زوبعة الإعتراض على "البطاقة التموينية" سياسية وليس اهتمام بهموم المواطن/صكر محمد عكاب
Sat, 10 Nov 2012 الساعة : 13:20

إن فتنة "البطاقة التموينية" خلقها المقبور "صدام حسين" وكانت نتيجة لسياسته المغفلة الرعناء الدولية والمحلية, رهنَ فيها المواطن العراقي المسحوق بالحروب؛ بالحكومة وما تتصدق عليه من طعام وشراب, والمعروف أن الشعب العراقي تحت حكم البعث الفاسد لم يكن يحتاج إلى البطاقة التموينية إلا بعد فرض الحصار الإقتصادي على العراق؛ وبدون الدخول في تفاصيل ما قبل الحصار فإن الأمور كانت مرضية! والناس تدبر عيشتها دون الحاجة إلى البطاقة التموينية وتعتمد على جهدها وعرق جبينها وحتى "الشحاذين"!! كانت عيشتهم تجري بدون البطاقة التموينية؛ وبعد دخول نظام البطاقة التموينية كمعالجة ومحاولة لكسر بعض هموم الحصار الإقتصادي الذي كان بسبب سياسة النظام الصدامي البعثي الساقط العدوانية والتي دعت المجتمع الدولي يتخذ إجراءات ظالمة طالت أبناء الشعب العراقي ولم تطل أو تمس إزلام النظام وحواشيه وعبيده والمرتزقة الأجانب!!
وعليه فإن نظام البطاقة التموينية لم يكن نظاماً طبيعياً تعتمد عليه الدول وحتى الفقيرة منها؛ لأن الدول الفقيرة هي فقيرة هي وشعبها وإن الدول الغنية فيجب أن يكون شعبها غني ومكتفي ذاتياً بالإعتماد على موارده الثمينة مثل النفط في العراق فلا حاجة لنظام "البطاقة التموينية"؛ بل مطالبة الحكومة العمل على توفير العيش الكريم للمواطنين بالقيام بالمشاريع الإنتاجية وإقامة المصانع ودعم الزراعة واتباع سياسية خارجية وداخلية تؤمن دخل كاف للمواطن من عمله ووظيفته ودخله المكتسب من العمل والإنتاج والتجارة والصناعة وتشغيل الأيدي العاملة بتوفير مناخات العمل المنظم والمخطط له؛ هذا ما يجب أن تكون عليه "الزوبعة"! اليوم وليس الإعتراضات المقصودة وإثارة الناس وتأليبهم على السلطة وكأن المعترضين كانوا متأهبين للهجوم الشرس الجاهل على قرار الإلغاء؛ ويجب أن يكون إلغاء بكل معنى الكلمة؛ ودفع أبناء الشعب بالإعتماد على أنفسهم في العيش الكريم دون الحاجة إلى إهانة الحصول على "البطاقة التموينية" التي كان يعيش عليها اللصوص والفاسدين ولم يحصل المواطن إلا على فتاتها الفاسد والمخشوش ونفس الأصوات المبحوحة اليوم التي تعارض القرار هي نفسها كانت تنتقد وضع توزيع مواد البطاقة التي كانت تشوبها العديد من النواقص والغش الذي يستفاد منه الناعقون اليوم على هذا القرار رغم دراسة كافة جوانبه السلبية والإستعداد لمعالجتها ورغم إعطاء فترة زمنية كافية لتدبير أمور القرار بخصوص البطاقة الموينية.
إن العمل بالبطاقة التموينية يجب أن يلغى في بلد مثل العراق الغني؛ ومطالبة الحكومة بقوة بتوفير العيش الكريم الحر لكل المواطنين بحيث يحصلوا على مواد عيشتهم من مداخيلهم الخاصة نتيجة العمل والإنتاج والتجارة والمعاملات الأخرى؛ وتبقى هناك طبقة تستحق المساعدات من دوائر الشؤون الإجتماعية كالمرضى والمعوقين والأرامل واليتامى وأمثالهم؛ هؤلاء فقط هم الذين يستحقون الرعاية الكاملة المحترمة ويستحقون أكثر مما تحققه له "البطاقة التموينية" والحكومة العراقية الحالية وكل حكومة آتية في إمكانها تأمين تلك الحياة السعيدة فعلاً وعلى الجماعات الأخرى والأحزاب السياسية والدينية وزعماء الطوائف أن يطالبوا الحكومة والتعاون معها لبناء تلك الحياة الخالية من الحاجة والهموم قدر الإمكان؛ لا أن يحملوا معاولهم لهدم ما تحقق ويزيدوا معاناة الناس معاناة إضافية بإثارة "زوبعة" إلغاء "البطاقة التموينية" التي هي رمز التخلف والتدني وأداة لإهانة المواطنين اللاهثين وراء موادها!! التي لم تكن يوما متكاملة بسبب الفساد والرشوة واللصوصية وانعدام الضمير وعفونة الوجدان.
اعملوا على إزالة اسم "البطاقة التموينية" من العراق؛ لأنها لا تليق بالعراقيين وطالبوا الحكومة بالعمل على تحسين الأوضاع في مجال البناء والمشاريع الإنتاجية والمصانع وتوفير العمل للعاطلين وتوظيف الخريجين ومن هذا الأساس نرقى إلى مصاف الأمم المتقدمة التي تعيش حياة تخلو من الحاجة والفقر والفساد الذي يجب أن لا ينعت العراق بهذه الصفات والآفات؛ وجدير ذكره أنه كلما زدنا حصة المواطن كبدل للبطاقة التموينية كلما شجعنا الكثير منهم على التقاعس والمطالبة بالمزيد لمزيد من التقاعس والكسل وعدم الإعتماد على النفس في العيش الشريف الأبي رغم كل الصعوبات؛ ولتكن الشجاعة في مطالبة الحكومة بتحسين الأوضاع الإقتصادية والمعاشية عن طريق التطور والتقدم والعمل والإنتاج؛ لا الضغط عليها بإثارة الزوابع المصطنعة إضافة إلى الزوابع الطبيعية!!