بطاقة التموين هي التكافل الإجتماعي في اٌسلام/سيد صباح بهبهاني

Sat, 10 Nov 2012 الساعة : 13:31

 

المقدمة -
 
أن البطاقة التموينية هي من شعائر الدين وهي من باب التكافل الإجماعي في الإسلام؛ وهي ليست جديدة على العالم ,وقد طبقت في الدعوة لإسلامية في زمن أبو طالب وبعد موته رضوان الله عليه حاصر المشركين من أعراب الجاهلية الرسول محمد صلى الله عليه وآله عندما واجه المسلمين مشكلة شح السلع التموينية . وبدأت خطورة تخزينها واحتكارها من قبل المشركين وقاطعوهم .
 
بسم الله الرحمن الرحيم
 
"لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ "
"وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ" المائدة-2.
"َا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ "الحديد -28.
"إِذْ يُلْقُونَ أَقْلامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ" آل عمران-44 .
"مَّن يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُن لَّهُ نَصِيبٌ مِّنْهَا"النساء-85.
"إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا " النساء-10.
"أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ هَؤُلاء أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُواْ سَبِيلاً " النساء-51.
"لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ "آل عمران -9.
"فَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ذَلِكَ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ " الروم-38.
"لاَ يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُواْ أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ " المائدة_89.
"وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا " آل عمران:37 .
"إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيل اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيم"التوبة -60 .
"وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُورًا" النساء-36.
التكافل في اللغة: مأخوذ من مادة كفل وهي تأتي على معاني متعددة من أكثر شيوعاً ما يأتي :
1 ـ تأتي بمعنى النصيب وبمعنى الضعف وبمعنى المثل .. قال تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ"الحديد. قيل معناه نصيبين وقيل ضعفين وقيل مثلين .
2 ـ تأتي بمعنى الحظ قال تعالى: "وَمَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْهَا"النساء
3 ـ تأتي بمعنى العائل قال في لسان العرب : "الكافل العائل، كفله يكفله وكفله إياه وفي التنزيل العزيز" " وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا " آل عمران
4 ـ تأتي بمعنى الضامن قال تعالى: "إِذْ يُلْقُونَ أَقْلامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ" آل عمران . أي أيهم يعولها ويضمن معيشتها
وأن الإمام زين العابدين ألقى هذه الرسالة الحقوق لنظرته على الشؤون السياسية قبل أن يتحدث عن الحقوق فنظر إلى حقوق الأئمة والحاكمين على الرعايا، ويرى الإمام أن الرعايا جعلوا فتنة للملوك والأمراء والولاة، وذلك بسبب السلطة التي هي من أهم عوامل الفتنة والإغراء، أما الحقوق الملقاة على الرعايا لملوكهم وأمرائهم فهي أولاً: الإخلاص للسلطة الشرعية، وبذل المزيد من النصيحة لها حتى تتمكن من القيام بأداء واجباتها تجاه الرعية، من العمران، وإشاعة الأمن والرخاء، وتطوير البلاد في جميع مجالاتها، ومن الطبيعي أنه إذا شاع فيها القلق والاضطراب، وعمت فيها الفتن فإنها لا تتمكن من أداء مسؤولياتها وواجباتها . ونرى اليوم أن تفعلوا بعض الحكومات الضالة في الدين وديمقراطية المفهوم تسعى أن تقطع البطاقة التموينية من أيدي المواطنين الأبرياء ولكن هي من شعائر الدين وهي من باب التكافل الإجماعي في الإسلام؛ وهي ليست جديدة على العالم ,وقد طبقها النبي محمد صلى الله عليه وآله في الدعوة لإسلامية في زمن أبو طالب وقت الحصار وبعد موته رضوان الله عليه حاصر المشركين من أعراب الجاهلية الرسول محمد صلى الله عليه وآله عندما واجه المسلمين مشكلة شح السلع التموينية . وبدأت خطورة تخزينها واحتكارها من قبل المشركين وقاطعوهم .
