صفقوا للمحافظ طالب الحسن/ابراهيم الوردي
Tue, 6 Nov 2012 الساعة : 18:26

منذ اقدم الازمة ، كانت المدن حاضرة في سجل الخلود الذي تصنعه ارادات الإنسان المبدع ذو العقل النير الخلاق دائما وهو ما ترك اثرا لكل من حالفه الحظ في بناء او تخطيط او قيادة مدينة على طول التاريخ .. في كل الحقب ، كانت المدينة التي احبها الانسان تحتضن الوفاء المطرز بالحب الذي لا ينضب ومن خلاله سعى الانسان الى الرفعة في كل شيء .. في التاريخ ثمة قصص كثيرة عن اولئك الإبطال الخالدين الذين دقوا ركائز البناء والإبداع المستمر المثمر .. انها جذوة الحياة التي أسسها الإنسان على مر الأزمنة .. في مدينة غافية على نهرها الخالد ، مدينة التاريخ الشاهق والحاضر البهي .. في مدينة الناصرية حاضرة الثقافة والمثقفين وحاضرة الدنيا في قلب أور النابض بطعم التاريخ .. تبدو الأشياء تتألق وتتصاعد في كل إرجائها .. هذه المدينة التي ظلمتها العهود والأزمنة ، واحالت زهوها الى بئر عميق العتمة ، ونال ناسها اسوأ صور البؤس والحرمان واسوا مما يتصوره انسان على وجه البسيطة .. هذه المدينة ظلت عزيزة بكرامة ناسها بعد بشاعة الثبور والويل وبعد ان ايقن الطغاة انها مدينة لا تموت مهما فعلوا باهلها من العذاب والعيش الزؤام .. وبعد ذهاب الطغاة الى غير رجعة .. كان للناصرية موعدا مع الحياة بحلة جديدة .. انها حياة زاخرة بالألوان وبالقلوب المحبة لها .. وهذا هو احد رجالاتها ، يقف اليوم متصديا للمسؤولية فيها ، محافظا لها منصبا وسلوكا .. انه طالب كاظم الحسن الباحث والاديب والمثقف . رجل لا توجد في قاموسه كلمة المستحيل ، ولا يعرف اين تقع في دائرة اهتماماته .. يقول ويفعل ويوعد وينفذ .. استلم اول ذي بدء ، واول المهام ركام الشوارع الآسنة والاحياء المدمرة مشفوعة باليأس الذي يعتري قلوب اهلها ، مدينة خراب الدهور المتوالية ومدينة الآهات الطاحنة .. لكنه ابى ان يجلس صامتا ساكنا دون حركة ، وهو المتألم من هول التركة الثقيلة للأنظمة المتعاقبة .. فكانت له وقفات ومحطات سيذكرها له التاريخ انسانا ومسؤولا ومحبا لمدينته . وكم كان كبيرا حي الشهداء في الناصرية وجميلا حينما افتتحه السيد المحافظ بعد طول معاناة واهمال وتهميش .. افتتحه بكل ما تعنينه الكلمة من معان .. خدمات متكاملة من ماء وكهرباء واتصالات وشوارع يحلم بها أي حي في أي مدينة اخرى ، كان حيا لا يسر الناظرين ، فصار يسر ويبهر .. وكان هذا بفضل النشامى من المسؤولين الذين تعاونوا معه . فكان منجزا رائدا شاهدا على وفائه واخلاصه وشاهدا على كل كلمة قالها للناس . فكان الانجاز الذي ادهش من رآه .. الانجاز الذي لا يمكن ان تنساه الذاكرة .. وها هو المحافظ يتنقل من مشروع الى اخر مفتتحا ومباركا اهل المدينة الذين لم ينسوا هذا الجميل ما دامت لهم حياة باذن الباري .. ولم ينسوا ما فعله هذا الرجل الطيب صاحب الابتسامة العامرة اللطيفة وهو يحيي اهله ببساطة الانسان المتواضع .. انه قدر هذه المدينة ان تنجب رجالا كالمحافظ الحالي الذي استطاع وبفخر ان يسجل اسمه في سجل الخالدين مع الادباء والسياسيين والقضاة والثوار والمجاهدين وصناع التاريخ جميعا .. وكم يتذكر اهالي الناصرية بان المحافظين الذين سبقوه كانوا يشغلون المنصب ويتركوه دون تسجيل بصمة او اثر او ومضة تحسب لهم فيذهبون غير مأسوف عليهم . وكم مر من الزمان ، تاريخ لم تعرف الناصرية رجلا حمل هموم مدينته واحبها كما هو طالب الحسن .. انها قصة انسان تفانى في حب اهله وناسه ومدينته واراد ان تكون كما تستحقه دوما ، وبالمقابل فقد عرفه الجميع انسانا يجمع بين الكرم والتواضع والصبر وبين الغيرة والهمة وهو ما لمسه اهلها من طيبته ورفعة شانه وهو يواصل الليل بالنهار من اجلهم جميعا ..