بالونات رياضية!/حيدر حسين الراضي

Tue, 6 Nov 2012 الساعة : 18:28

 

نعلم جميعا ان لعملية البناء العمراني اسس محددة اهمها هو الاساس المتين والجيد والركائز تكون هي المثبتات التي يعتمد عليها في بناء العمارات الشاهقة والمؤلفة من عدة طوابق.... وايضا نعلم ان هناك الكثير من الابنية قد سقطت بعد انشائها بفترة وجيزة والسبب هو ( المونة) وماادراك ماالمونة؟ حيث تكون هي العصب الرئيس الذي يتم به البناء وسمعنا كثيرا عن العمارات التي سقطت في دول عديدة بسبب عمليات الغش في مونة البناء! بينما نشاهد عمارات كناطحات السحاب واقفة شاهقة شامخة منذ عقود طويلة من الزمن وبعشرات الادوار وهي مستمرة بوقفتها الشامخة واثقة جدا من نفسها لان اساسها متين وركائزها امتن ومادة المونة التي بنيت بها عشرة على عشرة .
تذكرت هذا وانا اتابع واشاهد منذ سنوات مايحصل في الواقع الرياضي العراقي من خزعبلات ناديوية ظهرت الى السطح على حين غرة وهي تعمل بطريقة (لملم منا ومناك وهي تصفى) –اندية رياضية كنا نسمع بها عن طريق الصدفة او اذا ماحالفها الحظ وشاركت ببطولة الكاس التي تجمع فرق الدرجتين الاولى والثانية حيث تخرج من الدور الاول ... المهم هذه الاندية الخزعبلاتية من حسن حضها ومن سوء حض زمننا الاغبر! استحوذت على بعض الاموال المتدفقة يمينا وشمالا !!! ليستلم اداراتها اشخاص لم نسمع بهم يوما وبصريح العبارة ينطبق عليهم المثل الشعبي( لاطاكيها للطوبة ولاراكضين وراها!) هؤلاء اخذهم الوهم بعيدا وخدعهم الزهو المزيف فارتدوا البدلات الانيقة (بعد جهد جهيد) و تصدروا مقصورات الملاعب مصطحبين معهم بعض الغلمان يتقافزون يمينا وشمالا كجزء من ديكورات الوجاهه البائسة !
من المؤكد ان لملوم تلك الاندية تنظر الى ديناصوراتها المتحجرة وهي مصدقة ان هؤلاء قيادات رياضية (قيادات الغفلة شبيهه بعرسان الغفلة في الافلام المصرية التجارية) !!!
وكارثة كوارث في مواسمنا الكروية الاخيرة ان هذه الاندية الخزعبلاتية وبسبب الوضع الامني في اعوام 2005 الى 2008 استغلت ذلك واستقطبت العديد من نجوم الفرق الجماهيرية التي افرغت منهم مما ادى الى تراجع المستوى العام للاندية العريقة والى تعثرت نتائجها في المباريات التي جمعتهابتلك البالونات المتوهمة انها قد اصبحت ندا لقمم العراق الكروية العريقة ..... مخدوعين وفرحين بنتائج كروية وقتية تشبه الى حد ما فرحة زوج بحمل زوجته ثم يتبين ان حملها كاذب!
التاريخ المشرق لانديتنا العريقة ومنهم على سبيل المثال لا الحصر نادي الشرطة لن يحجبه غربال الخزعبلات الوهمية الناديوية لان تاريخ هذا النادي يمثل الجزء الاعظم من تاريخ رياضتنا في العراق وتفخر به الاجيال على امتداد السنين وستبقى تتغني بنجومه الكبار الى امد بعيد لان تاريخه موثق وانجازاته خالدة ومواقفه مشرفة وهذه والله هي الركائز المتينة التي يقف عليها البناء شامخا واثقا ومن يقف بهكذا ارتفاع مؤكد سينظر لخزعبلات القاع نظرة مشوشه لانه بالكاد يراهم !
وفي الختام اوجه كلامي لغلمان الخزعبلات الناديوية واتسآئل هل شاهدتم دجاجة تصارع صقرا؟
Share |