مجرد ملاحظة..../احمد صباح
Tue, 6 Nov 2012 الساعة : 22:47

معرض بغداد في دورته الحالية يمثل امتدادا الى تقليد جميل امتد الى قرابة النصف قرن الماضي. فنحن لا زلنا نحمل ذكريات الامس عن معرض بغداد الذي لم يكن هناك معرضا غيره يجذب اهتمام الجميع اليه. وكانت تتوافد الشركات الاجنبية المهمة الى المعرض وتبتكر الوسائل المختلفة من اجل الظهور بمظهر جديد ومبتكر تلفت به اهتمام الزائرين. وكانت عروض هذه الشركات تمتاز بالجدة والاصالة والابتكار وروحية المنافسة لتقديم كل ما هو ممتع و جديد.
في دورته التاسعة والثلاثين وبمشاركة اكثر من الف وخمسمائة شركة اجنبية وشركات القطاع الخاص و ست وزارات افتتح معرض بغداد الدولي ليعيد الى الاذهان ذكريات الامس. وقد حضي المعرض باهتمام حكومي عالي المستوى حيث افتتحه رسميا السيد رئيس الوزراء برغم اعمال الترميم والتعمير التي لم تنته بعد.
الاهمية المعلقة على معرض بغداد لاشك كبيرة لأنه يشكل مفصلا تجاريا وترويجيا خصوصا وانه ينعقد في وقت يعتبر البلد فيه ساحة مفتوحة واسعة لجميع الاستثمارات والشركات الاجنبية والعربية للمساهمة في تنشيط الحركة التجارية والاقتصادية المحلية. ومع ست وزارات شاركت في المعرض واكثر من الف وخمسمائة شركة اجنبية اضافة الى شركات القطاع الخاص وعدد يتزايد من الزوار كل يوم وعلى فترة تمتد الى عشرة ايام هي فترة المعرض تبرز ملاحظات محددة اهمها هي ان اجنحة الشركات الخاصة امتازت بالحيوية والنشاط الفعال والحيوي الملفت للنظر. وهذه الظاهرة ينبغي التوقف عندها لأنها تبعث النشاط في مفاصل المعرض. فمثلا احدى شركات الاتصالات الكبيرة وتحديدا شركة زين العراق قد ابتكرت مسابقة للفوز بإحدى جوائزها الطريفة. هذا النشاط الذي استقطب مظاهرة كبيرة من الزوار الى جناح الشركة قد ولد شعورا بالفرح وروحية الاحتفال والذي ينبغي ان تتخذ منه الاجنحة الاخرى مثالا يحتذى به.
هذه ملاحظة عابرة دون ان نقلل من شأن العارضين الاخرين وخصوصا الاجنحة الحكومية التي ينبغي ان تخرج من قمقم الديكورات التقليدية وباقات الورد البلاستيكي والمرايا والرفوف التقليدية لان مفهوم المعارض قد تغير كثيرا واصبح فنا بلغ مراحل متقدمة. ولعل اغلب العارضين قد احتكوا بمعارض اجنبية او خارجية مثل معرض هانوفر في المانيا ورأوا كيف ان الديكورات الفضائية الحديثة واستخدام الاضاءة الليزرية والتقنيات الحاسوبية من شأنها ان تضفي جوا من الحداثة والمتعة. فلا بأس ان ننظر الى شركات القطاع الخاص مثل زين ونستمد دروسا في العرض والاثارة لأننا احوج الان من اي وقت مضى لان نكسر حاجز الرتابة والتقليد.
