الخطة التركية التي طرحت على أكراد سوريا وتركيا عبر مسعود البرزاني/سعيد سليمان سنا - سوريا الأسد
Tue, 6 Nov 2012 الساعة : 18:32

استمرار أزمة بلاد الشام تهديدا للأمن في منطقة الشرق الأوسط ،
وما سيترتب عن ذلك من تهديد للأمن الدولي .
خطأ ولربما أخطاء في حسابات أنقرة حول توقيت سقوط النظام السوري بالمفهوم الخليجي الأطلسي ، ومزاودة أردوغان وغيره من صقور حزبه الحاكم العدالة والتنمية في التصريحات التي طالت القيادة السورية ، وتفاقم الإحتقان الداخلي التركي لا سيما في الشارع العلماني وفي الجنوب الكردي ولواء إسكندرون المحتل وكذلك داخل الجيش بسبب سياسات أردوغان تجاه ( سورية - تركيا ) أنفقت ما يزيد على 220 مليون دولار على اللاجئين السوريين من موزانة الدولة فقط خلال عام واحد على أن تكون الفاتورة اكبر بكثير عندما سيتم جمع جميع النفقات ، كل ذلك أدخل منظومة صنع القرار التركية في معضلة لا يستهان بها لا سيما وأن أنقرة التي يراد لها أن تكون رأس حربة الأطلسي في مواجهة المحور الروسي الصيني الإيراني السوري ومؤخرا العراقي ، بقيت وحيدة بعد تلكؤ حلفائها وإبتعادهم عن سياسات المواجهة ، وعليه دخل أردوغان في مستنقع سيحدد مصيره السياسي ومصير نهجه لذا فلم يكن أمامه سوى تصدير أزمته للخارج ، وهنا لا نريد القول إن النظام السوري لم يلعب هذه الورقة ، لكنه لعبها بذكاء أكبر .
المشهد الأول في عملية التصدير التركية كان :
قصف الأراضي السورية بحجة سقوط قذيفة من الجانب السوري قتلت إمراة وأطفالها ، وهي حجة أقل ما يمكن وصفها بأنها استعراضية لأن الحدود السورية التركية باتت اليوم حديقة للجهاد العالمي تحت مسمع ومنظر العثمانيين الجدد .
المشهد الثاني في عملية التصدير التركية كانت حلب وحرق تراثها وسوقها الأثري ومسجدها الأموي وغيره الكثير،
المشهد الاستعراضي الثالث فخ وقع فيه أردوغان عندما أجبرت مقاتلاته الحربية طائرة سورية قادمة من موسكو إلى دمشق على الهبوط في مطار أنقرة بحجة أنها تحمل السلاح وهو ما لم يتم إثباته حتى اليوم ناهيك عن عرض أي صور للممنوعات بحسب وصف القيادة التركية .
عقدة رجب طيب مع الطائرات استمرت عندما قام مؤخرا بتفتيش طائرة أرمينية قادمة من يريفان إلى حلب قالت السلطات الأرمينية أن هبوطها شرقي تركيا كان متفق عليه ، متناسيا وأو مدركا ومتقصدا أن اللعب على الوتر الأرمني يحمل رسالة مباشرة إلى الحليفة الأرمينية روسيا ، وهنا التشديد على كلمة حليف لا شريك ، ناهيك عن أن الجيش السري الأرمني كان قد هدد حكومة أردوغان بتصعيد غير مسبوق على خلفية تهديد الجيش السوري الحر للمكون الأرمني في سورية بشكل مباشر ، وهذا التهديد لما حصل دون إذن مباشر من الإستخبارات التركية الراعي المباشر وليس الحصري للمعارضة السورية المسلحة بما فيها المتشددة
ما كان متوقعاً أن يحصل منذ فترة طويلة بين أكراد الشمال السوري والمسلحين السلفيين الذين يقاتلون الحكومة السورية في مناطق ريف إدلب وحلب القريبتين من تركيا حصل بشكل قوي ودموي وسريع ، قلب الكثير من المعادلات في تلك المنطقة وجعل الأتراك القيمين الفعليين على الجماعات المسلحة في تلك المنطقة يتدخلون بشكل مباشر في المعركة للقضاء على حزب الاتحاد الديمقراطي السوري وإبعاد كأس وجود قوة كردية قوية على حدودهم في سوريا بجعل المثلث الكردي بين ( تركيا سوريا العراق ) منطقة كردية مسلحة وقوية تكون بداية النهاية لتركيا الحالية .
أوساط قيادية كردية قريبة من حزب العمال الكردستاني تقول :
أن تركيا طرحت منذ أكثر من شهرين تقريباً خطة من أربعة بنود على أكراد سوريا وتركيا عبر مسعود البرزاني وتقضي بنود الخطة بقبول تركيا بمنطقة حكم ذاتي كردية في سوريا على غرار المنطقة الكردية في العراق ولكن على أساس الشروط التالية :
1) قبول الأكراد بقاعدة عسكرية تركية في عين عرب ( كوبين ) باللغة الكردية وهي تقع قرب عفرين .
