشود المليونية الى المنطقة الخضراء بمظاهرات سلمية والمطالبة بحقوقها المشروعة ومحاسبة الفاسدين والمفسدين وتجسيد فعلي لقول الأمام الحسين وتهتف في وجوه المفسدين والظالمين والمغتصبين )هيهات منا الذله ) وهي تراثنا ومدرستنا الأبدية ٠

علي محمد الطائي

Share |