طالب الحسن.. وحكومة القرية/جواد كاظم اسماعيل

Mon, 5 Nov 2012 الساعة : 15:52

ان من يشتغل في مشغل الثقافة والادب صار يقترن اسمه بمنجز معين من منجزاته الابداعية ضمن هذا المشغل وهو امر صار طبيعيا, كما انه بات ملاصقا لأسم الشخص المتفاعل حضورا وأبداعا حتى ذكر لنا التاريخ ان عددا من الادباء اقترن اسمهم بقصيدة محددة في حين أن هؤلاء لهم الكثير من القصائد والدواوين الشعرية غيرها الكثير. وهكذا جرى الحال على اقتران اشخاص ببيت شعري وأخرون اقترنت اسماءهم بقصيدة واحدة ربما هي الوحيدة التي كتبوها طيلة حياتهم حتى سميت هذه القصائد باليتيمة او الاحادية.. وهكذا جرى الحال مع الاديب والمجاهد طالب الحسن حيث اقترن اسمه بكتابه الموسوم(( حكومة القرية)) في حين ان للسيد الحسن انجازات عديدة غير هذا الكتاب مثل (أغتيال الحقيقة.. عبد السلام عارف وأشكالية الكتابة في تأريخه السياسي ) . وكتب اخرى عديدة تناولت اغلبها حكم البعث الساقط للعراق ومن ابرزها( بعث العراق البداية المريبة..والنهاية الغريبة . بطانة السلطان .. وأشباه الرجال في دائرة الضوء. وكتابه الذي نتحدث عنه حكومة القرية.. فصول من سلطة النازحين من ريف تكريت) لكن ما بقى ملتصقا بمسيرة الحسن الادبية والثقافية هو كتابه :حكومة القربية وربما ظل هذا الكتاب مقترنا به حتى سياسيا ايضا ولكون هذا الرجل ينحدر من مدينة سومرية كان لها الدور الريادي والقيادي في مقارعة حكم البعث وان الاحداث السياسية شواهد على ذلك ومن ابرز تلكم الاحدث هي انتفاضة رجب عام 79 والانتفاضة الشعبانية عام 1991 حيث كان لهذه المدينة( الفهود) السبق في الخروج على النظام المنهار بعد هزيمته من دولة الكويت لكن ظلت هذه المدينة في نظر البعض عبارة عن قرية لايمكن لها ان تواكب مسيرة الحياة والتطور على مختلف اشكاله وكأنها في نظر البعض مدينة خارج نطاق الدنيا في حين ان هذه المدينة السومرية التي احتضنت اسماء وأعلام في الادب والجهاد أمثال( اية الله علي النبي. واية الله عبد المهدي مطر. وأية الله مشكور الحولاوي) والذي كان لهؤلاء الدور البارز في انتفاضة الشعيبة حين اعتمد عليهم الشاعر والمجاخد محمد سعيد الحبوبي في تحشيد وقيادة عشائر بني مالك وعشائر بني خيكان لمقارعة الانكليز وهذا الدور موثق ومحفوظ رغم تجاهل البعض في التنويه والاشارة له.. كما ان هذه المدينة الصلبة والعصية على الخنوع والذل والهوان تخرج منها اعلام على صعيد العمل الاكاديمي مثل البروفسور علي اسماعيل عبيد رئيس جامعة ذي قار كما انها انتجت رجال سياسية لهم البصمة اليوم في رسم المشهد السياسي للعراق الجديد امثال الاستاذ المجاهد طالب الحسن محافظ ذي قار حاليا والاستاذ المجاهد المهندس قصي العبادي رئيس مجلس محافظة ذي قار حاليا.. فهل تبقى القرية بنظر البعض قرية مجردة من ملامح المدينة والتطلع الى المشاركة بفعالية مع المدن العراقية الاخرى لبناء العراق الجديدة؟ ام ان البعض لايريد ان يدرك ان الابداع يبدأ من جنوب الوجع ويشع الى مركز المدن وتستمره المدن دائماوفي كل حين ولابد ان نؤكد ان طالب الحسن كان معلما ومجاخدا واحد رموز المقاومة الاسلامية لمقارعة نظام البعث وقد عانى التهجير والتشريد والمطاردة بسبب مواقفه هذه واني لم اعرف في مدينتي غير اسماء محدودة حين بلغت سن الوعي والادراك حيث برز لي على سطح الاحداث اسم طالب الحسن وسهر العامري و السيد ابو الهيل الجابري وثلة مؤمنة قد اعدمها النظام المقبور ... فهل تظل المدينة _ الفهود_ التي انجبت مثل هذه الاسماء الكبيرة والتي كان لها شرف المقاومة والجهاد ان تظل في ذاكرة البعض قرية وفي ذاكرة التأريخ ايضا بهذا العنوان؟؟ وهل يبقى عنوان القرية ملاصقا سلبا ا بشخصية المجاهد طالب الحسن بأعتبار ان المدينة ليس كالقرية ؟ وانا حين اركز على هذه العنونة انما انطلق من ما أسمعه من الذين يحسبون انفسهم على المشهد الثقافي والادبي في محافظتنا العزيزة ذي قار وبحكم عملي الاعلامي تكون لي جلسات متنوعة واسمع احاديث عديدة وتحفظ ذاكرتي ماينسب الي مدينتي لذلك وجدت من الضروري ان الج الى هذا الموضوع وأؤكد لهؤلاء ان الشخص يقاس بفعله وبمنجزه لا بلونه ولا بجغرافيته وان الفهود تستحق الاكثر والكثير كونها مدينة ولود تؤمن بالحياة وتؤمن بأن القرية شقيقة المدينة بالبناء والمنجز وان الفهود مسقط رأس الكون كونها مدينة سومرية وأن أهلها اول من اكتشفوا الحرف وعلموا الانسانية اول ابجديات الحياة ... أذن طالب الحسن رجل في مدينة ومدينة في قرية... وهو الرجل السومري المجاهد والشاعرو الاديب والقائد والمسؤول وطوبى للقرى التي تنجب مثل هكذا رجال..!!

Share |