ضحايا الالغام/نوفل عبد الحميد الموزان

Tue, 6 Nov 2012 الساعة : 18:55

ان الهدف الاسمى من تطبيق برنامج الاتصال المجتمعي لمساعده الضحايا والتوعيه بمخاطر الالغام والتاهيل في اطار المجتمع ، وهو برنامج انساني يهدف الى مساعده ضحايا الالغام قدمته وزارة البيئة العراقية / دائرة شؤون الالغام بالتعاون مع وزارة الصحه و وزارة العمل والشؤون الاجتماعيه وهدفه تقديم المساعده المطلوبة لهؤلاء الضحايا كالمساعدات المادية والعينية ( معينات و وسائل مساعدة كالكراسي المتحركة والاطراف الصناعيه وغيرها) وهو عبارة عن نشاط انساني منظم وشامل لتحقيق الاهداف المحددة في اطار الامكانات المادية والبشرية . لقد تم تحديد الهدف من هذا البرنامج الاحصائي الكبير وهو مساعده الضحايا وتحديد مركز تاهيل المعوقين في محافظة ذي قار مكان لفحص وملء استمارة المعلومات الاحصائية ومعلوماتها المتكامله بالتعاون مع المؤسسات المذكورة اعلاه ، وقد تم ادخال الموظفين في دورات تاهيلية تم التدريب فيها على اساليب التوعيه ومخاطر الالغام حيث اصبحت تلك الكوادر المتقدمه من الاطباء والمهندسين والباحثين الاجتماعيين متهيئة للقيام بذلك الدور الانساني النبيل ، ان مخاطر الالغام التي انتشرت في العراق بعد الحروب المستمرة طيلة عقدي الثمانينات والتسعينات وعام 2003 جعلت من العراق وبالاخص المناطق الشرقيه منه ساحات مفتوحه لحقول الغام متروكه ومخازن عتاد مشابهه لها ، وكان لمحافظة ذي قار حصة كبيرة من تلك المخلفات الحربية الكبيرة فمخازن عتاد الخميسية في سوق الشيوخ والمعسكرات المتروكة الممتده من مدينه الناصرية باتجاه قاعده الامام علي (ع) الجوية باتجاه مدينه اور الاثرية وبقايا المعسكرات في مدن الشطرة والرفاعي والجبايش وماجاورها من مواقع عسكرية متروكة اخرى خلفت مآسي ومآتم راح ضحيتها المئات من المواطنين بين قتيل وجريح بترت يده او ساقه او فقد عينه او تعرض للتشويه ، بسبب الجهل بتلك الاجسام الغريبة او بسبب اقدام البعض على المجازفه ومحاوله الحصول على صفائح الالمنيوم والنحاس الموجودة في تلك القذائف والقنابل نتيجه العوز والفقر والبطاله التي يعاني منها الكثير من سكنه تلك المناطق المجاورة للمواقع العسكرية ، ورغم الاجراءات الحكوميه الواسعه في مجال تطهير الارض من بقايا الالغام والمخلفات الحربية الخطرة الا ان الاعداد الكبيرة منها جعلت الخطر مازال قائمآ والتحري وتحديد المناطق الخطرة لم يغطي جميع حقول الالغام الممتده من الشمال الى الجنوب ، امتدادآ من الشرق ليشمل الحدود الغربيه مع الكويت والسعودية ، فضلا عن عودة الكثير من القرى والاهالي الى مناطق سكناهم التي تركوها مرغمين طيلة سنين الحرب ، وما تشكله بعض المناطق المقصودة من مصدر رزق زراعي وحيواني اعتادته العوائل سابقآ كونها تملك تلك الاراضي وعاشت عليها مئات السنين ، مما اضطرها للعودة وتعرضها الى الخطر المحدق من تلك الالغام والقذائف التي ولدت مآسي لم تنته لتلك العوائل القاطنه بالقرب منها . ان هذا البرنامج الاحصائي الذي تبنته وزارة البيئة بمساعدة الوزارات المذكورة هو جهد جبار لمساعده ضحايا يئس اغلبهم من استحصال رزقه او الحصول على تعويض او راتب مجزي عدا راتب التقاعد الممنوح للموظف او العسكري الذي يتعرض لعوق معين وقد يشمل قسم منهم براتب الرعايه الاجتماعيه وهو منحه قليلة لا تفي بالغرض المطلوب للعيش الكريم في هذا الزمن الصعب ، واغلبهم بأمس الحاجة الى راتب او طرف صناعي او كرسي متحرك او مبلغ يستثمره في مشروع مناسب لعوقه لانقاذه من حاله الفقر والعوز والحرمان التي يعيشها اغلبهم ، واملنا كبير بنجاح تلك الجهود الخيرة التي تنفذها وزارات البيئة والصحة والعمل والشؤون الاجتماعيه بعون مجلس محافظة ذي قار والمجالس البلدية التي من الواجب ان يكون لها دور كبير من التوعيه والاعلام والتوجيه لكل الحالات المعنية للحضور الى مركز التاهيل خلال شهري تشرين الثاني الجاري وكانون الاول 2012 لانجاح العمليه التي تهدف الى مساعده الضحايا كل حسب عوقه والله في عون العبد مادام العبد في عون اخيه .... وللحديث بقية ....

Share |