في الناصرية .. صحافة ام شي اخر ؟ /صلاح غني الحصيني - الناصرية

Fri, 2 Nov 2012 الساعة : 13:41

تنص وثيقة عهد الشرف الصحفي الدولي التي وضعتها لجنة حرية الإعلام وأقرها التقرير الاقتصادي والاجتماعي لهيئة الأمم المتحدة عام 1959 علي : "تتطلب المزاولة الشريفة للمهنة الصحفية الإخلاص للمصلحة العامة لذلك يجب علي الصحفيين أن يتجنبوا السعي وراء منافعهم ألشخصية أو تأييد المصالح الخاصة المتعارضة مع المصلحة العامة أيا كانت الأسباب والدوافع ،
في الناصرية هناك عدد يحتد به من الصحفيين لهم انجازات يشار لها بالبنان توجب الاحترام والتقدير من الجميع ، ولابد ان يكون لهولاء خيمة تظم داخلها هذا النوع من الصحفيين وتحافظ على هيبتهم وتجل نتاجهم ، تتجرد من المصلحة الخاصة وتسعى الى تقديم خدمة عامة ، ولكن ما نشاهده خلاف ذالك ونشعر بوجود حالة من الاضطراب والتوتر بين الاقطاب الرئيسية ممن يمثلون الصحفي في المحافظة انشغلوا بصراعاتهم وتركوا شؤون الرعية .. فبين ليلة وضحاها عاد ممثل نقابة الصحفيين في ذي قار الى مكانه ليمسك زمام الامور لفرع النقابة ويأخذ على عاتقة المسؤولية من جديد ولا ضير او اشكال في ذالك ، ربما يجد الرجل نفسه وضمن حساباته الخاصة انه احق بها من غيره ، وربما انسجم موقفة مع رأي الباحثين في اخلاق المهنة انها تقتضي الفائدة : إن أي عمل لابد أن يكون ذا فائدة وصالحا لصاحبه وللآخرين ، ولكن ما ان وطأت قدماه ارض النقابة حتى اختفى الاخرين من كانوا واجهه لها والمتحدثين باسمها اثناء الغيبة دون معرفة السر في ذالك الامر الذي اذهل باقي الصحفيين بالمحافظة وسط تساؤلات عده ، اذ كيف رحل وكيف عاد وهو من كان قبل ايام قاب قوسين او ادنا من الهاوية ليصبح قائدآ للرعية من جديد ؟ وأين الذين تحدثوا بالأمس باسم النقابة وأين هم اليوم ؟ ولماذا لم يحسم هذا الامر في حينه بعد خلق حالة من الارباك داخل الفرع دفع حتى مجلس محافظة ذي قار الى مخاطبة مقر النقابة في بغداد عن تحديد الشخص الذي يمثل النقابة في المحافظة ، هل ما يحدث عبارة عن لعبة – الحية والدرج – ام ان الامر يخضع لواقع العراق الجديد بان المنصب عبارة عن صفقة ، من المؤكد ان الجواب لا يعلمه إلا اللة والراسخون في النقابة ، ولكن بالوقت نفسه ما بال الصحافة في الناصرية فهي الاخرى تجردت من الرويأ الصحيحة ، فأثناء الغيبة وضعت الرجل في زوايا النسيان ولم تحرك ساكن تجاهه بل راحت تطبل وتصفق وتستضيف حاملي الراية الجدد وتلمع بأسمائهم عبر وسائلها ، واليوم ما ان سمعت بعودته حتى اسرعت نحو تلك الزاوية لتنفض عنه غبار الايام وتضعه فى حلى جديدة وقد اشرعت ابوابها وأصبح ضيف برامجها واعدت ولائمها بمناسبة العودة ، وراح المهنيين يتلوا بعضهم البعض وهو من رحل ( بلا وداع ) !! وكائن السيناريو السابق يطبق على السلف والخلف على حد سواء، فقط الاختلاف في شخوص الممثلين لا غير..
ربما هذا الارباك داخل الاسرة الصحفية ترك اثر سلبي على الواقع الصحفي في المحافظة جعل منه واقعآ ينحدر نحو الاسفل تجسد باختلاف واضح في وجهات النظر بين اقطاب النقابة انفسهم والتصعيد من الاجل الاطاحة بعضهم لبعض وجمع تواقيع وتحشيد الرأي عبر وسائل الاعلام الموجودة داخل المحافظة بين مؤيد لهذا ورافض لذاك ، وظهور عدد مأهول من الصحفيين يبرز في وقت الازمة وعند الاستحقاقات ويختفي في مجال العمل الصحفي ، ولو امعنا النظر قليلآ للوسط الصحفي بالمحافظة فان صحفييها معروفين وموسساتها الاعلامية معروفة ايضآ ، فمن اين جاء هذا الكم الموسمي من الصحفيين يظهر بين الحين والأخر يتلون بألوان الحرباء كلما داهمها خطر ؟ نستنتج من ذالك ان كل من يتربع على عرش النقابة يأتي بحاشية تعمل لصالحة وتحقق غاياته بغض النظر ان كانت مهنية او لا ، مما انعكس سلبآ على احقية الصحفي الفاعل لأنه اصبح قرين لأخر ليس له علاقة بالصحافة كان بسبب عدم تحديد ملامح واضحة في شخص يسعى بالفعل الى النهوض والارتقاء بالواقع الصحفي نحو الافضل ، فما نشاهده عملية صعود وهبوط نحو المنصب لا غير وليس هناك من يحمل روح التضحية ويحاول ان يقدم وبجدارة شي يليق بحجم الصحافة في المحافظة ،
لذا لابد ومن المفروض ان تعمل وسائل الاعلام والصحفيين على ايجاد حالة من الاستقرار والوقوف مع الجميع على مسافة واحدة وبالتالي اعطاء كل ذي حق حقه واختيار الاصلح لمن له القدرة على ان يعكس صورة الصحفي بالمحافظة سواء من الخلف او السلف ، وان تعمل على ايجاد مناخ فعال ومثمر من التعاون الناجح بين الصحفيين والمؤسسات الاعلامية في سبيل تحقيق الاستقرار في الوسط الصحفي ، لن الجهود من طرف واحد تظل محدودة الامكانية ، وغير متكاملة وخير من يقوم بتعميق جسور التعاون هي وسائل الاعلام بما تمتلك من تأثير وقدرة في توطيد الانسجام داخل الاسرة الصحفية في تلك المحافظة ..

Share |