2) قبول الأكراد بقاعدة عسكرية تركية في القامشلي .
3) قبول الأكراد بقاعدة عسكرية تركية ثالثة في عفرين .
4) يقيم الإقليم الكردي في سوريا علاقات تجارية وسياسية مع تركيا على غرار علاقات مسعود البرزاني مع أنقرة .
رفض حزب الاتحاد الديمقراطي السوري العرض التركي كما أتى الرفض من حزب العمال الكردستاني مباشرة ، أعطى الأتراك توجيهات للجماعات المسلحة بالعمل على إخراج حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي من تلك المنطقة حسب المصادر القيادية الكردية .
يكمن الهدف التركي في إقامة قواعد عسكرية ومطارات جوية في المناطق السورية الثلاث المذكورة في تشكيل طوق تركي حول مدينة الموصل العراقية ومنطقتها الغنية بالنفط .
وتشير المراجع الكردية أن تركيا لا تزال تعتبر الموصل جزءا منها وهناك في كل موازنة تركية ليرة تركية رمزية للموصل .
أرسلت الجماعات المسلحة إنذارات الى وجهاء الأكراد بضرورة طرد مقاتلي الدفاع الشعبي التابعين لحزب الاتحاد الديمقراطي السوري من حي الأشرفية في حلب ومن عفرين ومن عين عرب في مرحلة أولى وبعد مرور عشرة أيام على الإنذار بدأ المسلحون هجوما على حي الأشرفية في حلب الذي يقطنه غالبية كردية وقد تمكن المسلحون السلفيون من دخول الحي بطريقتين :
أ) عبر عدنان بدر الدين أحد الأكراد المتعاملين مع المخابرات التركية والذي يقود مجموعة مسلحة كردية موالية لأنقرة .
ب) عبر دس عشرات المسلحين ضمن النازحين الى الحي من الأحياء الأخرى .
المراجع الكردية تروي قصة معركة حي الأشرفية بالقول ان حوالي مائتي مسلح هاجموا من داخل شوارع الحي مركز الأمن الجنائي في الحي نفسه وقد قصفت المدفعية السورية المنطقة ما أدى الى مقتل عشرة من سكان الحي الأكراد .
وعندما طلب الأهالي من المسلحين مغادرة الأشرفية رفض المسلحون الانسحاب وأطلقوا النار على مجموعة من الأهالي تظاهروا بطلب من حزب الاتحاد مطالبين بخروج المسلحين ما أدى الى سقوط خمسة عشر كرديا سوريا من أنصار حزب الاتحاد، حصل على اثرها معركة مع لجان الدفاع الشعبي ادت الى مقتل عشرين مسلحا ومقتل مقاتل كردي وإصابة مقاتلة أسمها ( نوجين دوريت ) وقعت أسيرة بيد المسلحين السلفيين .
بعد معركة الأشرفية في حلب انتقل العمل على مناطق كردية يعتقد المسلحون أنها خاصرة رخوة بسبب انتمائها الديني وشنوا هجوما نهاية الأسبوع الماضي على بلدة قسطل جندو الإيزيدية التي تعتبر مركز الأكراد الأيزيديين في المنطقة وأعلنوا الجهاد من أجل أسلمة البلدة الكافرة ، حيث اشتبكوا مع حاجز لجان الدفاع الشعبي الكردية على مدخل البلدة ، ومن ثم انسحبوا ليعودوا بعد ساعة مرفقين بتعزيزات ويشنوا هجوا جديدا على الحاجز .
وقد استمرت الاشتباكات عدة ساعات وكانت عنيفة للغاية وقبيل الفجر انسحب المهاجمون فيما تراجع مقاتلو اللجان الشعبية الكردية عن الحاجز ونصبوا كمينا بانتظار هجوما ثالث للمسلحين السلفيين الذين لم يخيبوا الآمال وشنوا هجومهم الثالث بعد انسحابهم الثاني بقليل معتقدين أن الحاجز تم إخلاؤه وان المنطقة آمنة وقد وقعوا في الكمين المحكم حيث سقط منهم ستة قتلى بقيت منها ثلاث جثث في أرض المعركة ، كما سقط لهم الكثير من الجرحى فيما سقط للأكراد جريحان حسب المصادر الكردية .
وتشير المراجع الكردية أن لجان الدفاع الشعبي اشتبهوا بإحدى الجثث انها لعمار الددايخي ( ابو ابراهيم ) خاطف اللبنانيين لكنهم تأكدوا فيما بعد أنها لشخص آخر ولكنهم يؤكدون أن الددايخي ومجموعته كانوا ضمن المسلحين المهاجمين .
