تجمع الأكاديميين العراقيين .........شكرا/حازم عجيل
Wed, 14 Nov 2012 الساعة : 22:47

يقاس التقدم في الدول على مر الأزمان وفي مختلف العصور على ما تختزنه الحافظة الجمعية للشعوب من علوم شتى وثقافات متنوعة ومستوى وعي ينعكس على تطورها وطريقة تعاملها مع الآخر والرفاهية التي تنعم بها على مختلف المستويات ويأتي ذلك نتيجة الاهتمام بالعلم والتعلم ومحاربة الجهل بكل أنواعه وذاك ما أوصى به الإسلام العظيم وكل الديانات والأنبياء والمفكرون والحكماء والمثقفون مخافة أن يجتاح المجتمعات خطر داهم يهدد مستقبل البشرية اذا عمّ الجهل وساد وانحسر العلم وغاب فيصبح القانون للأقوى وتنعدم المنظومة القيمية والأخلاقية للشعوب نتيجة ذلك وعليه فأن أول كلمة في أول آية قالها الأمين جبريل علية السلام للحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله (أقرأ) والقراءة تنتقل بالإنسان إلى عوالم يجهلها في مختلف المعارف ,وشعبنا العراقي من أوائل الشعوب التي أطلت على وجه البسيطة ملوحة للشعوب الأخرى بالعلم والحرف والقراءة ولنا في ذلك الفضل الذي لا يبارى شاهدنا هذه الآثار التي تدل على حضارات شعّت بأنوارها على العالم والتي تتزين بها بلادنا اليوم فحيثما يممت وجهك فثم حضارة تدل عليها آثارها ولم تكن تلك الحضارة وذاك التقدم والتأريخ الناصع المشرّف لولا العلم الذي ألقى بضلالهِ على المستوى العمراني والأخلاقي والثقافي فضلا عن القوانين التي تنظم حياة الناس وتحفظ حقوقهم وتعرفهم واجباتهم,وبلادنا في العصر الحديث برز منها مثقفون على مختلف متبنياتهم الثقافية رفدوا المكتبة العربية بشتى العلوم وشعبنا قارئ من الطراز الأول حتى قيل القاهرة تكتب وبيروت تطبع وبغداد تقرأ لكننا جراء السياسات الخاطئة للحكومات التي قادت البلاد والحروب العبثية التي مررنا بها والحصار الاقتصادي الذي جثم على صدورنا كل ذلك أدى إلى تهديم المنظومة المجتمعية والأخلاقية والثقافية فنشأت لدينا أجيال ابتعدت عن العلم والقراءة بل أقول زُحزِحت من حيث لا تشعر عن العلم والقراءة من خلال إدخالها في دوامة الحرب والحصار والخوف من الآخر وووو فنرى الكتاب قد هُجر وغاب عن الذهنية الجمعية التي لم يتبق فيها مكان لذكره إلا لُماما فنجد الأمية قد تفشت حتى في أوساط الطلبة والخريجين لاقتصارهم على منهجهم الدراسي فقط وعدم ولوجهم إلى عالم البحث والقراءة ,فالمبادرة التي أطلقها تجمع الأكاديميين العراقيين وكادر تحرير جريدة أخبار الأسبوع ما هي إلا عودة بنا لترميم الصدع بين الكتاب والقارئ وإعادة هيكلية العلاقة بينهما من خلال إطلاق هذا المهرجان الذي تم فيه توزيع ألف كتاب واعتقد جازما انه الأول من نوعه من اجل بث ثقافة رصينة وبيان أهمية الكتاب وجمالية طقوس القراءة ومحاولة جدية لاستنهاض العائلة العراقية لإعادة تأسيس مكتبتها الخاصة التي كانت تزين بيوتنا قبل عقود من السنين فشكرا لهذا التجمع الذي اخذ على عاتقه بث الوعي الجمالي والفكري والثقافي في ذاكرتنا المتعبة التي أنهكتها الأمية والجهل . ".