هـوامـشٌ نـقـديـة ٌ عـلـى حـواشـي َّ ( الـرَمـاد ! )/صـبـاح حـسـن يـاسـيـن

Thu, 8 Nov 2012 الساعة : 23:50

" 1 – 2 "
صـدرت حـديـثـا ً روايـة " الـرمـاد " للـقـاص والـروائـي  أحـمـد الـجـنـديـل مـن دار تـمـوز للـطـبـاعـة والـنـشـر والتـوزيـع فـي دمـشـق ، وهـذه الـروايـة الـمـحـزنـة هـي واحـدة مـن سـلســلـة مـن الـنـتاج الـثـر الـذي أطـلـقـه الأديـب "  الـقـاص ، والـنـاقد ، والـروائـي " أحـمـد الـجـنـديـل بـعـد مـجـمـوعـاتـه الـقـصـصـيـة الـمتـنـوعـة : - 
- الـهـذيـان داخـل حـقـيـبـة الـمـوت .
- أنـا وكـلـبـي والـصـقـيـع . 
- لا شـيء سـوى الـسـراب . 
- بـيـادر الـخـوف .
- طـقـوس لا تـعـرف الـحـيـاء .
وكـان الـقـاص والـروائـي ، الـصـديـق الـعـزيـز ، مـوفـقـا إلـى حـد ٍ بـعـيـد فـي  سـرد روايتـه الـفـتـيــّة  . ونـجـح أيـمـا نـجـاح فـي إيـصـال أفـكـاره الـسـلـسـة مـن خـلال مـفـرداتـه اللـيـنـة وجـمـلـه الـمـعـبـّـرة ، وعـبـاراتـه الـشـيـّـقـة  إلـى قـرائه دون أن يـنـتـابـهـم الـضـجـر ، وقـد أبـلـى الـراوي بـلاءا ً حـسـنـا ً فـي تـقـديـم شـخـصـيـاتـه ، وشـخـوص روايتـه ، وشـخـصـيـتـه هـو َ  ، بـكـل مـا تـحمــل  ومـا تـجـمـع عـلـيـه ،  وتـخـتـلـف فـيـه  ، وكـانـت بـحـق بـاقـة ورد طـريــّة ونـديـة وفـوّاحـة ، عـلـى الـرغـم مـمـا تـحـمـل فـي طـيـاتـهـا مـن مـأسـاة  كـان قـد اسـتـعـرض بـهـا الـروائـي حـقـبـة مـن الـزمـن لا تـتـجـاوز " عـدة أسـابـيـع " عـاش فـيـهـا ومـن خـلالـهـا مـع بـطـل روايتـه " جـابـر خـمـيـس الـعـثـمـان  " وبـقـيـّة الـكـومـبـارس . 
ومـن خـلال هـذه الـروايـة الـتـي أسـرتـنـي بـجـمـالـهـا ، ومـا تـحـمـلـه مـن مـحـاكـاة للأدب الـرفـيـع .
 ولـرهـافـة مـشـاعـري الـريـفـيـة ، جـعـلـتـنـي  أ ُوقـن  أن هـذا الـرجـل " الأديـب "كـان قـد وضـع  قـدمـه عـلـى أولـى عـــتبـات الـسـلـم الـطـويـل والـمتـعـرّج نـحـو الـعـالـمـيـة ، والـنـجـومـيـّة ، وبـيـنـه وبـيـنـهـا مـا لا يـصـنـعـه الـحدّاد ، بـل الـيـراع والـمـداد .
