التحالف الوطني واقع الحال/مالك المالكي

Fri, 16 Nov 2012 الساعة : 0:09

التحالف الوطني هو الكتلة النيابية الاكبر ومنها انبثقت الحكومة الحالية وقد شكل على طريقة الائتلاف الوطني العراقي وتم تبديل التسمية فقط،لكن كان اداءة اقل ودورة هامشي ولم يؤثر برغم كثرته العديية لاسباب عديدة ابرزها عدم الانسجام بين مكوناته وطغيان النفعية والانتفاع الحزبي او الشخصي على مكوناته،اضافه لضعف رئاسته لكون رئيس التحالف لايملك اي مقاعد سوى شخصة ومنحه منصب سيادي ومهم جعله يخضع لسيطرة رئيس الحكومة واضعف منه،وهذا جعل التحالف ضخامة عددية وانعدام تأثير ولم تشهد مسيرة الدورة الحالية اي دور للتحالف سواء في تشكيل الحكومة او في الازمات التي تتوالى تترى ومع الجميع وكان اعضاء فاعلين في التحالف جزء من هذه الازمات مع الحكومة،وهذا يؤشر خلل كبير في مسار الوضع الجديد في العراق بعد سقوط الصنم،حيث يفترض ان يمثل التحالف الوطني ضحايا ذاك النظام واغلبيته المضطهدة وعليه مسئولية كبرى في النهوض وتعويض سنوات الظلم والحرمان والتهميش الذي عانت منه الاغلبية طيلة عقود من الزمن،ويفترض ان يكون التحالف ولي الدم ويسخر كل مالديه من قوة وتأثير في مصلحة الاغلبية واعطاء حقوق الشركاء،اما ان يتحول التحالف الى كتلة حازت على اصوات الاغلبية لتسخرها في مصالح اعضائها الشخصية او احزابهم فهذا سوف يثمر عن نتائج خطيرة وخطيرة جدا على موقف الاغلبية في ظل اجواء محلية واقليمية تعاني من عملية شحن وشد طائفي تهدد نتائجة العالم برمته،ان النظرة الضيقة والمصالح الفئوية الاضيق وعدم اختيار شخوص واعين لدورهم الخطير لتمثيل الاغلبية سيسفر عن وضع كارثي ينبغي الانتباه الية،ففي الوقت الذي تتكالب فيه قوى الشر في المنطقة لزرع الفتنة والقتل واشاعة الفوضى تغط الكثير من مكونات هذا التحالف في مصالحها ومصالح افرادها،وعندما نتتبع مسيرة ممثلي الاغلبية منذ انبثاقه الى الان نشخص بسهولة التراجع المستمر في مسيرته،حتى انقسم الى قائمتين خسرت الاغلبية بسبب هذا الانقسام اكثر من 7 مقاعد في مجلس النواب،وضعف التحالف واصبح كتحالف الاخوة الاعداء فمن داخل التحالف من تربص بالحكومة ووقف الى جانب اعدائها واعداء مشروع العراق الجديد في خطوة لولا الخيرين لذهبت بالوطن الى المجهول،ان على القوى الوطنية ان ارتأت اعادة الحياة للائتلاف الوطني ان تضع ضوابط واضحة ومعلنه تعيد الامور الى نصابها الصحيح،وان تبعد النفعيين واصحاب الصفقات وعرابها عن هذا الائتلاف،فلانظن ان المواطن سوف يمنح صوته بسهولة اذا لم يتأكد من وجود ضمانات حقيقية وواقعية من ان الائتلاف سيمثل الاغلبية ويعمل على تغيير واقعها كمجموع لابحال اليوم يتعامل معها على اساس حزبي وتغييب لكفاءاتها وهدر الفرص المتاحة امامها،وحماية للفاسدين والمفسدين ورعايتهم مما يسيء لهذه الاغلبية،التي تمتلك من القدرات والامكانات الكثير التي تعطي الصورة الحقيقية لهذا المكون الذي طالما كان ابنائه هدف لكل الطغاة والمتجبرين بسبب مواقفهم الوطنية الشريفة على مر العصور...

Share |