هل السياسي عنده أخلاق ؟؟؟/علي محمد الطائي
Wed, 14 Nov 2012 الساعة : 19:57

في جميع مقالاتي كنت أستشهد بالقرآن الكريم والنبي ( ص) وآله الطيبين هذه المرة نستشهد بالفيلسوف ( أرسطو ) ولكي لا يتصور المثقفون العلمانيون ان نظرة الاسلاميين ضيقه تختص وتتناول وتستشهد بالدين فقط ولا تقرأ للراي الآخر . لقد رأى (أرسطو) ان علم السياسة هو علم السعادة الجماعية كما أن علم الأخلاق هو علم السعادة الفردية . وان وظيفة الدولة تقديم مجتمعا يحقق أعظم سعادة لأكبر عدد والدولة هي مجموعة من الموظفين ذات عدد كاف لتحقيق جميع اغراض الحياة وهي نتاج طبيعي لان الانسان بطبيعته حيوان سياسي . اي أن غرائزه تؤدي به الى الاجتماع مع غيره والدولة سابقة بطبيعتها على الاسره وعلى الفرد لذالك ان الانسان كما نعرفه يولد في مجتمع منظم من قبل يشكله في صورته ... اذن ان الدولة والمجتمع هما القاعدة التي يقوم عليه النشاط الفعلي للأخلاق فبدون المجتمع والدولة لا يكون وجود للفرد أي ان الاخلاق عند الشعوب والتي ينبثق منها السياسي تتحدد فيه بعبارات الخير والشر نوايا وافعال وأعمال فردية وجماعية فالأخلاق خصوصية تنطلق من الفرد او الجماعة . اما السياسه فهي نظام مفروض على الشعوب . بحيث هذا النظام اي النظام السياسي يجب ان يكون خير مشترك على الشعوب ومن المفروض والبديهي ان تكون السلطة المتمثلة بالسياسي قبل كل شي تكون حارسة للأخلاق السياسية لان الاخلاق السياسية ليست حكر للسياسي وحده لان السياسي يمثل الفرد والجماعة من المجتمع . ففي السابق كان نهج الحكومات أخلاقي وسياسي وبعدها أصبح ذا طابع نفعي مجرد من كل القيم والاخلاق . لقد تمت القطيعة بين الشعب والسياسي والدولة . لان السياسي في نظر الشعب هو عبارة عن مجموعة منافع ومكتسبات خاصة بهم يتلاعبون باللألفاظ والقوانين ويحركونها حسب ما تقتضي مصالهم الحزبية بل اصبحت السياسة أكذوبه يتغنى بها السياسيين كل يوم على اسماعنا وهي في الحقيقة فارغة من المحتوى والمضمون . من منظور السياسيين ان الصدق والاخلاق ومصارحة الشعب يؤدي الى تقويض الاهداف السياسية والمنصب الرفيع . صحيح بعض السياسيين يتضاهرون بامتلاك قيم أخلاقية ولكن بعد فترة وجيزه سيضطر الى نزع القناع الاخلاقي ومجارات الواقع المرير ويتخلى عن الوعود الانتخابية والعمل ضد المجتمع والدين والقيم الاخلاقية . أن الشعوب لم تعد تؤمن أن السياسي عنده أخلاق وعدل بل أصبح مبدأ السياسة هو الكذب والنفاق السياسي والمجاملة وخيانة الامانة التي أوكلت اليه من قبل الشعب . وجدير بالذكر مقال الصديق الكاتب والقاص ( عباس داخل حسن ) الذي تناول فية القردنه السياسية وخطورتها على المجتمع العراقي . ان السياسي او الحاكم المثالي ان وجد .علية السيطرة على شهواته وملذاته ورغباته وان لا يطلق لها العنان وخصوصا الشهوات الجنسية والملذات الدنيوية . فيقول امير المؤمنين علي ( ع ) ( الهي كفى لي عزا ان اكون لك عبدا . وكفى بي فخرا ان تكون لي ربا . انت كما أحب فاجعلني كما تحب ) نقول يا أمير المؤمنين والله لو خرج ولدك المهدي المنتظر وقال لبعض سياسيين العراق انا أمامكم وانا احكم بالعدل وبالقسط وانا ادير سياسة العالم بقانون الله وبدستوره . لكان جوابهم يابن رسول الله ارجع من حيث اتيت لسنا بحاجه اليك .
علي محمد الطائي