وعـلـى الـرغـم مـن أن الـكـاتـب أوصـد جـمـيــع الـنـوافـذ والأبـواب بـوجـه الـنـقــّـاد بـإحـكـام  عـنـدمـا نـوَّه فـي مـستـهـل كـتـابـه بـأن روايتـه " مـن صـنـع الـخـيـال ! "
 وقـد تـمـكـن الـكـاتـب فـي أن يـسـرح بـخـيـالـه الـخـصـب عـبـر الأمـاكـن والأزمـنـة والـوجـوه ، واستـطـاع أن يـوظــّـف قـدراتـه ، ومـوهـبتـه الـمتـنـامـيـة مـن بـيـن ثـنـايـا الأحـداث لـيـلـهـب مـشـاعـر الـقـراء ويـشـدّهـم مـن خـلال وصـفـه الـرائـع للـمـواقـف التـراجـيـديـة ، والـولـوج فـي أدق الـتـفـاصـيـل وبـالأخـص الـعـاطـفـيـة مـنـهـا ، وجـعـل الـقـارئ مـرتـبـطـا ً فـي خـضـم الـحـدث ، ولـيـس مـتـفـرجـا ً عـلـيـه ، ويـوحـي إلـيـك عـنـدمـا تـقـرؤهـا بـأنـك فـي شـغـاف الـروايـة  وأحـد أطـرافـهـا !  لـمـا تـحـمـلـه مـن عـمـومـيـة مـفـرطـة وخـصـوصـيـة مـشتـركـة ، وإيـقـاعـات مـتــنـاغـمـة ، يـشـدك الـكـاتـب بـرقــّة للـغـوص فـيـهـا . 
ولأن أي مـبـدع لا بـد أن يـكـون قـد أسـتـوحـى خـلاصــة تـجـاربـه الإبـداعـيـة مـمـن سـبـقـوه  وفـي أي مـضـمـار ، فـكـاتـبـنـا " الـجـنـديـل " لـم يـك ُ خـارجـا ً عـن سـيـاق هـذه الـمـعـادلـة ، وربـمـا كـان قـد تـأثـر بـواحـد ٍ أو أكـثـر مـن رواد الـقـصـة والـروايـة الـمـحـلـيـيـن والـعـرب والـعـالـمـيـيـن وانـصـهـر فـيـهـم ، وهـذا الـتـزاوج الـشـرعـي مـدعـاة لـديـمـومـة الـنـسـل الإبـداعـي عـبـر التـاريـخ .
 مـلاحـظـات عـلـى حـافـة الـنـقـد : 
بـيـد أن مـؤلـف روايـة " الـرمـاد " أخـفـق فـي تـجـريـد خـيـالـه مـن يـم الـواقـعـيـة ، أي بـمـعـنـى مـرادف أنـه اسـتـعـان بـالـمـكـان وباسمه الـصـريـح ، والـزمـان بـرمـزيـة دلالـيـة ، إذ أنـه ذكـر أمـاكـن مـحـددة وقـائـمـة بـذاتـهـا ومـعـلـومـة : سـجـن الـسـلـمـان ، الـسـمـاوة ، الـخـضـر ، بـغـداد ، الـمـوصـل ، راوة ، شـارع الـجـمـهـوريـة ، وغـيـرهـا، وأستـثـنـى "سـبـع الـهـور " لـيـجـعـل الـقـارئ مـشـاركـا ً فـي الـبـحـث عـن هـذه الـمـديـنـة الـضـائـعـة والتـي لا تـبـعـد عـن السـمـاوة أكـثـر مـن ثـلاث سـاعـات ، فـبـطـل روايتـه "جـابـر الـعـثـمـان "  كـان قـد تـنـاول فـطـوره بـضـيـافـة صـديـقـه " سـعـدون " وتـجـاذبـا أطـراف الـحـديــث ، واسـتـعـادا ذكـريـات الـسـجـن وشـجـونـا ً  أ ُخـر ثـم أطـبـق عـائـدا ً إلـى " سـبـع الـهـور " ووصـلـهـا قـبـل الـغـداء ، وهـيَ جـنـوب الـسـمـاوة قـطـعـا ً ، وهـذا الاستـنـتـاج نـاجـم عـن أن ذهـابـه إلـى بـغـداد للـبـحـث عـن " عـطـشـان " أستـغـرق مـنـه أكـثـر مـن هـذا الـوقـت بـكـثـيـر .
