غسان شلاش الارث الحضاري والامتداد الحقيقي/علي كاظم الحارس
Sun, 4 Nov 2012 الساعة : 23:07

ليس من حق أحد أن يدعي بأن دور التاريخ قد إنتهى من المراحل الحالية، لأن التاريخ والتراث الفكري والمادي هو جزء من المسيرة الحضارية والثورية منها تحديدا.
لأن التاريخ غير قابل للضياع لإنه الإمتداد الحقيقي لمسيرة الشعوب الحضارية، ويمكن أن يضيع إذا إنتهت الشعوب ووصلت حد الفناء، ومن البديهي جدا أن يتعرض التاريخ لمحاولات تزوير وتحريف، لكنه لن يزول نهائياً لأنه تاريخ يمتد لأكثر من عشرات الألاف من الأعوام من الحضارات المتتالية في هذا النطاق الجغرافي.
تاريخ حضاري دونته اللغات المسمارية على جدران الحضارة، أولى اللغات المكتوبة على وجه الأرض لا يمكن أن يسرق أو أن يمحى بهذه السهولة التي يسلم لها بعض اليائسين والمسلمين لما يسمى القدر المحتوم كما يسمونه.
هذا الامتداد الحضاري من بابل، عدن، الفراعنة، البالستيين، الكنعانيين، الفنيقيين، السومرية، الأشورية، الأكادية، والأنهر العظيمة التي حوت على ضفافها وفيما بينها حضارات شامخة كحضارات ما بين النهرين ,فلم ولن تكون هنالك دسائس من هنا وهناك تلج الينا و بسهولة ان تزرع فينا ثقافة اليأس والإستسلام ابدا.
إلا إذا كنا نحن أنفسنا قد إستسلمنا للفشل الفعلي والذي هو أن تكف عن المحاولة الجادة في السعي وراء الحقيقة.
ومادام فينا من يحفظ تراث الوطن وتاريخه فنحن لازلنا بالف خير كما نرى ان هنالك باحث كبير يلملم كل صغيرة وكبيرة لوطن ضاع الكثير من المرات لكن ليس من السهل ان يضيع تراثه فهو وطن شامخ كما نخيله وجباله , غسان شلاش الشطري الذي هو لازال بلا وطن يجمع ماللوطن ويضعه بين جنبات روحه قائلا لي اليوم عندما زرته موثقا ارشيفه الغني بكل ما في الوطن والمدينة التي تغفو على ضفاف الغراف :استاذي الفاضل الحمد لله تعالى لا امتلك سيء سوى هذا الارشيف الذي هو يعني روحي وحياتي كلما نظرته تتجدد بي الحياة , ناظرا الى علم العراق ملوحا له بيده الطيبة سيبقى وطني وعلمه يرفرف في سماءه الزرقاء مرفوعا عاليا كما قال الجواهري في العراق : لااريد ان اكسر عين الوطن بل ارفعها فرفع العين في العراق ولن يكسرها ,!! وجدت غسان هكذا ذائبا منصهرا بتراب العراق متحسرا على ما يمر به من مآسي ومصائب , اليس هو العراق اقدم حضارات الارض وممالكها القديمة ؟ , ونحن في مدينة تحيطها الممالك القديمة من كل جانب , واسمى ما فيها منذ تاسيسها لهذه اللحظة التسامح الديني والتجانس الاجتماعي !!
في الحقيقة واقع رايته بام عيني لهذا العملاق والارث الغني بما سانشره له على صفحات شبكة التواصل الاجتماعي ليس من المبرر ان نصمت عنه ابدا انه كل هذا وهو يسكن بيتا آيل الى السقوط عليه وعائلته المتكونة من خمسة افراد , الياس يخيم على ارشيف يبهر الدنيا بسبب الشقوق الكبيرة المتواجده في سقف البيت القديم على عهد بناء اليهود في مدينة الشطرة , تذكرت قول الشاعر محمود درويش : ((لم نعد قادرين على اليأس اكثر مما يئسنا )) فمن الواجب على المسؤولين في الحكومتين المحلية والمركزية النظر بامر هكذا شخصيات مهمة تحمل للوطن هما ليس اليوم وامس وانما من سنين مضت ,وهم ممن حافظوا على الارث التاريخي بقدر استطاعتهم هنا شيء يفرح عندما نرى الباحث غسان شلاش يجميع في بيته الارشيف كل ارث تاريخي لوطنه علما انه بلا وطن , خائف على تارخ وطنه العراق علُ العراق ان يعطي بصيصا له في يوم ما كي يحتوي الارشيف العظيم والارث التاريخي الذي تلملمه وتحافظ عليه روح الباحث غسان شلاش الشطري التاريخ المشرق والامتداد الحقيقي لتلك الحضارات .
— مع غسان الشطري الباحث.
