كلمة ابو هدى الشطري عضو مجلس محافظة ذي قار في يوم الغدير

Tue, 6 Nov 2012 الساعة : 0:18

الاسم: اعلام ابو هدى الشطري

-المدينة: الشطرة
-كلمة في يوم الغدير
 
لااريد ان اكتب عن يوم الغدير الاغر من زاوية تاريخية ..فالحادثة وقعت
وحديث الغدير لاريب في صحته ..ولكن ماسأكتبه بالمناسبة همسات في دواخلنا وهواجس تراودنا واسئلة لابد منها ..كيف نجدد بيعتنا لامير المؤمنين "ع"؟
ماهو واجب الاتباع في هذه المناسبة الخالدة ؟
ماهي مسؤولية الدعاة والمبلغين والنخب الواعية؟
هذه تساؤلات نجد انفسنا في مواجهتها ونحن في خضم حرب معلنة ضد اتباع اهل البيت "ع"وبشتى صفحاتها الاعلامية والسياسية والفكرية والعقائدية والدموية ..حرب ستظل مستعرة وتحتاج منا الى بصيرة ثاقبة ورؤية شاملة وقراءة ستراتيجية لابعادها وسبل مواجهتها
رؤية تستوعب كل مايحول دون الشعور بالمحبة لبعضنا والاحترام فيما بينناوالتعاضد والتناخي لمواجهة الخطر الذي يهددنا وغض الطرف عن بعض التفاصيل التي لابدلنا ان نختلف فيها او حولها انطلاقا"من بشريتنا واختلاف مستوى تقديرنا للأسباب والنتائج في هذا الحقل اوذك..اننا ندرك ونحن نستمع الى بعض عوام الاتباع وهم يتحدثون عن المشكلة بلهجتهم الدارجة وفهمهم الخاص انهم يتجاوزون المستوى الذي نتصورهم فيه بل ومستوى تفكير الكثير منا فهم يحترقون بصمت لأنهم يرون قسما"مهما" من المتصدين للمسؤولية بعيدين عن بعضهم ..لايتلاقون ولايتشاورون بل يرونهم متنافرين متباغضين تفرقهم ..دقائق الامور وصغائر المواقف وتلهيهم عن التفكير بعدوهم المشترك مواقع متحركة لم تدم لاحد لامن الاولين ولامن الاخرين ومطامع لعينة اهلكت من كان قبلنا
لقد كان للنبي "ص"في يوم الغدير حديث مهم وخطير اعقب خطبة تنصيب الامام علي "ع" اميرا" للمؤمنين .. اي انه"ص"لم يقف عند حدود تسمية الامام من بعده"ص"..وكأنه كان يدرك ان هذه الامة ستقع في فخ الهوس السياسي وطموحات السلطة والامارة ولو كان ذلك على حساب الاسلام العزيز ..
لقد قالها"ص"في ذلك اليوم الاغر
""اني مكاثر بكم الامم فلاتسود واجهي يوم القيامة""..
""ولاترجعوا بعدي القهقرى يكفر بعضكم بعضا" ويضرب بعضكم رقاب بعض""وهذه الرؤية النبؤية المباركة لقوا"دم الايام هي التي تدعونا ان نتأمل كثيرا" في وقعنا ..وان نرجع موافقنا وان نحاسب انفسنا وان نتساءل بهدوء وواقعية ,
هل نحن بمستوى وعي الازمة التي نعيشها ؟
هل لدينا صورة عن طبيعة المشروع الذي تطبخ نتائجه على نار هادئة؟
هل ندرك فعلا"ان الاعداء يستهدفون وجودنا دون النظر الى العناوين التي تمثلنا ؟
هل نحن واثقون فعلا"ان مشروعهم يخطط له على مستوى اقليمي ودولي وان احد ابرز وسائله تمزيقنا من الداخل حين يعتقد كل طرف منا انه هو الحق وان ما دونه الباطل ؟
الم يحذر النبي "ص" في هذا اليوم المبارك من التمادي في خطر التقدير الخاطيء والفهم المحتبزأ لأصل المشكلة ؟
لماذا وانت تراقب مجريات الاحداث ومواقف بعض الاتباع وخطبهم تستشعر في بعض الاحيان ان الرحمة قد نزعت من قلوبهم وقد تكون في اشد الحيرة مما تراه وتسمعه حيث لاتجد تفسيرا" مقنعا"حين يعانق البعض منا عدونا الذي يسفك دماءنا