ورمـزيـة الـزمـان مـرتـبـطـة تـلـقـائـيـا ً بـمـخـاض " مـيـسـون " قـطــّة جـابـر وشـريـكـتـه بـالـمـكـان والتـي أراد الـكـاتـب جـعـلـهـا لـغـزا ً " غـيـر مـحـيــّر " كـمـا يـحـصـل لـحـد ٍ مـا عـنـد الـروائـيـيـن الـعـالـمـييـن أمـثـال مـاركـيـت مـيتـشـل فـي ذهـب مـع الـريـح بجزأيـه ،  وفـرنـسـيـس هـودجـن فـي الـحـديـقـة الـسـريـة ، والـروائـي الـسـوري حـنـا مـيـنـا فـي أغـلـب روايـاتـه الـبـالـغـة إحـدى وأربعـين روايـة وقـبـلهـم أجـاثـا كـريـستـي " أم الألـغـاز " 
ودلالات الـروائـي الـزمـنـيـة غـيـر مـوثــّـقـة بـأي تـاريـخ ، ولـكـنـهـا واضـحـة وجـلـيـة مـن خـلال الـحـدث والـمـكـان ، فـخـروج الـمـعتـقـلـيـن الـشـيـوعـيـيـن مـن " نـقـرة الـسـلـمـان " كـان فـي مـطـلـع شـهـر أب مـن عـام 1958 عـنـدمـا أشـار إلـى ذلـك الـكـاتـب : - " جـاءت سـيـارات الـخـشـب إلـى سـجـن الـسـلـمـان لـتـنـقـل الـمـعـتـقـلـيـن إلـى الـسـمـاوة ، بـعـد ثلاثـة أسـابـيـع مـن الانـقـلاب الـعـسـكـري الـذي قـام بـه الـضـبـاط الأحـرار " 
كـرر الـكـاتـب فـي أكـثـر مـن مـوضـع بـروايتـه عـلـى أن بـطـلهـا " جـابـر الـعـثـمـان " كـان عـمـيـدا ً لـسـجـنـاء الـسـلـمـان ! وفـي هـذا الـقـول عـبـث ، ربـمـا يـكـون عـفـويـا ً لـمـجـريـات الـواقـع ، وجـفـوة قـد تـكـون غـير مـقـصـودة للـتـاريـخ الـمـعـاصـر ، إذ مـن الـمتـعـارف عـلـيـه أن عـمـيـد الـسـجـنـاء الـسـيـاسـيـيـن إمـا أن يـكـون أقـدمـهـم اعـتـقـالا ً أو مـن الـكـوادر الـمتـقـدمـة فـي تـشـكـيـلات الـحـزب ، وهـاتــان الـمـتـلازمـتــان لا تـتطـابـقـان عـلـيـه " راجـع أدب الـسـجـون فـي روايـة – شرق الـمتـوسـط – للسعـودي عـبد الـرحـمـن مـنـيـف " . و " جـابـر خـمـيـس العـثـمـان" دخـل الـسـجـن وعـمـره ثـمـانـيـة عـشـر عـامـا بـعـد أن أكـمـل دراسـتـه الإعـداديـة ، واعـتـقـل إثـر مـشـاركـتـه بالـمـظـاهـرات التـي اجتـاحـت الـعـراق إبـان  الـعـدوان الـثـلاثـي عـلـى مـصـر ، وكـان الـراوي قـد أشـار فـي مـطـلـع عـام 2003 أي قـبـل انـدلاع الـحـرب بـأيـام بـأن " جـابـر " بـلـغ مـن الـعـمـر خـمـسـا ً وسـتــيـن سـنـة ، إي إنـه مـن مـوالـيـد عـام 1937 وخـرج مـن الـسـجـن وعـمـره إحـدى وعـشـرون سـنـة .
