قوات دجلة والقوات التركية في ميزان الوطن/باقر شاكر
Tue, 6 Nov 2012 الساعة : 22:19

من الامور الواضحة تماما ان الجيش هو سور الوطن وحاميه من كل الاعتداءات الخارجية والحدود الجغرافية لكل بلد تعتبر الاساس الذي تتعامل بموجبه دول العالم التي تحترم نفسها وتحترم شرعة القانون الدولي الذي يجتمع الى طاولته اعضاء هذا المجلس الاممي ممثلا لكل دولة ولا اعتقد ان هناك نصوصا غير هذه النصوص في أروقة الامم المتحدة وعلى الجميع احترامها وعدم التجاوز على أي كان من قبل الاعضاء الاخرين .
ما يحصل في العراق اليوم وعلى حدوده الشمالية تصرفات تركية وقحة تخرج عن المألوف الدولي ودستوره كما انها تخرج بشكل صارخ عن قيم الجوار التي تحدث عنها الاسلام وقرآنه الكريم خصوصا ونحن نتحدث عن دولتين اسلاميتين متجاورتين ، لذلك فإن تواجد القوات التركية في الاراضي العراقية تقع ضمن كردستان العراق وتحديدا في منطقة العمادية وبامرني منذ منتصف التسعينيات والى اليوم تحدي وتعدي صارخين على حدود وجغرافيا بلد له سيادة وحدود دولية مقررة في المحافل الدولية وهذه الاماكن يجب ان تتواجد فيها قوات عراقية تبسط سيطرتها على كل شبر عراقي وهذا الامر وللآسف حصل منذ ان بدأ الاخوة الكرد سيطرتهم على منطقة كردستان في بداية تسعينات القرن الماضي ولا نعلم هل كانت بالتنسيق ام انها عنوة دخلت قوات الجيش التركي الى تلك المناطق المفترض انها ضمن الجغرافيا العراقية وما يلفت الانتباه كثيرا هو سكوت الاخوة الكرد على كل ذلك طيلة السنوات الماضية ورغم القتل والتهديم الذي يمارسه الاتراك في القرى الكردية العزيزة وابناءها المغلوب على امرهم وعندما تم تشكيل قوات دجلة العسكرية من قبل الدولة العراقية صاحبة الارض والسيادة اعترض عليها من قبل القوى الكردية حتى وصل الامر الى التهديد من قبل وزير البيشمركة في حكومة الاقليم بأنه سيتصدى لقوات دجلة لو دخلت الى الاراضي المتنازع عليها بين الاقليم والمركز في حين ان من حق هذه القوات ان تدخل حتى الى محافظات الاقليم ذاتها من اجل حماية الحدود العراقية من التدخلات الخارجية وهو امر مفروغ منه ان يكون الجيش العراقي له القدرة على دخول الاراضي العراقية اينما كانت فلماذا لا يتم الحديث عن قوات الاتراك التي تقتل وتنكل بالاهالي وتقوم الدنيا ولا تقعد مع وجود قوات عراقية فيدرالية تريد العمل على بسط نفوذ الدولة في جميع اراضيها ، ولذلك نستغرب صمت وزير البيشمركة وهو يرى جحافل الجيش التركي تدوس اراضي الاقليم بأم عينيه ويسكت بل يتجاوزون على ابناء جلدته ومع ذلك يسكت!!!! وهنا يكمن ميزان الوطنية عندما نتخاطب حول كيان الدولة وسيادتها فلا يجوز ان نسكت على قوات خارجية تتصرف بحماقة وعنجهية مع القرى العراقية الكردية ونقلب الطاولة ونصرخ عاليا عندما تريد الدولة ان توقف هذه الحماقات ، فلا يمكن ان تكون موازين الوطنية مبنية على أساس الصراعات السياسية والحزبية المقيتة وفرض الرؤى على الاخر عنوة وهو ما اوصلنا اليوم الى تلك المشاكل الكبيرة والازمة التي يعيشها العراق سياسيا منذ عدة شهور .