عيد الغدير الأغر يوم الله الأكبر !!/عبدالامير الخرسان

Mon, 5 Nov 2012 الساعة : 15:33

سعادة سفير الجمهورية العراقية

الأخوة المحتفلون الكرام

أهنئكم وأبارك لكم أسمى آيات التهاني والتبريكات وأقدم لكم باقات الورود العطرة بهذه المناسبة القدسية الربانية المشهودة الذي شهدها الله وأمر بها وشهدها رسوله وبلّغها للعالم كله . هذه المناسبة الكريمة التي تعتبر من أيام الله كما قال تعالى "وذكرهم بأيام الله " ..ونحن نذكرها كما طلب الله سبحانه ان نذكّر بها ونعرّفها للعالم كله وللأجيال كلها لتؤمن بها وتلتزمها نهجا وسلوكا نظرية وتطبيق لتضمن سعادتها واطمأنانها وأمانها كما قال تعالى "وألّو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماءا غدقا " والطريقة هي ولاية أمير المؤمنين "ع" بتفسير كثير من العلماء والمفسرين عن الأئمة "عليهم السلام" .والماء هو النعيم الدائم الذي لا زوال له ولا اضمحلال يسقيه الله للأمة التي تلتزم خط أمير المؤمنين وولايته العظمى التي أمر الله بها .

الهدف من البيعة لأمير المؤمنين "ع" ليكون الامتداد الواعي والرسالي لرسول الله "ص" والخليفة من بعده "ص" هذا من جانب , والجانب الآخر هو الاصلاح الكامل للحياة وتنظيم شئونها واقامة الحق والعدل والمعروف والاحسان بين الناس كما قال عمر بن الخطاب "لو ولّيها علي لأخذهم على المحجّة البيضاء" أي أخذ الناس بالعدل والمساوات والرحمة والانسانية ولم يبقى أحد يئن من بطنة أو يصرخ من جوع !! وما أكثر في هذا الزمان من يكابد الفقر أو يعتلي صهوة الغنى والثراء الفاحش كما قال أمير المؤمنين "ع" "أضرب بطرفك حيث شئت من الناس فهل تبصر الاّ فقيرا يكابد فقرا أو غنيا بدّل نعمة الله كفرا أو بخيلا اتخذ البخل بحق الله وفرا " .. ونحن نسأل من يعالج هذا الأمر الظالم غير أهل البيت الأئمة الأبرار "عليهم السلام" ونحن بانتظار صاحب العصر والزمان "روحي لتراب مقدمه الفداء" خليفة رسول الله وأمير المؤمنين "صلوات الله عليهم" ليقيم العدل والسلام والأمان في الأرض بعد أن أنهكها الظلم والجور والاستبداد ..

لماذا أمير المؤمنين من دون المسلمين ؟؟: لأنه الرجل الأول بعد رسول الله "ص" علما وحلما وجهادا وتضحية وشجاعة وبسالة وعزم وتصميم وارادة !!والشواهد كثيرة يشهد عليها الله في كتابه الكريم عندما قال "انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون" ويقول المفسرون نزلت بحق علي "ع" وآية الولاية والتبليغ والكثير من الآيات التي شهدت لعلي هذا المضمار السابق لغيره من المسلمين . وشهد عليها رسول الله "ص" في أحاديثه وفي السنة النبوية الشريفة حينا يقول "لايقضي أحدكم وعلي جالس .. علي أقضاكم .علي أعلمكم ..علي مع الحق والحق مع علي ,.. علي مع القرآن والقرآن مع علي يدور معه حيث دار ".. وقال أيضا " أنا مدينة العلم وعلي بابها ..." ..

ان أمير المؤمنين كان يقتدي برسول الله "ص" ويقتفي أثره ليل نهار حتى قال "كنت ألازمه كظلّه " .. فأخذ علي كل ماعند رسول الله من الوحي سواء من كتاب الله أو من السنة النبوية الشريفة أو العلوم المختلفة والمتنوعة في الحياة فكان للعلم عند أمير المؤمنين ألأهمية العظمى والمكانة الكبرى كما قال هو "عليه السلام " " ليس الخير أن يكثر مالك وولدك ولكن الخير أن يكثر علمك ويعظم حلمك وتباهي بعبادة ربك فان أحسنت حمدت الله وان أسأت استغفرت الله ولا خير الاّ لرجلين رجل أذنب ذنوبا فهو يتداركها بالتوبة ورجل يسارع في الخيرات فهو لا يقل عمل مع التقوى " ..

انسانية أمير المؤمنين علي : كان الانسان الذي يشعر بآلام الناس ومعاناتهم وفقرهم وجوعهم كان يعيش حياتهم ويواسيهم ويرفع عنهم اصرهم والأغلال التي كبلتهم من أثر الاضطهاد والفقر فكان يبيت جائعا ويقول " أأبيت مبطانا وحولي بطون تحن الى القد ؟؟ومرة يقول أأشبع ولعل هناك في الحجاز أو اليمامة من لا عهد له بالشبع ولا طمع له بالقرص"وكان من عدله أن لايسلب جلب شعير من فم نملة ولو أعطي الدنيا برمتها .. كان مظهر رحمة الله المتجلية في الكون كله والانسانية كلها كان يحنو على المساكين واليتامى ويحبهم ويتعاطف معهم ويغدق عليهم بالعطاء والنعم الجسام .. أما في خلافته فلم ولن يبقى أحدا فقيرا قط !! لأنه أعطى كل الناس الرواتب الشهرية بالسواسية حتى ساوى بين العبد وسيده والخادمة وسيدتها وكان يقول لهم " كلنا لآدم وآدم من تراب .. ولا فرق بين أحد وأحد الاّ بالتقوى .." وفي الختام أرجو من الله أن يوفقنا لمعرفة علي حق معرفته لأن علي كما قال رسول الله "ص" لا يعرفه الاّ الله وأنا .."وأن يجعلنا ممن يسلك سلوكهم ويقتدي بهم وينتصر بهم لدينه انه ولي التوفيق ..

وأسأله تعالى أن يجعلنا ممن يروج للاسلام الحنيف ويبلّغ رسالات الله ويعرّف بيوم الغدير يوم العدالة والانسانية يوم الخير والمعروف والبركة يوم الاحسان والامتنان من الله سبحانه على البشرية جميعا بولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب "عليه السلام " ..

والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله الطاهرين ..

عبدالامير الخرسان

ألقيت هذه الكلمة في المهرجان السنوي لحزب الدعوة الاسلامية في مركز توركو الاسلامي – فنلنده – بمناسبة عيد الغدير الأغر .

Share |