وتؤكد النصوص الصريحة من القرآن والسنة أن المجتمع الإسلامي يقوم على التكافل والتعاون بل ولا يكون المجتمع مجتمعاً إسلامياً بالمعنى الشامل إلا إذا كان متكافلاً تسوده المحبة والوئام وتنتشر في سمائه العدالة ويظهر بين أوساطه الإيثار والأدلة على ذلك كثيرة متوافرة نذكر طرفاً منها على سبيل المثال لا الحصر فنقول التعاون هو مساعدة الناس بعضهم بعضًا في الحاجات وفعل الخيرات
التعاون هو مساعدة الناس بعضهم بعضًا في الحاجات وفعل الخيرات. وقد أمر الله -سبحانه- بالتعاون، فقال: "وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان"...
وأن المجتمع السليم هو الذي يكون بين أفراده، تعاون وتفاهم ومودة ورحمة ومن الضروري لبقائه وتماسكه أن يظل كذلك وإلا عدت عليه العوادي وهدمته النوازل وأصبح عرضه للدمار والخراب وبذلك تضعف الأمة الإسلامية وتتفرق كلمتها ويسودها الشقاق والنزاع وخصوص إذا أن مسؤول من المسؤولين في أهم وأنبل وزارة يهين المعلم بكلمات جارحة "واترك لكم الرابط عبر اليوتيوب "http://www.youtube.com/watch?v=L0wLCxzjCJA
وعاماً أن هذا المعلم الذي يقول فيه الإمام زين العابدين في رسالة الحقوق حق المعلم :
"وأما حق سائسك بالعلم فالتعظيم له، والتوقير لمجلسه، وحسن الاستماع إليه، والاقبال عليه، والمعونة له على نفسك، في ما لا غنى عنه، بأن تفرغ له عقلك، وتحضره فهمك، وتذكي له قلبك، وتجلي له بصرك، بترك اللذات ونقص الشهوات، وأن تعلم أنك في ما ألفي إليك رسوله إلى من لقيك من أهل الجهل فلزمك حسن التأدية عنه إليهم، ولا تخنه في تأدية رسالته، والقيام بها عنه إذا تقلدتها، ولا حول ولا قوة إلا بالله ".. ونعم ما قال شوقي بحق المعلم :
قُـمْ للمعلّمِ وَفِّـهِ التبجيـلا
كـادَ المعلّمُ أن يكونَ رسولا
أعلمتَ أشرفَ أو أجلَّ من الذي
يبني وينشئُ أنفـساً وعقولا
سـبحانكَ اللهمَّ خـيرَ معـلّمٍ
علَّمتَ بالقلمِ القـرونَ الأولى .
المهم نرجع للبطاقة التموينية والتكافل الاجتماعي وجميع مضامين التعاون والعطاء للمواطنين فيما بينهم من سبل الخير والمنافع وقد حض الإسلام على إكرام الضيف وعلى إحسان ضيافته واعتبر إكرام الضيف خلقا كريما يدل على صدق الإيمان وتأصله في النفس قال صلى الله عليه وآله وسلم : " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه " "البخاري ومسلم " كما أكد على الإحسان إلى الغريب "ابن السبيل "
حقوق الرعية
"فأما حقوق رعيتك بالسلطان فإن تعلم أنك إنما أست رعيتهم بفضل قوتك عليهم، فإنه إنما أحلهم محل الرعية لك ضعفهم، وذلهم، فما أولى من كفاكه ضعفه وذله، حتى صيره رعية، وصير حكمك عليه نافذاً، لا يمتنع منك بعزة ولا قوة، ولا يستنصر في ما تعاظمه منك إلا بالله، بالرحمة والحياطة لحماية والصيانة للفكرة الربانية التي وردة في القرآن الكريم، والأناة، وما أولاك إذا عرفت ما أعطاك الله من فضله هذه العزة والقوة التي قهرت بها، أن تكون لله شاكراً، ومن شكر الله أعطاه فيما أنعم عليه، ولا قوة إلا بالله "..
وأن نظرة الإمام زين العابدين عليه السلام كانت إلى الحكومة وظلمها القائم والحكومات القائمة في عصره فرآها على القهر والغلبة، ولم تستند لانتخاب شعوبها فرضخت للظلم، والذل ولم تمتنع بعزة ولا قوة من السلطان، وقد أوصى الإمام أولئك الحكام برعاية الشعوب والرحمة بها، والحياطة لشؤونها، والأناة في التصرف في أحوالها، كما أوصاهم أن يذكروا ما أعطاهم الله من فضله فيشكروه بالإحسان إلى الرعية والرفق بها وهنا اليوم يجب أن ننبه الحكومة على أن تتعظ بالحكمة والمودة الحسنة ولا تصدم مع شعبها في مجال التكافل والضمان وخصوص بعد ما سمعنا بأن الدولة تريد سحب البطاقة التموينية من أيدي فقراء الشعب والعجب كل العجب أن جميع الحكومات حتى الضالة تدعم البطاقة التموينية مثل زمن مبارك المخلوع وغيره ولنرى كيف .. بما أن جمهورية مصر هي فقيرة ليست بالمقارنة لجهورية العراق التي تريد إلغاء البطاقة التموينية ! ونرى الزيادة الواردة اليوم في مصر الفقيرة :
المصيلحي: تخفيض قيمة السلع التموينية التي يحصل عليها الفرد في البطاقة التموينية بواقع‏60‏ قرشا من مايو المقبل
