العدل/محمدواحد الساعدي
Wed, 14 Nov 2012 الساعة : 22:16

تقول حكاية قديمة تتناقلها الالسن في مناسبات كثيرة ان "ملكاً من الملوك خرج يسير في مملكته متنكراً، فنزل على رجل له بقرة تحلب قدر ثلاث بقرات، فتعجب الملك من ذلك وحدثته نفسه بأخذها، فلما طلب الملك حلبها، حلبت له النصف مما حلبت بالأمس، فقال الملك لصاحبها: ما بال حلبها نقص، أرَعَت في غير مرعاها بالأمس؟ فقال: لا ولكن أظن أن ملكنا رآها أو وصله خيرها فهمّ بأخذها، فنقص لبنها، فإن الملك إذا ظلم أو همّ بالظلم ذهبت البركة. فتاب الملك وعاهد ربه في نفسه ألا يأخذها ولا يحسد أحداً من الرعية".
وحكاية اخرى تذكر ان سلطانا بلغه بأن "امرأة لها حديقة فيها القصب الحلو، وأن كل قصبة منها تعصر قدحاً، فعزم الملك على أخذها منها، ثم أتاها وسألها عن ذلك، فقالت: نعم، ثم إنها عصرت قصبة، فلم يخرج منها نصف قدح، فقال لها: أين الذي كان يقال؟ فقالت: هو الذي بلغك إلّا أن يكون السلطان قد عزم على أخذها مني، فارتفعت البركة منها، فتاب الملك وأخلص لله النيّة وعاهد الله ألا يأخذها منها أبداً، ثم أمرها فعصرت قصبة منها فجاءت ملء قدح".
ودليل الكلام ان.. العدالة، منظومة قانونية حياتية، لذلك يقولون، ان "العدل أساس الملك"، وكذلك لا تتم الحياة بشكل سوي بلا عدل، وان الأمة التي يسودها العدل ينعم ابناؤها بالخير والسلام.
ومما جاء في العدل:
-قال تعالى: "إنّ اللّه يأمر بالعدل والاحسان".
-وقال سبحانه: "وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى".
-وقال عز وجل: "إنّ اللّه يأمركم أن تؤدوا الأمانات الى أهلها، وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل".
ومن اقوال العرب عن العدل:
-إذا أتاك أحد الخصمين وقد فُقِئَتْ عينه فلا تقض له حتى يأتيك خصمه فلعله قد فُقِئَتْ عيناه.
-الحق دولة والباطل جولة.ومما قيل في الظلم:
لا تظــلمنَّ إذا مـا كنـتَ مُقْتَــدِرًا
فالظلـم ترجـع عُقْبَاهُ إلى الـنَّـــدَمِ
تنـام عيـنك والمظلوم مُنْتَبِـــــهٌ
يـدعو عليـك وعَيـنُ الله لم تَـنَــمِ
كل هذه الشواهد تشير وعلى مر العصور الى ان العدالة هي الاساس في بناء المجتمعات المدنية الحضارية والمتطورة.. في العراق مثلا، نحتاج الى العدالة، ولكن اي نوع من العدالة...
العدالة التي تضع السيف على رقاب الظالمين والفاسدين والمرتشين، وآكلي قوت الفقراء واليتامى والمساكين.