ما بعد اعادة انتخاب اوباما واجتماع المعارضة السورية في الدوحة/عبد الأمير محسن أل مغير
Wed, 14 Nov 2012 الساعة : 15:08

عندما يتمعن المرء في اوضاع منطقتنا الان يجد ان بعض ملامح التاريخ يعيد نفسه فيها بما اعتاد علية الغرب من اطماع استعمارية قديمة و نهب لخيرات هذه الشعوب وهو ما عبر عن التحرك المهوس لهولاند وكاميرون وتحولقهم حول اوباما لدفعه بالتدخل في المسالة السورية فتجوال الرئيس الفرنسي هولاند في اسرائيل والخليج واعطائه الوعود والتعهدات التي هو اقل مما يستطيع تنفيذها ونعته للفلسطينيين باللاسامية لجهله بالتاريخ باعتبارهم عربا والعرب هم اخر السلالات السامية في هذا العصر كما ان الفلسطينيين هم المعتدى عليهم وحقوقهم مغتصبه اما كاميرون وتفتيشه عن اسواق لبيع طائراته الحربية في الامارات والسعودية لانعاش الجنيه الاسترليني الذي يترنح تحت وطأة الازمة الاقتصادية في أوربا حيث ان اولئك الساسة اصبح دورهم يقتصر الان على تحريض السعودية وقطر و اوردكان ويتصيدون لما ستخلفه الفتنه التي اشعلوها في سورية ومما يفضح دجل اولئك الساسة ان كاميرون عندما سالته قناة العربية يوم 4/11/2012 عن من اسمتهم بالمعارضة المسلحة في سوريا الذين يستخدمون السيارات المفخخة واغتيال الاطباء والعلماء ومواجهتهم مع الجيش العربي السوري يزعم ودونما حياء بان النظام في سورية مسؤول عن ذلك مع ان كاميرون وزمرة الساسة الغربيون هم الذين ابتدأوا بإشعال نار تلك الفتنة في سورية حيث حرضوا ال سعود وقطر و اوردكان بدفع المرتزقة الى داخل الاراضي السورية وهذه المسألة لأيمكن ان يتجادل فيها شخصان منصفان في حين لدي الاستفسار من مسؤول الملف السوري في وزارة الخارجية البريطانية عن هذه المسالة فأجاب بنتيجة ما وصلت اليه تلك المسالة دوليا وعلى الارض فقد اخبرنا المسلحين في سورية بان يستعدوا للهزيمة حيث المجتمع الدولي اصبح له خيار اخر ودونما حياء يقول كاميرون رئيس الوزراء البريطاني في مقابلة مع العربية يوم 7/11/2012 (اننا سنوظف النفط الليبي لدعم المعارضة السورية من خلاله ) وهذا هو بيت القصيد في المنطق الاستعماري فهم لا يخسرون منهم شيء لا بل فقد ينهبون وقد اقتحموا ليبيا وافترسوها ليس لإيجاد نظام ديمقراطي كما يزعمون وانما ليوظفوا نفطها لإعادة الهيمنة الاستعمارية من جديد وفعلا اصبح النفط الليبي تحت تصرفهم الان وترسل السفن محملة بالأسلحة قادمه من ليبيا الى السواحل اللبنانية والتركية ليقتل بها النساء والاطفال في سورية وقد نقلت قناة الحرة يوم 9/11/2012 تصريحا لأوردكان يقول فيه يجب ان يعاد النظر بهيكلية الامم المتحدة لأنها فشلت بحل الازمة السورية كما يقول وتلك الهيكلية التي يتبناها ليس لتأكيد النهج الاستقلالي للشعوب وحفظ ثرواتها وحرياتها وانما لإعادة سبل الهيمنة الاستعمارية من جديد وفق ما تركته معاهدة (سايكس بيكو) وفتح طريق جديد لغزو اوردكان على الطريقة السلجوقية العثمانية وعلى عكس ذلك المسلك الذي ينم عن الحقد والضغينة والاطماع صرح السيد لافروف وزير الخارجية الروسي بعد لقائه المندوب الدولي الابراهيمي واللامين على الجامعة العربية (العربي) فالسيد لافروف خاطبهم بقولة (ان المهم الان هو وقف اطلاق النار ووضع حد لنزف دماء الشعب السوري ) وحيث وجد صدودا