نشر فى 25 مارس, 2010 بواسطة himaaaaaa. تحت تصنيف: اخبار الاقتصاد. الوسوم: السلع التموينية, وزير التضامن الاجتماعي
أعلن الدكتور علي المصيلحي وزير التضامن الاجتماعي أنه من بداية شهر مايو المقبل سيتم تخفيض قيمة السلع التموينية التي يحصل عليها الفرد في البطاقة التموينية بواقع‏60‏ قرشا .
حيث سيدفع المواطن‏10‏ جنيهات و‏15‏ قرشا بدلا من‏10‏ جنيهات و‏75‏قرشا مقابل‏2‏ كيلو سكر و‏2‏ كيلو أرز وكيلو ونصف زيت و‏50‏ جراما من الشاي هي حصة المواطن شهريا من السلع التموينية‏.‏ وأكد الوزير أنه من بداية شهر مايو المقبل سيتم توحيد سعر كل من الزيت والسكر اللذين يتم صرفهما علي البطاقة التموينية ـ‏2‏ كيلو سكر وكيلو ونصف زيت ـ للفرد بحيث يكون سعر كيلو السكر جنيه واحد بدلا من السعر القديم الذي كان يحصل عليه الفرد وهو كيلو سكر أساسي بسعر‏65‏ قرا وكيلو سكر اضافي بسعر‏135‏ قرشا وأيضا أصبح سعر كيلو الزيت‏3‏ جنيهات ويحصل الفرد علي كيلو ونصف زيت وكان السعر القديم نصف كيلو زيت أساسي بخمسين قرشا وكيلو زيت أضافي بسعر‏425‏ قرشا‏.‏ وقال المهندس درويش مصطفي مستشار وزير التضامن الاجتماعي إنه يتم حاليا مراجعة بيانات استمارات بطاقات التموين والتي تبلغ حوالي‏12‏ مليون بطاقة بعدد أفراد‏63‏ مليون فرد وذلك لعمل قاعدة بيانات تموينية تشمل اكثر من‏80%‏ من سكان مصر‏.‏ واكد المهندس درويش مصطفي أنه يتم حاليا استخراج بطاقات تموينية جديدة لمن ليس له بطاقة تموينية ويستحق بطاقة وهم الارامل والمطلقات والعمالة غير المنتظمة وموظفوو الحكومة وقطاع الاعمال العام الذين لايتجاوز دخلهم الشهري الف جنيه واصحاب المعاشات من الحكومة وقطاع الاعمال العام الذين لايتجاوز معاشهم‏750‏ جنيها‏.‏ وأشار إلي أن عدد البطاقات التموينية الجديدة التي تم استخراجها خلال الاشهرالخمسة الماضية‏234‏ ألفا‏,‏ و‏734‏ بطاقة تموينية بعدد افراد‏631‏ ألفا و‏978‏ فردا من مطلقات وارامل ومعاشات‏.‏
المصدر : الاهرام
وللعلم أن الجنية المصري يعادل 191دينار عراقي وقارن الأسعار ونأخذ ابسطها الطحين الأبيض في العراق 25 دولار للكيس فئة 100 كليوغرام يعني =تقريباً 32000 دينار يعني تكون مصر ارخص بكثير من الأسعار الخيالة في العراق عندما نرى راتب الموظف تقريباً 800دولار أو 1000دولار الإيجار هو ما يقارب بين 350 دولار و 400دولار والكهرباء 50 دولار طيب قسم ظروف الموظف كيف سوف يعيش مع 5 أولاد ومدارس وموصلات وغيرها ؟! هل من العرف يا ساسة تريدوا أن ترفعوا البطاقة التموينية من الشعب المسكين ؟! وتتركون المرتشين والتجار المرابين والمسؤولين في المركز الرفيعة من الدولة التي تسعى للخراب ل للبناء والعمران؟! هل من العدل يا سيادة دولة رئيس الوزراء؟!! أن العجب أن اكثر الموجودين ينتمون لتيارات دينه ولكن للأسف هم بعيدين عن اصل الدين أبرهن لك ما يقوله المسؤولين حول سحب البطاقة التموينية وما ينص العالم حول هذا العرف وما ينص الدين الحنيف وخذ من الآيات القرآنية والأحاديث حول التكافل والتموين في العرف والشرع الإسلامي:
تفيض كتب السنة بالأدلة الصحيحة الصريحة على مشروعية التكافل والحث عليه ومن ذلك ما يأتي :
قوله صلى الله عليه وآله وسلم : "رى المؤمنين في تراحمهم وتوادهم كمثل الجسد إذا اشتكى عضو منه تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى"
قوله صلى الله عليه وآله وسلم : "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه"
قوله صلى الله عليه وآله وسلم : "المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً"
قوله صلى الله عليه وآله وسلم : "من كان معه فضل ظهر فليعبد به على من لا ظهر له " ومن كان له فضل زاد فليعبد به على من لا زاد له
قوله صلى الله عليه وآله وسلم : "خير الناس أنفعهم لناس"
قال صلى الله عليه وآله و سلم: " من أخذ أموال الناس يريد أداءها أدى الله عنه, و من أخذ أموال الناس يريد إتلافها أتلفه الله " "أخرجه البخاري ".
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
" كل امرئ في ظل صدقته, حتى يفصل بين الناس أو قال يحكم بين الناس "
 