حـشـر صـاحـب الـروايـة لـيـث الـشـمـعـدان " لـولـو " حـشـرا ً مـقـرفـصـا ً فـي هـوامـش روايـتـه وأظـهـره كـأنـثـى بهـيـأة رجـل ، أو هـوَ رجـل ٌ مِـثـلـي ّ الـمـيـول ، لا لـشـيء ، ولـكـن لـيـقـول مـا بـسـريـرتـه فـي أخـر الـمـطـاف . ولـو اتـسـعـت أكـثـر أفـق الـكـاتـب لأخـرج " لـولـو " مـن أحـد " الـسـجـون الـعـاديـة " بـعـد أن يـنـهـى فـترة سـجـنـه بتـهـمـة جـنـائـيـة أو جـنـحـة مـخـلـة بـالـشـرف " كـمـا فـعـل بـازدراء فـؤاد الانتهازي "  بـدلا ً مـن أن يـزج " لـولـو "  مـع كـوكـبـة مـن الـمـنـاضـلـيـن ، وقـف  الـتـاريخ أمـام بـطـولاتـهـم مـذهـولا ً .
 وأنـا لا أجـرؤُ عـلـى الاعـتـقـاد بـأن الـكـاتـب قـد تـغـافـل أو لـم يــتـنـبـه ، وهـو روائـي كـبـيـر ، ولـه إلـمـام واسـع بـتـاريـخ الـعـراق الـقـديـم والـحـديـث والـمـعـاصـر ، بـأن سـجـن " نـقـرة الـسـلـمـان " كـان قـد خـصـص مـعـتـقـلا ً للـمـعـارضـيـن الـسـيـاسـيـيـن آنـذاك ، بـعـد أن كـان ثـكـنـة عـسـكـريـة بـريـطـانـيـة بـنـاهـا " أبـو حـنـيـج " ولـم يـــضـم بـيـن جـدرانـه أي سـجـيـن عـادي ، ولا حـتـى أي سـيـاسـي آخـر مـا عـدا الـشـيـوعـيـيـن ، إذ أن الـقـومـيـيـن والـبـعـثـيـيـن كـانـوا يـودعـون بـسـجـون " 5 stars   " والأحـزاب الـديـنـيـة كـانـت لا تـزال فـي مـرحـلـة الـفـطـام ، فـوجـود " لـولـو " بـيـن سـجـنـاء الـرأي شـيء يـدعـو للـتـأمـل ، ويـثـيـر الـتـعـجـب والاسـتـغـراب  ، وربـمـا الـغـثـيـان ، وأن الـكـاتـب أعتـرف بـأن هـذا الـسـجـن هـو لـخـيـرة رجـال الـعـراق ، وهـنـا أقـتـبـس مـا جـاء فـي الـصـفـحـة " 75 " مـن الـروايـة ، مـا يـلـي : - 
""كـانـت الـصـحـف ُ تـشـّــن حـمـلـة شـعـواء عـلـى سـجـن الـسـلـمـان ، وتـصـفـه بـأسـوأ سـجـون الـعـالـم ، وكـانـت أول صـحـيـفـة وقـعـت بـيـد جـابـر ، كـُتــب َ عـلـى صـدرهـا بـاللـون الأحـمـر : الـسـلـمـان للـخـونـة والـمـجـرمـيـن ، ولـيـس للـمـنـاضـلـيـن الـشـرفـاء "" 
وعـلـى وفـق هـذا الاعـتـراف ، فـهـلا ّ يـخـبـرنـا الـروائـي عـن  سـبـب تـواجـد " لـولـو " بـيـن هـؤلاء الـمـنـاضـلـيـن ؟ أم أنـه أراد أن يـقـدم مـع هـذه الـطـبـخـة الـهـجـيـنـة بـعـض الـمـقـبـلات و المـخـللات و " الـطـرشـي " !!!     
