اسطورة الناخب الامريكي/ناصرعمران الموسوي
Thu, 8 Nov 2012 الساعة : 2:27

اسطورة ألناخب الامريكي
في كل انتخابات امريكية يتابعها العالم وتحظى باهتمام بالغ على اثر المنافسة الشديدة والشرسه بين مرشحي الحزبين الديمقراطي والجمهوري ،يؤكد الناخب الامريكي على انه ناخب متحرر خالي من العُقد التي يعاني منها غيره ،ولذلك تكون المنافسه على اشدها ومن الصعب التكهن بنتائجها ، والناخب الامريكي الذي يُتفق على انه ناخب متأثر بشاشات التلفاز كثيرا ً،والذي يعتبره البعض ناخب ليس لديه الدراية الكافية وإنما ينطلق متأثرا ً بهالات الاعلام والتلفزة حصرا ً ،ونقول ان ذلك صحيح ، ولكنه اي الاعلام الميدان الحقيقي لعمل الدعاية الانتخابية ،فكلما وُجد ناخب على شاكلة الناخب الامريكي كلما كان الرجحان لقوة وحرفنة ا لحملة الانتخابية وشدتها اعلاميا ، الناخب الامريكي افرغ معطياته الحقيقة بموضوعية عبر سلسلة نتائج تلمس تأثيرها على حياته وبالتالي على وطنه الذي يُحب ...!
ان الامة وهوا لمصطلح الذي يحلوا للرؤساء الأمريكان نعتها به ،هي خليط من أجناس وأعراق وقوميات وجنسيات مختلفة ،وجدت في الهوية الأمريكية ضالتها المنشودة ،حيث أمة تعتنق القانون والحرية والديمقراطية مذهباً وعقيدة وبكل قناعة وهي قناعة ناتجة عن وعي وتجربة ..قطعا ً نحن لا نمنح الولايات المتحدة الامريكية ، مثالية مطلقة من خلال نظرة تُشكلها رؤيتنا الرومانسية كجزء ً من متبنياتنا الثقافية ، وإنما نقدم التجارب الانضج والأرقى ،لبلد تشكل انتخاباته مران حقيقي لفهم الديمقراطية والاقتداء بها ، ولعل تجربة الانتخابات الاخيرة لدليل واضح و التي تزامنت مع الاعصار(ساندي ) الاقوى في تاريخ الكوارث الطبيعية للبلد والذي لاحظنا كيف ترك المرشحان فيه حملتهما الانتخابية ليكونا جنبا ً الى جنب مع المواطن والذي على امتداد زمان الكارثة لم نرى التأثير الخدماتي ظاهرا ً على المنكوبين الذين وجدوا رئيسهم الى جانبهم ورأينا حاكماً جمهورياً لولايةً امريكية متضررة بفعل الاعصار يشيد بالرئيس الديمقراطي المنافس لدوره في الوقوف معه في التخفيف من معاناة سكان الولاية المتضررة ، ولايبدو ان ظرف الاعصار كانت ورقة انتخابية استغلها المرشحان للوصول الى السلطة ،بل صورة بليغة لعلاقة الرئيس والمرشح بالأمة التي يؤكدان على انها الأعظم والأقوى في العالم ،ان الناخب الامريكي في الانتخابات الاخيرة كان ناخبا ً منهجيا برنامجيا وهي سمة اظهرها الناخب ،فالمرشحان في الانتخابات غابت عنهما البرامج الانتخابية وحضرت اجنداتهما السياسية وبدا واضحا ً منهجيتهما الحزبية التي عكست حجم الخلافات بين الحزبين والتي كانت واضحة بعد سيطرة الجمهوريين على (الكونغرس الأمريكي) وبالرغم من الحوارات التي دارت بين المرشحين لم يلحظ الكثيرون اي استراتيجية برنامجية داخلية لدى المرشحين سوى رؤية ديمقراطية عززها اوباما عبر الاهتمام بقطاعي الصحة العامة والرعاية والضمان الاجتماعي ومعالجه البطالة بمزيد من الوظائف العامه ،ومعالجته للأزمة المالية التي لما تزل تعاني منها امريكا والتي حاول من خلالها (ميت رومني ) المرشح الجمهوري تصديرها الى الناخب لإثبات السياسة المالية والاقتصادية الفاشلة لخصمه ،أما السياسة الخارجية و التي اكد فيها اوباما نهجه بإعادة تأهيل صورة امريكاا لمتعجرفة صاحبة الحروب والداعمة لحكومات استبدادية الى امريكا المحبة للسلام والداعمة للتغيير والإصلاح و امريكا المنهج العقلاني الداعي الى حل كل المشاكل والأزمات بلغة الحوار،لقد حسم الناخب الامريكي ببرنامجه الخاص الانتخابات فصوت لأمريكا الداخل والمنهج العقلاني ولغة الحوار ليمنح سياسة اوباما فرصه اخرى ويبعد المنهج الجمهوري المؤمن بنهج المحافظين الجدد القائم على وجود امريكا الحروب وراس المال في رئاسة امريكا ،فلا نجد غرابة من تصريحات رومني المؤكدة لذلك في تسليح المعارضة السورية والحرب على ايران ودعم اسرائيل التي كانت داعمة بشكل واضح لمنهج (ميت رومني) في الادارة ،وبذلك سقطت الكثير من الخرافات التي كانت تقول بان الدعم اليهودي هو من يوصل المرشح للرئاسة وان اللوبي الصهيوني له التأثير الاكبر في الانتخابات ،فاثبت الناخب انه من يقرر ليمنح الشعوب التواقة للحرية والعدالة درسا ً آخر في الديمقراطية عابر للجنس وألون والدين والقومية ويؤكد اسطورة الناخب الامريكي ديمقراطيا ً.