وهي صدقة يجب إخراجها يوم عيد الفطر بعد شهر رمضان ومقدارها ثلاثة كيلو غرام تقريبا من غالب قوت البلد وهي واجبة على كل مسلم: الرجل والمرأة، الصغير والكبير. وهدفها كما قال صلى الله عليه وآله وسلم : " أغنوهم عن السؤال في هذا اليوم "
عن رسول الله صلى الله عليه وآله و سلم كان يؤتى بالرجل المتوفى عليه دين فيسأل: هل ترك لدينه قضاء؟ فإن حٌدث أنه ترك وفاء صلى عليه و إلا قال للمسلمين: "صلوا على صاحبكم" قال: فلما فتح الله عليه الفتوح قال : أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم فمن توفي من المؤمنين فترك دينا فعليَ قضاؤه و من ترك مالا فلورثته " "أخرجه البخاري "
و عن أنس رضي الله تعالى عنه قال: "كنا عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم و أتى برجل يصلي عليه فقال: هل على صاحبكم دين؟ قالوا: نعم قال: فما ينفعكم أن أصلي على رجل روحه مرتهن في قبره لا تصعد روحه إلى السماء؟ فلو ضمن لي رجل دينه قمت فصليت عليه فإن صلاته تنفعه " "عزاه الهيثمي في المجمع إلى الطبراني في الكبير "
حرصه صلى الله عليه و سلم على مساعدة المدينين في تسهيل القضاء عليهم
رعاية حق الجار
ومن مظاهر التكافل في الإسلام أيضا رعاية حقوق الجوار فقد أكد الإسلام على البر بالجار وصلته وكف الأذى عنه وإيصال الخبر إليه . قال الله تعالى :
"وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب " - النساء.. : وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره " "البخاري و مسلم" وقال : " والله لا يؤمن والله لا يؤمن. قيل: من يا رسول الله؟ قال : "الذي لا يؤمن جاره بوائقه" وحدد حقوق الجار فقال : " إن مرض عدته وإن أصابه خير هنأته وإن أصابته مصيبة عزيته ولا تستطل عليه بالبنيان فتحجب عنه الريح إلا بإذنه ولا تؤذه بقتار ريح قدرك إلا أن تغرف له منها وإن اشتريت فاكهة فأهد له، فإن لم تفعل فأدخلها سرا ولا يخرج بها ولدك ليغيظ بها ولده ""ابن عدي في الكامل"
 