إن الـتـعـكـّـز عـلـى خـيـالـيـة الـروايـة لا يــُـعـفـي أي كـاتـب مـن تـهـمـة الـجـنـوح الـفـكـري إذا لـم يـكـن الأداء الـخـيـالـي امـتـدادا ً للـواقـع بـشـقـيـه الـزمـان والـمـكـان ، ومـحـركـهـمـا الإنـسـان ، وإلا ّ لـتـحـول هـذا الـنـتـاج الـمـتـقـن  إلـى مـا يـشـبـه  الـزيـف والـهـراء والـسـفـسـطـة ، فـلـيـس مـن الـحـكـمـة أن يـبـقـي الـكـاتـب " الـمـسـكـيـنة ، مـيسـون" عـاسـرا ً  بـجـرائـهـا كـل هـذا الـزمـن الـطـويـل ، حـتـى رحـيـل " جـابـر ، وأحـلام " أو ربـمـا لـم يـدرك أن فـتـرة حـمـل وولادة إنـاث الـقـطـط هـي فـقـط " واحـدة وسـتــون يـومـا ً " ولا تـتـجـاوز هـذه الـمـدة بـأكـثـر مـن عـشـرة أيـام مـطـلـقـا ً ، و " جـابـر " كـان قـد أكتـشـف انـتـفـاخ بـطـن قـطــّـتـه ظـهـيـرة يـوم 19 - 4 - 2003 وهـذا يـعـنـي أنـهـا حـامـل قـبـل سـتــة أسـابـيـع عـلـى أقـل تـقـديـر ، ولـم يـبـق ِ عـلـى إنـجـابـهـا إلا ّ عـدة أسـابـيـع أخـرى ! بـيـنـمـا هـروبـه مـع " أحـلام " التـي قـضـت " عـدّة الـحـداد " عـلـى زوجـهـا " فـؤاد " والـبـالـغـة " أربـعـة أشـهـر قـمـريـة وعـشـرة أيـام  " وهـي سـيـدة أربـعـيـنـيـة مـثـقــّفـة ، كـانـت قـد درسـت فـي كـلـيـة الـحـقـوق ، ولـم تـكـمـلـهـا ، ولا زالـت " مـيـسـون " فـي مـرحـلـة الـمـخـاض ، ظـانـا ً  أن إنـاث الـقـطـط مـثـل إنـاث الـبـشـر ! وهـذه هـي الأسـابـيـع الـتـي أشـرت إلـيـهـا فـي الـديـبـاجـة ، وتـوخـيـت تـأكـيـدهـا فـي آخـر الـمـطـاف .
 فـالـخـيـال الـجـامـح إذا فـلـَـت مـن عـقـالـه ، وأطـلـق الـمتـخـيـِّـل لـجـواده فـي الـفـيـافـي عـنـانـه ، حـصـد الـريـح ، وزرع الـوهـم .
 وفـترة أحـداث الـروايـة هـي فـقـط مـا بـيـن عـبـارة " أبـو سـعـيـد الـخـيـّـاط – إن الـسـمـاء مـلبــّدة بـالـغـيـوم – " ومـخـاض " مـيـسـون " . ومـا قـبـلـهـا ومـا بـعـدهـا هـوَ سـرد مـتـواتـر لـــتمـتــيـن الـروايـة بـصـور بـيـانـيـة عـن حـالـة الـعـنـف ، وقـدرة الـكـاتـب عـلـى نـقـل سـاحـة الـقتـال مـن الـمـيـاديـن الـفـعـلـيـة إلـى أزقـة " سـبـع الـهـور " لـيـبـقـي الـقـارئ مـرتـبـطـا ً بـأجـواء الـحـرب وتـداعـيـاتـهـا ، وهـذه الـمـدّة أكـثـر بـقـلـيـل مـن أحـداث روايـة " لـمـن تـقـرع الأجـراس " لأرنـسـت هـمـنـكـواي ، عـن الـحـرب الأهـلـيـة الأسـبـانـيـة التـي امتـدت لـثـلاث لـيـال ٍ وأربـعـة أيـام .  
لـقـد أجـاد الـكـاتـب تـطـعـيـم روايتـه مـا بـيـن الـحـوارات بأسلوب نـثـري مـدهـش ، وغـايـة فـي الـعـذوبـة والـوفـرة والإتـقـان ، وكـان أجـمـلـه فـي اللـقـاء الـحـمـيـم مـابـيـن " أحـلام وجـابـر " فـي غـرفـتـه وعـلـى سـريـره ، وهـو يـذوب فـي عـَـبـق  أنـفـاسـهـا  ... لـم لا ؟ فـالـكـاتـب هـو شـاعـر ٌ رقـيـق ، قـبـل أن يـكـون قـاصـا ً وروائـيـا .
 وللـحـديـث بـقـيـة قـادمـة .               
          
Share |