عطلة بين عطلتين/وسام السيد طاهر
Wed, 14 Nov 2012 الساعة : 14:51

لا احد يمكنه انكار حالة الفوضى التي نعيشها بعد ان وصلت لتفاصيل حياتنا
اليومية، ونكلت بالهرم الاداري للدولة وليس الحكومة التي مازالت لحد الان
في مرحلة البث التجريبي، تذكرنا بحماقات من كانوا قبلهم واستمروا لمدة
35سنة وهم يدعون انهم مجلس قيادة الثورة فمتى تنتهي الثورة ؟ ويظهر
التغيير ثمارها ؟
وسياسيي الصدفة هؤلاء يدعون انها ديمقراطية لكنها تعتمد على احزاب تكفر
الديمقراطية ولم تمارسها داخل تشكيلتها اصلا، لهذا يمكن وصف ما نعيشه
بديمقراطية العشائر، التي تورث وتستبدل داخل بيت معين والقائد هو المخلص
الوحيد لكل العباد وبدونه يتقسم العراق حتى لو كان جاء عن طريق الصدفة.
سبب حديثي هو نظام العطل لدينا فليس من المعقول قناعتنا ان لدينا نظام
ولكننا لانعرف متى نعمل ومتى نعطل ابدا، ومن هي الجهة المخولة بإصدار
فتوى العطلة او العمل؟ ولماذا هي دون الباقيين؟.
ولنأخذ مثلا عطلة عيد الاضحى بعد ان اتفق السنة والشيعة عليه اختلفت
الحكومات في عطلته، فالحكومة المركزية اعلنت إن "يوم الخميس (يوم عرفة)
سيكون دواما رسميا لجميع دوائر الدولة العراقية، وعطلة العيد ستكون لمدة
أربعة ايام تبدأ الجمعة وتنتهي الثلاثاء الذي سيكون يوم دوام رسمي".
ولكن الحكومة المحلية لم تلتزم بانها من "الدولة العراقية" وأعلن رئيس
مجلس محافظة ذي قار ، "عن تعطيل الدوام الرسمي في المؤسسات الحكومية
الخميس بمناسبة يوم العرفة الموافق للتاسع من ذي الحجة".
امر جيد ان تعمل الحكومة المحلية اخيرا، وتعترف قبل انتهاء فترتها
الانتخابية ان من صلاحيتها التشريعات المحلية، وان الدستور انحاز لها عند
وجود خلاف مع المركز لكن لماذا لم تستغل هذه السلطات بقرارات اخرى تهم
المواطن؟، ولماذا لم تجرب اتخاذ قرار واحد فقط مشابه لما فعله اقليم
كردستان مادام دستورنا واحد، ومادامت المحافظات الغير منتمية لإقليم لها
نفس الصلاحيات الدستورية للإقليم ....هل تصدقون هذا؟؟؟، قد يكون السبب
افتقادنا للشخصية المحورية التي تمتلك شجاعة المطالبة بالحق.. ورفض
الباطل.
اربع سنوات اخرى تضيع من عمرنا لان الاسلاميين لم يؤدوا امانتهم ورفضوا
العمل والصلاحيات التي اقرها الدستور ، وفضلوا الاعتماد على رحمة بغداد
التي اشتكوا بالأمس من مركزيتها المقيتة...اعتقد ان هؤلاء كانوا بعطلة
تستمر لمدة اربع سنوات.