المرجعيه الدينيه والصوت الغير مسموع/المهندس علي جبير العبودي

Wed, 14 Nov 2012 الساعة : 18:25

 

كانت ولا زالت المرجعية الدينية في النجف الأشرف تمثل صوت الاعتدال والأبوة لكافة أبناء الشعب العراقي فهي نقطة التقاء القوميات والمذاهب وحتى الخصماء والصمام الأمان لوحدة تراب العراق. فأصبحت النجف الأشرف وما تشكله من مقومات القوة والعدل والإنصاف الذي يعترف به القاصي والداني وهي تحوي جسد وأفكار وصمود وتضحية وصبر أمير المؤمنين علي (ع) ساعد أن يكون للمرجعية الضوء الثاقب الذي يحسب له ألف حساب وهذه الحسابات مشخصة للعدو للأسف الشديد أكثر من أهل الدار وهذه مفارقة كبيرة. فأصبحت النجف الأشرف قبلة للزائرين من زعماء ومنظمات عالمية وإسلامية ناهيك عن المسؤولين العراقيين المتقاطعين والمتناغمين وكثرة زياراتهم المكوكية قبل بدء كل انتخابات!!!
إن المرجعية الدينية وقفت سدا منيعا للمشروع الأمريكي الصهيوني في العراق حيث كانت الأنظار والتوقعات والخواطر والدماء التي بذلتها القوات الأمريكية والأموال الطائلة التي صرفت وإكراما لهذه المواقف أن يكــــــــــون الحاكم العسكري (جي كارنر) هو من يحكم العراق وقانون الدولة المؤقت يكتب من قبل الخبراء الامريكان وما دور العراقيين فيه إلا استشاري .
هنا للكلمة معنى ... ومعنى ..حيث أصدرت المرجعية الدينية بيان يؤكد فيه وجوب أن يكون هناك انتخابات وبرلمان وحكومة منتخبة من البرلمان وأن يكون البرلمان هو من يضع دستور العراق. الأمر الذي أحدث زلزال في البيت الأبيض ونتيجة لذلك أصدرت جريدة الواشنطن بوست الواسعة الانتشار وبالمانشيت العريض ( السيستاني يعلم الأمريكان المعنى الحقيقي للديمقراطية ) لما رأئتة من مؤازرة الشعب العراقي الاصيل لنداء المرجعية والمشاركة الواسعة على الرغم من الهجمة الشرسة للإرهاب الاعمى .
فظهرت الوجوه السياسية بفعل الثقل الجماهيري للمرجعية الدينية وأصبح لها وجود سياسي و إعلامي كانت تحلم به ويستثنى من ذلك الخطوط الملتزمة بهذا الخط الشريف قلبا وقالبا لا نعني بذلك الذين يسمعون نداءات المرجعية ولا يرتبون الأثر المعني بذلك. فالمرجعية الدينية تنادي بضرورة تقليص المناصب الغير ضرورية و تقليص المنافع الشخصية
 
لمسؤولي الرئاسات الثلاثة والبرلمان والدرجات الخاصة اضافة الى ضرورة توفير الخدمات للمواطنين ...فلمن نوجه العتب واللوم , هل الى العلمانيين أم الى الذين يتقاطعون مع المرجعية فكرا وتوجها أم الذين يعتبرون المرجعية غطاءا" وستارا لتمرير مصالح أحزابهم وحاشيتهم وأقربائهم ؟ فأي جهة رفعت راية المقاومة عندما كان الجميع رافع راية الاستسلام عندما أصدر السيـــــــد (محمد باقر الصدر) قدس سره الشريف بيانـــه فـي مواجهة النظام . ومن الذي إستقال من منصبه وكرسيه تنفيذا" لرغبة المرجعية على الرغم من مقبوليته لدى كافة الاطراف السياسية؟ وهنا نتوجه بالسؤال الى قادة البلد هل أن صوت المرجعية يخفت إذا تعارض مع مصالحكم الدنيوية , وهذا مؤشر خطير والفرص تمر وقد لا تتكرر وعندها لا ينفع الندم وإن أول ما يجب أن يحاسب هو الأصبع البنفسجي الذي صوت لشخصيات أقل ما يقال عنها إنهم رجال مصالح لا رجال دولة واعلموا جيدا" ان الشعب العراق يكن كل الاحترام والتقدير للمرجعية الدينية وصوتها مدوي ومؤثر في نفوسنا منذ نعومة أضافرنا وأعلموا جيدا" ان بوصلة الصوت الغير مسموع هي في نهاية المطاف بإيجاد شخصيات ذات كفاءه عالية ونزاهة لا تحتاج الى هيئة الزاهه والمفتشين عمومين وهذا مشروط بحسن الاختيار عند التوجه الى صندوق الانتخاب .
اما الاصوات الصادرة من مستويات دينية مختلفة او تخصصات اخرى لتبادر بتوجيه النقد للمرجعية الدنية في الاشرف فليعلموا جيدا" ان المرجعية تواجه شياطين الكرة الارضية في ارض العراق وهي ساحبة البساط من تحت اقدام الامريكان والدول الداعمة للإرهاب وهي السبب الرئيسي في ان يكون للعراق دولة والمنصف من يرى بعينه والله من وراء القصد .
المهندس / علي جبير العبودي
Share |