ويقتل شبابنا واعزتنا جهارا"نهارا" دونما وازع من دين ولارادع من ضمير اننا مطالبون في عيد الاسلام الاكبر ان نستحضر كل ماامكننا استحضاره من التاريخ البعيد والقريب كي نتمكن من رسم ملامح المستقبل الذي نريد..
اننا مطالبون اليوم ان نكون لبعضنا على عدونا ايمانا"منا ان الله تعالى سيوقفنا غدا"وسنسئل عما فعلنا في هذه الدنيا الفانية والمواقف التي اخترناها والمنابر التي صعدنا اعوادها واي الزاد قدمناه للاتباع الناظرين الى افواهنا ..فولاية امير المؤمنين"ع"لايعبرعنها بمجرد الابتهاج اللافتات ومظاهر الزنية وان يهنيء بعضنا بعضا"وان كان هذا من مراسيم المناسبة المقدسة
بل يعبر عنها بالمواقف العملية التي نقر بها عيني الامام "ع"..باعتبارها عقيدة وموقفا"..ان موالاة امير المؤمنين "ع"توجب علينا ان نخطو خطوة الى الامام بان يكون الاعلام العلوي اعلاما"جامعا"للاتباع لامفرقا" لهم واعلاما" يزرع المحبة في النفوس و ينتزع منها الحقد والحسد واعلاما" يقرب بين القلوب والمشاعر ويذكرنا باالخطر الذي يهددنا وبالعدو الذي يستهدفنا واعلاما"يدعونا للرزانة والاحترام المتبادل ..اعلاما"يذكرنا دائما"ان الله تعالى قد خلق الناس مختلفين في مستوى ادراكهم ووعيهم وقابلياتهم .. اعلاما"يذكرنا ان الاختلاف لايعد من العار مادمنا نحافظ على المشتركات والاصول والمبادئي ومادمنا نشعر اننا في مركب واحد وان عدونا واحد اننا مدعوون اليوم وبشكل جاد وحازم ان نبتعد عن الاستخفاف ببعضنا والتشكيك بمواقفنا وان لانبيع الكل من اجل الجزء ولانضحي بالاصل من اجل مكسب هنا اومغنم هنال ولانحترف التسقيط لانه سلاح المفلسين ولانه خراب لدنيانا واخرتنا..
اننا مطالبون اليوم ان نجدد البيعة لامير المؤمنين "ع" بالسير على بعض منهجه والاقتداء ببعض سيرته والتمثل ببعض اخلاقه ..وكما قال هو "ع" ""اعينوني بورع وسداد وعفة واجتهاد""
ان الاسلام يستصرخنا وامير المؤمنين"ع"ينادينا بالمحافظة على القواسم المشتركة والدعوة المستمرة للألفة والمحبة وان نكثر من قوله تعالى في كل صلوتنا ومناجاتنا""ولاتجعل في قلوبنا غلا"للذين امنو ربنا انك رؤوف رحيم""..
وعلى الذين ينفخون في نار الفتنة بين انصار الولاية واتباعها ان يتقوا لله في شيعة امير المؤمنين "ع"
وعلى الذين اختاروا لانفسهم الصمت العجيب الغريب ان يطلقوا سراح السنتهم وان يغتنموا الفرصة لانها تمر مر السحاب ..وعلى الذين يتحدثون مع الناس ويعظونهم ان يذكروهم بالنعمة التي نحن فيها وان يقولو لهم حافظوا عليها واستزيدوا منها واستمطروا رحمة الله تعالى بالشكر والعمل فبالشكر تدوم النعم ""ولئن شكرتم لازيدنكم "وان يحذروهم من زوال النعمة لانها ان فرت لن تعود كما ورد في الرواية الشريفة ويذكرونهم بقوله تعالى وتحذيره الواضح الصريح ""وسكنتم في مسكن الذين ظلموا انفسهم وتبين لكم كيف فعلنا بهم""
ان في قلوب اتباع اهل البيت"ع"امنيات واحلام ..يوم الغدير يجب ان يكون منطلقا"وخطا" للشروع لتحقيق هذه الامنيات ولايقولن احد اني لست مسؤولا"..فالكل مسؤولون والكل محاسبون ..والكل مطالبون بالقراءة الستراتيجية لمجريات الاحداث وان يتحلى كل منا بالافق البعيد والنظرة الشاملة والابتعاد عن الحيادية السلبية التي تشجع اعداءنا عاى التمادي في غيهم واستثمار سكوتنا لتحقيق ماربهم ومصالحهم واهدافهم الخبيثة ..
Share |