بعد فشل هجوم المسلحين الموالين لتركيا في الأشرفية وقسطل جندو يستعد الطرفان الكردي والسلفي لمعركة كبرى في منطقة عفرين الجبلية التي يتواجد فيها نخبة المقاتلين الأكراد ، وتقول مراجع قيادية كردية أن المسلحين السلفيين يتجمعون على الحدود التركية ويستعدون لشن هجوم كبير على عفرين من هذه المنطقة ، بينما يتحصن المقاتلون الأكراد ويستعدون للمواجهة وقد أكدت قيادات كردية في حديث معنا أن الهجوم على عفرين مصيره الفشل كما حصل في حي الأشرفية وفي قسطل جندو .
مراجع كردية أكدت لنا قيام المجموعات السلفية المسلحة بإعدام المقاتلة الكردية ( نوجين ديريت )
وقد تدخلت القيادات الكردية بقوة مع مسلحي لجان الدفاع الشعبي وصدرت الأوامر بعدم التعرض لأي أسير سلفي بالأذى .
تركيا تلعب بالنار وتريد الحرب نيابة عن الصهاينة والغربيين والخونة العرب المتصهينين لتحصل على تعويض خسارتها الفادحة جراء وضع نفسها في قفص لتنقطع وارداتها من النفط والتصدير والاستيراد من خلال بوابتها الوحيدة سوريا والتي كانت قد وُعِدت من قبل " خنازير الخليج " بتعويضها لأن المدة لن تطول ولا تزيد عن شهرين على أبعد تقدير ويسقط النظام السوري ومضى عامان وصمد النظام بشعبه وجيشه وقيادته وكا قيل بالمثل العامي : حساب القرايا ما اجا عحساب السرايا
والحرب التي تقترب منها تركيا شيئا فشئيا لم يستطع الغرب بكل ما يملك ان يجازف بها لانه يعرف تماما بأن هذه الحرب ستكون كارثية وستغطي العالمين العربي والغربي وقد يصبح عالميا وسيرى الذين ظلموا ايّ مُنقَلبٍ سينقلبون
فاسألوا أهلَ السياسة إن كنتم لاتعلمون
وللقيادة التركية نقول لقد أمعنتم بالغوص كثيرا في المستنقع السوري فلا تلوموا إلا انفسكم
لأن حجم الكارثة اكبر واعظم مما تتخيلون فإنها إن وقعت لاسمح الله لاتبقي ولا تذر
لأن المعادلة " للرعب " في المنطقة أسست لها سوريا وايران وحزب الله وروسيا والصين وفنزويلا والبرازيل وكل مجموعة البريكس وكل هذه الدول حزمت امرها واستعدت لكل السيناريوهات والاحتمالات والمخفي أعظم .
ومرة اخرى نقول لأردوغان ومن سار في سِربِه إننا نعلم من الله مالا تعلمون :
فيما تملك سوريا وايران وحزب الله من وسائل الدفاع والهجوم التدميري .
ونحيطكم علما باننا لسنا الوحيدين بهذا العلم بل أمريكا والصهاينة يعلمون علم اليقين بهذا وبالتالي لم ولن تجرؤ على مهاجمة سوريا او ايران او حزب الله فتركوا الاغبياء من بني جلدتنا والمنتسبين إلى امتنا ظلما ان يجربوا حظّهم البائس ولايريد القادة الصهاينة ولا الأمريكيون ان يعلم الشعب الصهيوني معرفة ذلك خوفا من ان يدبّ الرُّعبُ في قلوبهم ويهاجروا جماعيا من فلسطين وكفاهم من الرعب الذي وضعهم فيه حسن نصرالله ، فتدبروا
وصدق الله تعالى في قوله عزّ وجل {{ ... وسيعلم الذين ظلموا أيَّ منقلبٍ ينقلبون }}
السياسة الاردوغانية اعتمدت بالدرجة الأولى على الأكاذيب وذلك من أجل مجموعة من الأهداف الرخيصة :
( حفنة من الدولارات الخليجية ودور ما في المنطقة تتسيد عليها ، واستعطاف الكيان الصهيوني للضغط على أوروبا من أجل ضمها للإتحاد الأوروبي حلم بإعادة أمجاد السفاح ياشا في المنطقة ، رد اعتبار بعد الإهانة التي وجهتها حكومة الصهاينة بعد مسرحية الباخرة الشهيرة إلى غزة ، تشكيل حلف مصري سعودي تركي مناهض للحلف السوري الإيراني مع حزب الله الذي شكل معادلة الرعب في المنطقة عامة وفي قلوب الصهاينة خاصة وإن لم تصدقوا إسألوا الصهاينة أنفسهم . ) .
وتمنياتنا الصادقة للشعب التركي الصديق والوفي الذي نحبُّه ونحترمه ومن خلال حرصنا عليه وخوفنا على أبنائه ومستقبله أن يقف وكما عهدناه بصلابة التي لاتلين في وجه الطغاة حكامهم
( أردوغان وداوود اوغلو ومن سار على نهجهم )
ويمنعهم من السير بأمرة الصهاينة والأمريكيين واشباه الرجال الخليجيين .