جمعه الحلاق والتمديد للقوات الامريكيه-عقيل الموسوي ـ المانيا
Sun, 26 Jun 2011 الساعة : 11:07

لم يكن ليصل جمعه الحلاق ـ رحمه الله ـ على ربع كيلو لحم مجاناً ذلك اليوم لو لم تكن هناك ردة فعل ابداها العظم الذي هوى عليه (طبر) القصاب الذي لايحضرني اسمه حيث أرسل شظيةً صغيرةً استقرت في عين القصاب , ألأمر الذي اجبره على حمل ربع كيلو لحم (بعد التعزيله طبعاً) والتوجه الى محل جمعه الحلاق ليحصل على العلاج اللازم في وقتٍ كان فيه رزاق المضمد اشهر (طبيب) في طويريج وضواحيها قاطبة , وقد قابل كرمه جمعه بكرمٍ مماثلٍ حين دلق في عينه بعد الفحص عليها قطرتين بدل الواحده , هدأ الألم بعدها لفترةٍ قصيرة قبل ان يعاوده من جديد , الأمر الذي دفعه لمعاودة العملية مرة اخرى في اليوم التالي دون أن ينسَ ذلكم الربع من كيلو اللحم طبعاً الذي عبّر فيه عن أمتنانه للحلّاق ذي الخبرة المشهود لها والذي بدوره أبدى ممنونيةً بقدر ما أبدى انزعاجاً لأن ما يقوم به ليس الّا عملٌ انسانيٌ لايرجو من وراءه الّا الأجر والثواب لذا فلا داعي أن يعذب القصاب حاله ويجلب معه ربع الكيلو مرة اخرى , وقام بعدها بلمحةٍ أضافية على العين واعداً اياه بأنها ستعود قريبا الى سالف عهدها ثم دلق القطرتين هذه المرة ايضا , وكذا تكرر الأمر في اليوم الثالث , اذ لا زالت عينه تقضّ مضجعه ولا تتركه ينام ليلته بهدوء خصوصاً بعد جهد يومٍ طويل ... وفي اليوم الرابع والذي صادف يوم خميس , ولأن جمعه رحمه الله كان معتاداً على زيارة الامام الحسين عليه السلام كل ليلة جمعه ـ ربما تيمناً بأسمه ـ لذا فلابد لأبنه ان يسد مكانه في الحلاقة وتطبيب المرضى , بدى القصاب مرتبكا ًبعد حضوره للعلاج حين علِمَ ان جمعه قد ذهب الى الزياره , ولكنه سرعان ما زال عنه ذلك الارتباك عندما اخبره الأبن بأنه قادر على تطبيبه بعد ان استوعب القصة كاملة من عمه القصاب , عندها دسّ القصاب ربع الكيلو من اللحم في احدى زوايا المحل وجلس على الكرسي متهالكاً من الألم اكثر من التعب , فتح الشاب عين عمه ليجد فيها شظية العظم مستقرةً في موضعٍ يمكن التقاطها بكل سهولة , وهذا ما فعله فعلاً قبل أن يدلق هو الآخر قطرتين ودّع بهما عمه القصّاب ... وحين عاد الوالد من الزياره بادره بالسؤال عن العظم وما أذا كان قد رآه أو ... ولكن جمعه لم يمهله لأتمام سؤاله حيث قاطعه بأستهجان قائلاً (أي ... أي ... أي ... وشنو سوّيت ؟) فقال الأبن متفاخراً (طبعاً طلّعت العظم وداويته للرجال) وهنا ابدى انزعاجه جمعه رحمه الله مع خيبة املٍ بولده فخاطبه قائلاً (مادام طلّعت العظم .. لعد أُكل لحم من ــــــ امك) وعلى القاريء الكريم ملء الفراغ الموجود في مقولة جمعه البليغه .
تذكرت هذه القصه الحقيقيه والحديث يدور عن أنهاء وجود القوات الأمريكيه أو التمديد له, أقول .. لم يكن جمعه رحمه الله سياسياً ولم تكن امامه من المغريات سوى ربع كيلو لحم جعلته يتردد بل ويمتنع عن أخراج العظم من عين ابن منطقته وربما صديقه , فكيف ستكون النوايا الحقيقيه لوُلاةِ امرنا خصوصا وان البعض منهم لديه اكثر من المغريات الماديه المعلنه والمعروفه لدى الجميع , أبسطها الدعم والحمايه الامريكيتين وأعظمها لايعلمها الّا الله والراسخون في مؤخرة القطار الامريكي متعدد الطوابق والمحطات , أملي أن لا تكون البيانات الرنانة المُطالِبه بأنهاء الوجود الأمريكي حالها حال القطره التي أُريدَ منها التهدئه المؤقته للحصول (وذرة لحم) تُطيل وقوف آكلها بين يدي الله كثيرا, أخيراً .... تُرى هل بقي بين قادة الكتل السياسية من يحمل شهامة ابن جمعه ؟؟؟ وكم جمعة يحتضن عراقنا الحبيب غير جمعة الغضب .. وجمعة الرحيل .. وجمعة الكرامه ... وجمعة الحلّاق ؟؟؟