وفي إسعاف المحتاجين حيث يلتزم من علم بأن جاره جائع و لا يجد ما يأكل أن ينقذه إذا كان ذلك في استطاعته يقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : " ما آمن بي من بات شبعان وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم به " ويقول " برئت ذمة الله من أهل عرصة بات فيهم جائع " .. والإسلام يعطي الحق لمن وصل إلى هذه الدرجة أن يأخذ ما يدفع عنه الجوع من الآخرين ولو بالقوة إن احتاج الأمر لذلك . وراجع رسالة الحقوق للإمام زين العابدين ببنودها الاثنان والخمسون وترى أن أئمة أهل البيت لم يتركوا شيئاً إلا وذكروه في التعاون والتآخي والتكافل والضمان وحقوق المرأة وغيرها من حقوق . وأنظر إلى
رسالة الحقوق الذي دعاء إليه الإمام :
حقوق الرعية
"فأما حقوق رعيتك بالسلطان فإن تعلم أنك إنما استرعيتهم بفضل قوتك عليهم، فإنه إنما أحلهم محل الرعية لك ضعفهم، وذلهم، فما أولى من كفاكه ضعفه وذله، حتى صيره رعية، وصير حكمك عليه نافذاً، لا يمتنع منك بعزة ولا قوة، ولا يستنصر في ما تعاظمه منك إلا بالله، بالرحمة والحياطة لحماية والصيانة للفكرة الربانية التي وردة في القرآن الكريم، والأناة، وما أولاك إذا عرفت ما أعطاك الله من فضله هذه العزة والقوة التي قهرت بها، أن تكون لله شاكراً، ومن شكر الله أعطاه فيما أنعم عليه، ولا قوة إلا بالله".
وأن نظرة الإمام زين العابدين عليه السلام كانت إلى الحكومة وظلمها القائم والحكومات القائمة في عصره فرآها على القهر والغلبة، ولم تستند لانتخاب شعوبها فرضخت للظلم، والذل ولم تمتنع بعزة ولا قوة من السلطان، وقد أوصى الإمام أولئك الحكام برعاية الشعوب والرحمة بها، والحياطة لشؤونها، والأناة في التصرف في أحوالها، كما أوصاهم أن يذكروا ما أعطاهم الله من فضله فيشكروه بالإحسان إلى الرعية والرفق بها وهنا اليوم يجب أن ننبه الحكومة على أن تتعظ بالحكمة والمودة الحسنة ولا تصدم مع شعبها في مجال التكافل والضمان
حق المولى :
"وأما حق مولاك، الجارية عليه نعمتك، فإن تعلم أن الله جعلك حامية عليه، وواقية وناصراً، ومعقلاً، وجعله لك وسيلة وسبباً بينك وبينه، فبالحري أن يحجبك عن النار فيكون في ذلك ثواب منه في الآجل ويحكم لك بميراثه في العاجل إذا لم يكن له رحم مكافأة لما أنفقته من مالك عليه، وقمت به من حقه بعد إنفاق مالك، فإن لم تخفه خيف عليك أن لا يطيب لك ميراثه، ولا قوة إلا بالله "..
 
