الدولة ذو الاسنان الحديدية/نعيم كرم الله الحسان
Mon, 5 Nov 2012 الساعة : 17:20

لانريد ان ندخل في متاهات تفسير ظهور الدوله في حياة الجماعه البشريه وكيف ظهرت اوهل انها ضرورة اجتماعية او ضرورة الهيه فهي ومما لاشك فيه اثبتت مسيرة التاريخ البشري بكل مدارسه واتجاهاته وملله ونحله ان الدوله ضرورة قصوى لايمكن لوجود الجماعه البشريه منتظمه بدونها ولهذا قامت المدارس والايدولجيات ونشات الاحزاب والحركات والجمعيات السري والعلني هدفها الاساسي هو الوصول الى الامساك بالدوله لكونها الة العمل
العظمى للبناء والتغييروجرى في سبيل ذلك احداثا في التاريخ البشري تعتبر الدوله جوهر الحركة فيها
ولربما قد يكون التاريخ كله هوحركة دؤوبه من اجل الحصول على الدوله وتسييرها باتجاه اهداف مؤسسيها الايدلوجيه
وفي العصر الحديث تراجع مفهوم الدوله الدينيه تراجعا جعل هذا المفهوم للدوله يكاد ان يكون معدوما وظهر بقوة مبهره مفهوم الدوله العلمانيه القائمه على اسس راسخه من المعطى الحداثي لعصر الصناعه
حيث ظهرت الدوله الحديثه باعظم تجلياتها القائمه ليس على الحدس والتخميين وانما ىعلى العلم المجرد ومفهوم نزع القداسه والغموض عن العالم
ورغم ماتحقق من انجازات لم تحدث من قبل في تاريخ البشر سوى كانت تلك الانجازات في مجال تنظيم الحياة وادلجت العلم واختفاء كثيرا من الظواهر التي كانت تحط من قيمة البشر كالامراض والتفسير الخرافي للظواهر وظهور التمدن والحياة المصقولة باساليب التحديث الا ان السقوط الاساسي لهذه العملقه هو ظهور الدوله العنصريه والديكتاتوريه والتوتالتاريه
الا ان هذا التراجع اوظهور هذه البؤر الموروثه من عصر الانحطاط والعوده لثقافة الوثن لم يمنع الاندفاع التصاعدي للحركه الدؤوبه في العالم من اجل تطوير مفهوم ارقى للدوله يخدم الا نسان ويحد من عقبات الامه ومعاناته
واليوم اتسعت دائرة الدول المسؤلة تجاة مجتمعاتها في العالم ونضج لديها المفهوم الحيققي للدوله وهي كونها الاله الاساسيه للبناء وانتاج القانون وحمايته
العالم المتقدم والذي نضج لديه مفهوم المسؤليه يعتبر الحريه جزءا من القانون ويؤسس لمتلازمه ابديه وهي حيث ما وجد القانون وجدت الحريه
فالدوله هذا الكيان الكلي للمجتمع يجب ان تكون ذات اسنان حديديه تفرض من خلالها القانون دون تراجع بقدر ذره فهي يجب ان تكون وحشا ضد الذين يهددون السلم الاجتماعي ولكنها وحش بارد الاعصاب لان روحه القانون
اليوم وبعد عقدا من العمليه السياسيه التى اخذت باساليب الدوله الحديثه لكنها دوله مشلوله اصبحت تخشى المواطن السفيه الذي لايعرف الضار من النافع
السمه الاساسيه الان في النظام الديقراطيي الذي تبنيناه هو اختراق القانون والخروج عليه وكاننا استبدلنا طغيان دكتاتور بطغيان الرعاع الذين يبدؤن التدمير من تخريب الشا رع والمؤسسه الى سرقة المال العام والفساد الاداري وعدم الجديه في تاديه الخدمه العامه
الدوله الحديثه هي القويه والقاهره في تطبيق القانون
الدوله الناعسه الخائفه تموت كما يموت الكائن العليل