واشنطن تعرب عن "سعادتها" لقيام العراق بتفتيش الطائرات الإيرانية المتجهة إلى سوريا
Thu, 1 Nov 2012 الساعة : 7:29

وكالات:
أعربت الولايات المتحدة الأميركية، الأربعاء، عن "سعادتها" لقيام العراق بتفتيش الطائرات الإيرانية المتجهة إلى سوريا، وفي حين أكدت أنها تعمل بـ"أقصى" جهدها لوقف الصراع في سوريا، حذرت من عواقب استمرار هذا الصراع على المنطقة.
وقال السفير الأميركي في العراق ستيفن بيكروفت في حديث لعدد من وسائل الإعلام بينها "السومرية نيوز"، إن "الرحلات الإيرانية الجوية المتجهة إلى سوريا هي محل قلق شديد للولايات المتحدة"، مبينا أن "أمريكا تشعر بالسعادة لان العراق قد بدا بتفتيش الطائرات الإيرانية المتجهة إلى سوريا".
وأضاف بيكروفت أن "هذه البداية يجب أن تلحقها متابعة قوية ونظام جاد للتفتيش للتأكد من احترام العقوبات بعدم نقل الأسلحة إلى سوريا"، مشددا على ضرورة "عدم شحن أي شيء إلى سوريا، لان ذلك سيزيد ويطيل العناء هناك".
وأكد بيكروفت أن "الولايات المتحدة تعمل بأقصى الجهود الممكنة لوقف الصراع في سوريا"، محذرا "من عواقب استمرار هذا الصراع على المنطقة".
وتابع بيكروفت أن "جميع المسؤولين الأمريكيين الذين زاروا العراق مؤخرا بحثوا مع المسؤولين العراقيين الوضع السوري"، موضحا أن "هؤلاء المسؤولين قدموا رأي الولايات المتحدة بهذا الشأن وطالبوا رأي العراق، لكي يعملان سوية لحل هذه الأزمة".
وكانت إيران طالبت، أمس الثلاثاء (30 تشرين الأول الحالي)، العراق بعدم تفتيش طائراتها المتوجهة إلى سوريا في المستقبل، فيما نفى المستشار الاعلامي لرئيس الحكومة العراقية علي الموسوي تلقي الحكومة أي طلب رسمي من إيران بهذا الشأن، مؤكدة مضيها بعمليات التفتيش التزاماً منها بسياستها "الحيادية".
وأكد وزير الدفاع العراقي وكالة سعدون الدليمي، في الـ19 من تشرين الأول الحالي، أن وجهتي نظر بغداد وواشنطن بشأن الأزمة السورية متقاربتان، فيما أشار إلى أن العراق والولايات المتحدة الأميركيين لديهم "مخاوف" من البديل القادم في سوريا.
واعتبر القيادي في التحالف الكردستاني محمود عثمان، في الثالث من تشرين الأول 2012، أن طلب الولايات المتحدة من العراق تفتيش الطائرات الإيرانية المتجهة إلى سوريا يهدف إلى الضغط عليه لتغيير موقفه من الأزمة التي تشهدها.
وأعلن وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري، في (30 أيلول 2012)، أن بغداد "عازمة" على إخضاع الطائرات الإيرانية المتجهة إلى سوريا للتفتيش، مؤكداً أن الولايات المتحدة تطالب بهذا الإجراء.
وأكد المتحدث باسم الحكومة العراقية علي الدباغ، في (6 أيلول 2012) أن الحديث عن نقل إيران أسلحة إلى سوريا عبر العراق ينقصه الدليل والمصداقية، وفيما بين أن العراق لا يمتلك الإمكانية للتحقق من الشحنات التي تنقل لسوريا، أشار إلى انه مستعد للتعاون مع المجتمع الدولي لوقف تزويد السلاح إلى أطراف النزاع هناك.
وجاء تصريح الدباغ رداً على تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، في الخامس من أيلول 2012، تشير فيه إلى أن مسؤولين أميركيين رفيعي المستوى أعلنوا أن إيران استأنفت شحن التجهيزات العسكرية إلى سوريا عبر الأجواء العراقية في مسعى لتعزيز وضع حكومة الرئيس السوري بشار الأسد.
وأعربت الولايات المتحدة، في 16 شباط 2012، عن قلقها بشأن رحلات الشحن الجوي الإيرانية التي تمر عبر العراق إلى سوريا، لافتة إلى أنها حذرت العراق من أن تلك الشحنات قد تحتوي على أسلحة ربما تستخدمها دمشق لقمع الاحتجاجات الشعبية ضد النظام.
لكن رئيس الحكومة نوري المالكي أكد أن العراق يرفض أن يكون ممراً للسلاح في أي اتجاه ومن أي مصدر كان، مبيناً انه تم وضع آلية للتفتيش والتحقق من أن الشحنات المارة في أرض العراق وسمائه تحمل بضائع وسلعاً إنسانية وليس سلاحاً، كما أعلنت الحكومة أنها أبلغت إيران رفضها السماح لها باستخدام أراضي العراق وأجوائه لنقل أسلحة أو مقاتلين إلى سوريا.
يذكر أن سوريا منذ (15 آذار 2011)، حركة احتجاج شعبية واسعة بدأت برفع مطالب الإصلاح والديمقراطية وانتهت بالمطالبة بإسقاط النظام بعدما ووجهت بعنف دموي لا سابق له من قبل قوات الأمن السورية وما يعرف بـ"الشبيحة"، أسفر حتى اليوم عن سقوط ما يزيد عن 36 ألف قتيل بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان في حين فاق عدد المعتقلين في السجون السورية على خلفية الاحتجاجات الـ25 ألف معتقل بحسب المرصد، فضلاً عن مئات آلاف اللاجئين والمهجرين والمفقودين، فيما تتهم السلطات السورية مجموعات "إرهابية" بالوقوف وراء أعمال العنف.
المصدر:السومرية نيوز