وتخطيط خبيثا بتأثير المطامع الاسرائيلية والتبعية السعودية القطرية بان لا يهمهم ما يؤول اليه الوضع السوري فصرح قائلا (ان الساسة الغربيون يهمهم ان يصلوا الى ما ينشدونه دون النظر لما يواجهه الشعب السوري) وقد ترجم قوله هذا بوضوح المندوب الدولي السيد الابراهيمي قائلا (انهم لا يريدون نجاح مساعي السلام والتوجه نحو المفاوضات وان ما يسعون اليه الاستمرار بالمواجهة العسكرية في سورية) وقد تجلت اخيرا مسالتين خلال هذا الاسبوع هما اعادة انتخاب اوباما وحالة الخلافات التي اتسمت بها نتيجة اجتماع المعارضة السورية في الدوحة ففي الحالة الاولى فنادرا ما يعاد انتخاب رئيس ديمقراطي لمرتين وقد حصلت في عهد كلنتون وتكررت في عهد اوباما ورغم ان اي من المرشحين الاخيرين تعهد بأمن اسرائيل الا ان اعادة انتخاب اوباما فسره المحللون بتوجه الطبقات الشعبية في المجتمع الامريكي بمناهضته للحروب وازدياد تأثير تلك الطبقات على نتيجة الانتخابات في امريكا خشية ان يؤخذ ابناء الطبقة المتوسطة والعمال والفلاحين والمثقفين ليكونوا وقودا للحروب التي يشعلها اصحاب الكارتلات النفطية من الرأسماليين الذين يبحثون وراء مصادر الطاقة والاسواق لبيع منتجات معاملهم وان اوباما اكد من خلال وعودة الانتخابية بان امريكا ستوجد طرائق جديدة في الولايات المتحدة للحصول على الطاقة واوعد بدعم الاقتصاد الامريكي وحل النزاعات الدولية عن طريق المفاوضات ويتوقع المحللون بان سياسته ستتسم بالتوجه نحو الحوار مع ايران وحل المسالة السورية وفق ذلك كما توقع المحللون بانه سيسعى الى عدم انتخاب نتنياهو وارغام الساسة الاسرائيليين على وضع حد للاستيطان فإسرائيل امام خيارين لا ثالث لهما اما ان تواجه شعوب المنطقة والنتيجة معروفة للجميع وكما اعتاد التاريخ لشاطئ البحر المتوسط الشرقي مع الموجات البشرية القادمة من الغرب وطردها من هذه المنطقة او اتباع اسلوب جديد للتعايش مع الواقع الذي يحيط بها وقد افرزت احداث تلك الانتخابات وما نجم عنها معطيات هامه منها ان السيد كلنتون او عدت باستقالتها بعد تلك الانتخابات وفسر المحللون ذلك بان سرقة الثورات الليبرالية من قبل العناصر التكفيرية والقاعدة تتحملها السيدة كلنتون كما صرحت كلنتون حول اجتماع المعارضة السورية بقولها ان تلك المعارضة ولدت ميته واجتماع الدوحة للمعارضة السورية نقلت عنه وكالات الانباء بتصاعد الخلافات بين اطرافه وهذا ما كان يتوقعه الكثير من المثقفين العرب حيث يقول كثير من اطراف تلك المعارضة ومن المثقفين والشرفاء بانها عبارة عن مؤامرة غربية لتدمير المجتمع السوري تامينا لمصالح اسرائيل وقسم من قادة تلك المعارضة قد تركوا تلك الاجتماعات اما من بقى من هؤلاء فقسم كبير منهم ينتظرون وعود كاميرون بدعمهم بالأموال كما زعم رغم ان الجنيه الاسترليني يترنح تحت وطأة الازمة التي تعتصر أوربا ولكن تلك الاموال سيسرقها من النفط الليبي كما قال كما ينتظرون وعود اللانبيل وغير المؤتمن على الامانة العامة لجامعة العربية التي ينفذ من خلالها توجيهات ال سعود وقطر وخلاصة القول ان ذلك الاجتماع انتهى للاشيء بحكم كونه انعقد تحت الرعاية القطرية التي تفتقر لأي ادراك لمفهوم الديمقراطية وقد اطلق بعض المعارضين المجتمعين على ذلك الاجتماع بالحفل الترفيهي