ودعا الإمام "عليه السلام"المولى إلى مراعاة حقوق أرقائه، فإن الله قد جعله عليهم وكيلاً وحامية عليهم فاللازم عليه مراعاة حقوقهم، ومعاملتهم معاملة كريمة، والإحسان إليهم بكل ما يتمكن، فإن فعل ذلك وقام به، فإن الله يجازيه على ذلك، ويجعل إحسانه إليهم وقاية له من النار .
حق صاحب المعروف :
"وأما حق ذي المعروف عليك، فإن تشكره وتذكره معروفه، وتنشر له المقالة الحسنة، وتخلص له الدعاء فيما بينك وبين الله سبحانه، فإنك إذا فعلت ذلك كنت قد شكرته سراً وعلانية، ثم إن أمكن مكافأته بالفعل كافأته وإلا كنت مرصداً له، موطناً نفسك عليها"
حق النفس
 
"وأما حق نفسك عليك فإن تستوفيها في طاعة الله، فتؤدي إلى لسانك حقه، وإلى سمعك حقه، وإلى بصرك حقه، وإلى يدك حقها، وإلى رجلك حقها، وإلى بطنك حقه، وإلى فرجك حقه، وإلى يدك حقها، وإلى رجلك حقها، وإلى بطنك حقه، وإلى فرجك حقه، وتستعين بالله على ذلك "..
وعرض الإمام "عليه السلام"إلى حق النفس على الإنسان، وأن عليه حقوقاً وأهمها أن يستوفيها في مرضاة الله وطاعته، ولا يجعل للشيطان عليها سبيلاً، وبذلك ينقذها من المخاطر والمهالك، وينجيها من شر عظيم، وذكر الإمام أن لكل جارحة في بدن الإنسان حقاً عليه، ولنستمع إلى حديثه التالي مفصلاً تلك الحقوق .
 
