تصريح السفير الامريكي أفضل من الدستور العراقي عند الهاشمي/سعد الحمداني
Tue, 6 Nov 2012 الساعة : 18:20

كان متوقعا ان يكون طارق الهاشمي بين احضان ربيبته دول آل سعود التي دفعت كثيرا باتجاه ان تكون زمام الامور بيد الهاشمي وان يكون رجل القرار الاول في العراق الى درجة انها اهملت كافة المسؤولين العراقيين الذي يمثلون العراق رسميا واهتمت فقط به لكونه الوحيد الذي يمكن ان يؤدي رسالتهم على ارض العراق فهو معروف بشخصيته المتوترة والتعامل بانفعال مع كل حدث يقع في العراق ولم ننسى تصريحاته وخطاباته الرنانة والتهجمية المثيرة للفتنة والطائفية في احداث تفجير المرقدين العسكريين وكيف كان يدفع بالجموع البشرية الى الاقتتال الطائفي عندما قال لن نسكت على دماء ابنائنا وحرق مساجدنا وهو يعلم جيدا ان الحالة الفوضوية التي ارادتها القاعدة ومن وراءها من خلال هذه العملية الاجرامية هو الوصول الى الحرب الاهلية وبالفعل هو ما حصلوا عليه وقد طربت له آل سعود كثيرا ولكن حكمة العراقيين افشلت تلك المخططات الوقحة التي راودت افكارهم حين نقلتها قوى الشر من التنظيمات المسلحة انطلاقا من ارض الجزيرة الى بلاد الرافدين.
اليوم نرى ان السعودية تحاول جاهدة لانقاذ وضع الهاشمي من خلال الضغط على الجانب الامريكي فلعله يتحرك البيت الابيض من اجل الضغط على الجانب العراقي لتبرئة مجرم تلبس بجرائمه في حين هم يعلمون ان الامريكان ما عادت لهم المقدرة على ذلك لان القضية لم تكن بالاساس سياسية وانما هي قضائية بامتياز كبير بحضور وشهادة قادة سياسيين من قائمة الهاشمي نفسه مع مراقبين اخرين حتى من الامم المتحدة واعلاميين وغيرهم فكيف يمكن ان تقوم اميركا على توريط نفسها بهذا الامر ،، ففي لقاء مع جريدة الرياض التي هرولت الى الهاشمي لمجرد تواجده بينهم قال الهاشمي وهو يرحب بحرارة بتصريح السفير الامريكي في العراق ستيف بيكروف الذي قال ""إن الادارة الامريكية لا تملك أي معلومات حول تورط الهاشمي بأنشطة مخالفة للقانون، معتبرا أن "هذا التصريح جاء متأخراً جدا"" !!!! وهذا من المؤكد لان القضايا التي تورط بها الهاشمي هي جنائية بحتة وتظهر مع كل عملية اجرامية يتم فيها القبض على مجرم من المجرمين من خلال الادلة الجرمية على الارض بعد التحقيق المعمق الذي يجري من خلال محققين قضاة وهذا لا يعني ان الامريكان على لسان سفيرهم يعطون صك البراءة الى الهاشمي كما يتمنى هو ومن معه ثم يعود ليطالب الامريكان بإصدار بيان بذلك لتبرئته من التهم جميعا هو وحمايته فيقول (لكن هذا التصريح وحده لا يكفي، المطلوب أن تصدر الادارة الامريكية بيانا رسميا تنفي فيه جميع التهم والافتراءات التي روجت ضدي وضد حماياتي بتورطي في اعمال وأنشطة مخالفة للقانون) بربكم اليس ذلك مدعاة الى التدخل بالشأن العراقي عامة وبالقضاء خاصة وهو الذي كان يقول ويطبل كثيرا ان الامريكان غير نزيهين في العراق فكيف يمكن لشخص يعتبر نفسه مسؤول في الدولة العراقية ويريد من دولة اخرى ان تسحق القضاء العراقي بقدميها من اجل تبرئته وتخليصه من حكم الاعدام ،، أين الدستور العراقي إذن وانت تتشبث بالسفير الامريكي وادارته في تدخل صارخ وفاضح ؟