وكان من اكثر العناصر التي وقفت ضد ذلك الاجتماع المجلس الوطني السوري معتبرا ان عقده الغاية منه سحب البساط من تحت أقدامه وقد صرحت الجبة الشعبية لتحرير فلسطين بان ثمانية من مناضليها استشهدوا بفعل ما يسمي بالجيش الحر لعدم استجابتهم بالالتحاق معهم وإصدارات القيادة السورية بيانا اوضحت به بانها لا تسمح بزج اللاجئين الفلسطينيين في سورية بما يدور من احداث وان معاناة الشعب السوري الان تعود لوقوفه بشكل دائم لصالح القضية الفلسطينية وفسر المحللون بان زيارة امير قطر الى غزة هو لإيجاد فصل كامل بين مقاطعة غزة والضفة الغربية وهو ما تسعى الية اسرائيل لإيجاد كيانين يستقل احدهما عن الاخر وقد قامت السلطات في غزة بقمع مظاهرة نسويه تصدت تلك المظاهرة لعملية التقسيم ومن ذلك يتضح يوما بعد يوم ما نوهنا عنه حول اتجاه سياسة القوى الغربية لتفتيت هذه المنطقة وهو ما يجري في غزة وسيناء وتحرك التكفيريين والقاعدة في الأردن ولبنان والمطالبة في ليبيا (بالكونفدرالية ) وما يواجهه اليمن من تحرك لتقسيمه وكل ذلك يجري لتامين مصلحة الكيان الصهيوني وسوف لن تسلم السعودية وتركيا من ذلك ان لم تعيا خطورة ما يواجههما وقد صرح احد اعضاء المجلس الوطني السوري بقولة ان من يسمونهم بأصدقاء سورية هم ليس كذالك كما كان النقد الرئيسي الذي وجهة لذلك الاجتماع كونه قد عقد في ظل مظلة غربية اما اجتماع ما يسمي بأصدقاء سورية في اليابان لتوجيه عقوبات جديدة لسوريا فهو بمثابة مهزلة جديدة يكررها الرهط الغربي ولابد للدول المحبة للسلام بعدم الاخذ بعقوبات من هذا النوع كونها تفتقد الى الشرعية واحادية الجانب حيث يقول السيد نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي ان تلك العقوبات تؤثر على الشعوب وتترك اثارا بالغة على القيم الاجتماعية لدي تلك الشعوب وهو ما عاناه الشعب العراقي فيما مضي ونؤكد نحن بان التاريخ سوف لن ينسى المواقف البربرية التي يتبعها الغرب بمواجهة هذه الشعوب ويرى المحللون ايضا ان الموقف التركي قد تراجع حيث اصبح اوردكان بوضع يائس حيث لم يدعمه حلفائه بسعية لإعادة بناء إمبراطورتيه العثمانية وليكمل الطوق بالقضاء على المقاومة الفلسطينية وتامين وجود اسرائيل وبناء اتصال مع الوهابيين التكفيريين متأثرا بأطماع هولاند وكاميرون وتمكينهم من امتصاص النفط الليبي حيث يقول السيد لافروف لا يمكن ان نسمح بإعادة التجربة الليبية في سورية وما ستعكسه الايام هو صمود الشعب السوري امام الموجه الهمجية لعصابات مرتزقة من الوهابيين التكفيريين واعادة نفس السيناريو باستهداف النساء والاطفال ودور العبادة الذي اتبعوه في العراق اما ما تطلق علية زمرة كاميرون بالمنطقة المحررة في ادلب فيقول مسؤول الملف السوري في وزارة الخارجية البريطانية باستحالة ذلك لوجود الدعم الروسي لسورية وقد اختصر الرئيس السوري بشار الاسد توجهات شعبه المستقبلية نحوى الصمود في مقابلة له بقوله بان من يدافع عن تاريخ امته لابد ان ينتصر اما مجمل ما عكسته تجربة الانتخابات الامريكية وتحرك كاميرون وهولاند اعطت لمثقفي وشعوب هذه المنطقة درسا بان الديمقراطية يقتصرها الغرب في التعامل مع الشعوب الغربية فقط اما في الشرق فهو يصنع الحكام العملاء الذين من خلالهم تتم هيمنته على خيرات هذا المنطقة .