تبنى الإسلام بصورة إيجابية الدعوة إلى الإحسان، وشكر المحسن وتشجيعه على هذه الصفة الرفيعة الهادفة إلى إيجاد التضامن بين المسلمين وخلق مجتمع أفضل تتوفر فيه جميع عناصر القوة .
لقد حث الإمام "عليه السلام" على شكر المحسن، وإذاعة فضله وإحسانه تكريماً للفضيلة بين الناس، كما حث على الإخلاص له في الدعاء، ومكافأته بالأفعال .
وهنا أن القرآن يحث على هذا التكافل والتضامن بحق كفالة الفقراء والمساكين الذين يكون اليوم 50% من الشعب ولنرى ما يحثه الدين الحنيف التي تنتمي لها أكثر الأحزاب التي تريد سحب البطاقة التموينية وألفت نظركم حول كفالة الفقراء والمساكين
وإن النصوص الإسلامية زاخرة بالحض على كفالة الفقراء والمساكين ومشاركتهم آلامهم وتنفيس الكرب عنهم وبذل العون لهم ماديا ومعنويا .
إن الإسلام في مواجهة المشكلات الاجتماعية يفرض الحد الأدنى لاستقامة الحياة وجريانها على الصلاح ثم يفتح المجال أمام التطوع والإحسان مع الترغيب فيه والحث عليه وبيان ما ينتظر صاحبه من جزاء في الدنيا والآخرة .وكما هو شأن الإسلام في مواجهة مشكلات الحياة والاجتماع فانك تجده يسلك السلوك نفسه في مشكلة الفقر ففي الوقت الذي يفتح فيه فرص العمل أمام الجميع ويزيل العقبات والعراقيل أمام الفقراء ليعملوا فإنه يفرض على المجتمع المسؤولية الكاملة عن فقرائه الذين لا يجدون عملا أو لا تتسع مواردهم للوفاء بحاجتهم وذلك من خلال فريضة الزكاة التي تتمثل في قيمة .2.5% من ثروة المجتمع تجنيها الدولة كل سنة لتردها على الفقراء والمساكين وغيرهم من مصارف الزكاة الذين حددهم القرآن الكريم بقوله : " إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم " التوبة . كما يعلن مسؤولية الدولة عن توفير العمل لمن لا يجد عملا وإيجاد ميادين العمل وفتح أبوابه أمام العاطلين، بل إنه يجعل للإمام - في الحالات التي يهدد فيها التوازن الاجتماعي وتميل فيه الكفة نحو احتكار المال في أيد محدودة - يجعل له الحق في أن يعيد الأمور إلى نصابها ويتخذ من الإجراءات ما يراه كفيلا بإعادة التوازن إلى المجتمع، ثم يفتح بعد ذلك الطريق أمام التطوع والإحسان ويحض عليه ابتغاء الدار الآخرة والثواب من الله تعالى
"ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب " البقرة وأيضاً "لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون " آل عمران وقال أيضاً " فآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ذلك خير للذين يريدون وجه الله وأولئك هم المفلحون " الروم .. ونرى ما يأمر ربنا حول تربية الصغير والأيتام الذين هم اليوم يقدرون بالملاين وأن في رسالة الحقوق متواجد هذه الكفالة كفالة الصغار والأيتام سبق عند الحديث عن التكافل داخل الأسرة أن الإسلام يهتم بالطفولة ويلزم الأباء برعاية الأبناء وتربيتهم حتى بلوغ سن الرشد مع القدرة على استغلالهم بالمسؤولية .فإذا فقد هؤلاء الأبناء آباءهم فإن المسؤولية تنتقل بشكل متدرج إلى الأقارب القادرين فإذا أنعدموا قامت على المجتمع بأسره . وقد ورد في الحث على كفالة الأيتام والعناية بهم ما يبعث في نفس المؤمن دافعا قويا إلى ذلك إضافة إلى المسؤولية الواجبة التي تطالب الدولة ممثلة، المجتمع، بالقيام بها نحوهم " فأما اليتيم فلا تقهر وأما السائل فلا تنهر " الضحى.ويقول أيضاً " وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين " النساء " وآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين " الأنفال ويقول أيضاً " أرأيت الذي يكذب بالدين فذلك الذي يدع اليتيم ولا يحض على طعام المسكين " الماعون ويقول أيضاً " واعلموا أن ما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين "الأنفال .. وإذا تصفحنا تاريخ الإسلام وجدنا أن كثيرا من عباقرة الإسلام والمبدعين على أكثر من صعيد كانوا قد فقدوا آباءهم وهم صغار ، وما ذلك إلا نتاج ملموس للتوجيهات والسياسات الإسلامية في هذا الصدد والتي أصبح المجتمع يقوم بها بشكل طوعي وتلقائي حتى في الأوقات التي تتخلى فيها الدولة عن واجبها فإن هذه العناية لم تغب إذ قام بها المجتمع وأقام لها من المؤسسات الخيرية ما يلبي حاجتها .ومن مظاهر العناية التي أولاها الإسلام للأيتام حفظ أموالهم والسعي في تنميتها والابتعاد عن كل تصرف ضار بها " ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن حتى يبلغ أشده " الإسراء ويقول أيضاً" إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا " النساء ويقول أيضاً" وابتلوا اليتامى حتى إذا بلغوا النكاح فإن آنستم منهم رشدا فادفعوا إليهم أموالهم ولا تأكلوها إسرافا وبداراً أن يكبروا " النساء ويقول أيضاً "وآتوا اليتامى أموالهم ولا تتبدلوا الخبيث بالطيب ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم إنه كان حوبا كبيرا " النساء ..وكما دعا إلى استثمارها والإنفاق عليهم من أرباحها " ويسألونك عن اليتامى قل إصلاح لهم خير وإن تخالطوهم فإخوانكم والله يعلم المفسد من المصلح "البقرة ويقول أيضاً" وارزقوهم فيها وأكسوهم وقولوا لهم قولا معروفا "النساء.
تؤكد النصوص الصريحة من القرآن والسنة أن المجتمع الإسلامي يقوم على التكافل والتعاون بل ولا يكون المجتمع مجتمعاً إسلامياً بالمعنى الشامل إلا إذا كان متكافلاً تسوده المحبة والوئام وتنتشر في سمائه العدالة ويظهر بين أوساطه الإيثار والأدلة على ذلك كثيرة متوافرة نذكر طرفاً منها على سبيل المثال لا الحصر ونرى ما دلت القرآن والأحاديث والأئمة والصحابة :
يقول تعالى: "وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً *الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ مَا آتَاهُمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً مُهِيناً * وَالَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ رِئَاءَ النَّاسِ وَلا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَنْ يَكُنْ الشَّيْطَانُ لَهُ قَرِيناً فَسَاءَ قَرِيناً * وَمَاذَا عَلَيْهِمْ لَوْ آمَنُوا بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقَهُمْ اللَّهُ وَكَانَ اللَّهُ بِهِمْ عَلِيماً"
ويقول تعالى : "لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُتَّقُونَ"
ويقول تعالى: :وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ"
تخاطب الآيات السابقة في وضوح لا لبس فيه أصحاب الأموال ممن أعطاهم الله شيئا سعة في الرزق وتذكرهم بأن لهم إخواناً من الأقارب واليتامى والمساكين والسائلين وفي الرقاب كل أولئك بحاجة ماسة إلى مد يد العون لهم ليعيشوا حياة ناعمة في ظلال الإسلام الوارفة وتشير الآيات إلى أن أصحاب الأموال إذا فعلوا ذلك فهم يحققون دعوة الإسلام التي جاء بها لتحقيق التكافل العام بين جميع أفراد الأمة وأبناء المجتمع ليعيش الجميع حياة آمنة هادئة ينعمون فيها بالأمن والرخاء والتعاون الصادق في ظل العقيدة الإسلامية السمحة .وبعد أن عرفنا ما هو دور الدولة التي تصف نفسها بولاة الأمر المفروض طاعتها يجب أن تهيئ للشعب كل مستلزمات التموينية والضمان لها بالتكافل قبل الشعب لأن الدولة هي ولي الأمر ونرجو من المسؤولين العمل بما نصه الله ورسوله واليوم الدستور الذي يحمي المواطنين وفيه صلاحيات لحماية الموطنين والفقراء منهم وقبل أن انهي الحلقة الأولى أجلب انتباهكم حول حادثة حدث لأرملة لها 5 أولاد لا اذكر اسمها ولكن احدد العمارة التي كانت تسكنها في منطقة بغداد الجديدة لشخص يقال ملتزم وقصة الحدث بعد أن توفى زوج السيد المستأجر في هذه البناية لم تتمكن أن تدفع الإيجار بصورة منتظمة ولظروف التقاعد والروتين والتأخير والرشاوى ؛ تأخرت عن دفع الإيجار لشهرين وجاء صاحب البناية لا أذكر اسمه وكلب منها الإيجار أو ترك البناية أو الزواج سراً بالمتعة ! ورفضت في بادئ الأمر ولكن معاملة التقاعد تأخر واستغلها صاحب البناية ورضت بأن تتزوجه بالمتعة المنقطة خوفاً على أولادها الخمسة وبعدها بفترة من الممارسة الجنسية جاءها بعد شهر ونصف وقال يجب أن تتركي البناية بأمر من الدولة وطردها وتركها في وسط الشارع وللأسف لضعف أرادتها وخوف على أولادها أصبحت اليوم من بائعات الهوى والعياذ بالله!. ونعم ما قال المرحوم الشاعر العراقي في هذا الصدد:
 
