إستراتيجية إدارة الملف الامني/هادي جلو مرعي
Wed, 7 Nov 2012 الساعة : 23:45

عبارة تعني الفوقية..
ولكن لا شئ يمكن أن يعلو على الحق المطلق ، والعراقيون يقولونها هكذا كلما إشتدت الأمور وكلما عاشوا فشلا جديدا وخسارة تلي ماسبق من خسارات ( عليك ياالله) وهي لاتعني الفوقية في هذا المجال فالتوكل على الله لايعني الفوقية بل إيكال الأمر كله له سبحانه فما رآى فيه الحكمة والصلاح فيمضيه أو ان يمنع حدوثه فهو أعلم بخبايا الأمور وأسرار النفوس ومقادير العالم،شريطة أن يصحب التوكل عمل حقيقي ينتهي بنتيجة لابفجيعة كما يفعل مسؤولونا وقادتنا السياسيون والأمنيون ،وروي عن النبي المصطفى ،إن رجلا اعرابيا ترك ناقته ودخل المسجد الشريف في المدينة المنورة فسأله المصطفى ،هل عفلت الناقة؟ قال الأعرابي ،لا ،فقد توكلت على الله وتركتها خارجا .رد عليه النبي، إعقل وتوكل.
أحدهم يتحدث عن خطط أمنية إعتباطية غير ناجعة يكلف بإتمامها ضباط ومراتب ثم لاتثمر عن شئ لضبط الأمن وتأكيد حضور القانون وإحترامه وربما الركون إليه عدا عن فرضه على المجموعات المسلحة الطامحة لتدمير بنية الدولة ووجودها السياسي والإقتصادي ، ويفترض إن هذه الخطط توضع وفق دراسات ميدانية ومعلومات إستخباراتية تراعي الجغرافيا والتاريخ وسيكولوجيا الأفراد ونوع الإنتماءات السياسية والحزبية والقومية والعقائدية وعدم التعاطي مع الخطط بروح الإنتقام والثأرية بل بتوجيه من الضمير المهني والدراسات العلمية الواضحة والقويمة.
في إطار بناء الدولة الحديثة لايمكن العمل على أساس الإجتهاد والإعتماد على أفكار قد تكون بالية أو إنها لاتتطابق وطبيعة الحاجة المتراكمة لفعل مغاير يتماهى مع حال التجدد ويستطيع من خلاله القائمون على المؤسسة الأمنية أن يحققوا نسب إنجاز جيدة من خططهم التي تستهدف تثبيت حال الأمن والإستقرار في عموم البلاد بعد أن ترهلت الخطط وفسدت الإجراءات ولم تعد ناجعة وصار السجناء يهربون رغم عديد رجال الشرطة والجيش والأسلحة والمعدات وصار الإرهابيون يفجرون كيف شاؤا في أماكن تجمع الناس وحضورهم وعند ابواب المؤسسات الخدمية وفي أسواق الخضار وحتى في محال بيع العصافير والبلابل .
عبارة ( عليك ياالله ) قد تقال ويتعبد بها الناس لكنها لاتتحرك في دائرة الإبتلاء الذي جعله الله رهنا بسلوك الأفراد ،فعليك أن تخطط للنجاح وأن تسعى وتجتهد،ثم أن تتهيأ للمواجهة في ساحة الصراع مع خصم عنيد يبحث عن الفرص لإيقاعك في الأذى ولرهنك في سجن الويلات والمصائب والعذابات الراتبة، وإذا كان في مواجهتك عدو لايخاف الله ولايرهب الضمير ولديه القدرة والرغبة والتجربة والمعرفة في صناعة الموت فانت ملزم بصناعة الحياة ولاتنجح هذه الرغبة إلا بالإرادة الحقة والتخطيط والمهارة ووضع البرامج والآليات والخطط التي توقف المعتدي وتمنعه من إصابة المجتمع بالأذى ونشره للفوضى والخوف والرعب وتدمير بنية الإقتصاد والمجتمع،وهذا جزء من مسؤولية لاتقتصر على جهة بعينها بل تتسع لتشمل الكل أفرادا ومجموعات ومخططين إستراتيجيين ومفكرين وصناع قرار وكتاب ومثقفين وخبراء في الأمن والإقتصاد والإجتماع والسياسة.
كل ذلك نريده لنحفظ مابقي من وطن.