الفقراء يصرخون أيها الساسة/وليد سليم

Fri, 9 Nov 2012 الساعة : 0:05

 

كثيرا ما نشاهد على قنوات التلفاز او ما نراه بأم العين على ان المواطن العراقي المسحوق الذي يعيش حالة الفقر والبؤس والحرمان يصرخ كثيرا ولا احد يسمعه وبالتأكيد ان بعض المسؤولين في العراق نرى ان احدهم يتعامل مع تلك المأساة فإما يصم أذنيه او يغمض عينيه وهي حالة للأسف باتت مستشرية في عراق اليوم بين الحاكم والمحكوم بسبب التناحر الكبير الذي وقع بين الكتل السياسية او لنقل بسبب الامزجة النرجسية لعدد كبير من الداخلين الى العمل على الساحة العراقية وبيدهم مراكز القرار التشريعي فكل المشاكل تنبع بشكل جذري من المؤسسة التي يجب ان تعنى بهموم الشعب ومتطلباته وهو البرلمان بكامل اعضاءه الذين يمثلون الجماهير العراقية بصفتهم التشريعية .
 
هذا الخلط الكبير في الرؤى والمفاهيم والتطاحن بسبب الخلافات والاجندات والتبعية التي يمارسها الكثير من الشخصيات على المسرح العراقي جعل المواطن العراقي في حيرة لا يعرف ماذا يفعل وماذا يريد وهو ما جعله يصرخ عاليا بصوته حيث ضاقت به الدنيا والحياة وهو يمر بأزمات داخلية ومعيشية شتى فرغم السنين العشر الماضية التي كان يأمل ان يتحقق ما لم يتحقق طيلة فترة الحروب الدامية التي عاشها مع نظام دموي دكتاتوري وقاس جدا فما زال في مرحلة الانتظار ، هذا الامل بدأ يتجلى لهؤلاء بالزوال طالما ان العصي جاهزة لوضعها في عجلة البناء وتقديم ما هو الافضل للمواطن العراقي فهو من حقه ان يعيش مثل باقي الشعوب الاخرى من خيراته وموارده الطبيعية التي لا يمتلكها غيرهم على الاقل من الدول المجاورة لهم ، أنا اعتقد ان التحمل والصبر له حدود كما علمتنا الحياة وكما رأينا ذلك في دول اخرى وسوف تنتهض اصوات الناس أذرعهم للوقوف بكل من يريد ان يقف حجر عثرة بوجه تقديم الخدمات والحياة الحرة الكريمة لهذا الوطن الجريح وشعبه وعندها ستكون واضحة للعلن كل الايادي الخبيثة التي تعمل باشارات الدول المغرضة وتريد النيل من العراق وشعبه الحر الذي كان يتكرم على تلك الدول ويدافع عنها وبذل الدماء من اجلها .
 
لذلك لا بد وان ينكسر القيد فتخرج الجماهير المظلومة الى الشارع مطالبة بتعرية كل الذين يملكون اجندات دولية على الارض العراقية وارتضوا لانفسهم ان يكونوا بيادق شطرنج يلعبون بهم كيفما شاؤوا ، لأننا عندما نستمع من اعلى سلطة في الدولة العراقية على ان هناك من السياسيين واحزابهم لا يريدون حلولا لأي ازمة تحصل بل يزيدون عليها فذلك ينبيء بأن العراق مرتهن بتلك الازمات لتلك الدول وعملاءها والذين جاء بهم القدر والصدفة ان يكونوا سياسيين ولهم سطوة تشريع او قرار ، فحذاري ايها الساسة من الجوع الكافر عندما يحل بالفقراء فليس منّة منكم على احد انما هي اموال العراق وخيراته ولا فرق بينكم وبين أي مواطن فكلكم من هذا الوطن وعليكم تقع الحقوق والواجبات فلو لم تكن مسؤولا لكنت واحدا من هؤلاء الفقراء الذين يصرخون ولا احد يسمعهم فهلاّ وضعتم انفسكم مكان هؤلاء ايها المسؤولون وتعيشوا حالهم؟ 
Share |