وفتاة لم تجد غير غبار الريح سترا
تخدم الحي ولا تملك من دنياه شبرا
وتود الموت كي تملك بعد الموت قبرا
وإذا الحفار فوق القبر يدعو: أين حقي؟ !
 
ما لهذى وسواها غير ميدان الدعارة
لتبيع العرض في أرذل أسواق التجارة
وإذا بالدين يرميها ثمانين حجارة
وإذا القاضي هو الجاني ويقضى: أين حقي؟ !
 
أين كان الدين عنها عندما كانت عفيفة
ومتى قدر حقا لضعيف وضعيفة
ولماذا عدها زانية غير شريفة
الآن العرف لا يسمع منها: أين حقي؟ !
 
كان من واجبه يمنحها عيش كفاف
قبل أن يضطرها تبتاع عيشا بعفاف
ولماذا أغلظ القاضي فيها وهو مناف
للنواميس ولا يسأل منها: أين حقي؟ !
 
كم زنى القاضي وكم لاط بولدان وحور
واحتسى أوفر كؤوس من أباريق الفجور
أين كان الدين عن إجراء قاضيه الخطير
ولماذا لم يصارحه كسجان: أين حقي؟ !
 
والقصيدة طويلة واكتفيت بهذه الأبيات ويداً بيد للتعاون والتآخي ودعم المظلومين ونصرتهم والسعي لمساعدة الفقراء والأيتام والأرامل بعين الأخت والله خير حافظ وهو أرحم الراحمين . يلحق الحلقة الثانية .
المحب المربي
سيد صباح بهبهاني
Share |