مظاهر الضعف الانساني/عصام الطائي

Wed, 31 Oct 2012 الساعة : 22:51

 

يبدو واضحا في حياة الانسان مظاهر الضعف الانساني فلا بد من تسليط الاضوء عليها لمعرفة هذا الجانب وقد اقتضت الحكمة الالهية من منح الانسان المراجعة الدائمة في سلوكه وتصرفاته والمثاال على ذلك قد تجد عالما كبيرا بالرغم من اهمية السلام ورد التحية عنده الا انه قد يتغافل احيانا عن السلام او الرد فقد كان احد الاشخاص محبا حبا كثيرا لاحد العلماء الكبار لذلك تتطوع ذلك الشخص لخدمة ذلك العالم الا انه وجد اثناء الاتصال معه لا يبدا ذلك العالم بالسلام لذلك اصطدم ذلك الشخص بسلوك ذلك العالم مما ادى الى كراهية ذلك الشخص لكل عالم ولكل رجل دين.
 
فمثل هذه القضية وغيرها قد تشكل ردات فعل انساني سلبية وهي فقدان الثقة لكثيرمن الشخصيات والتوجهات فقد ذكر لي احد الاطباء بان الناس قد فقدت ثقتها بالاطباء فقلت له ان الناس لم تفقد ثقتها بالاطباء فحسب بل فقدت ثقتها بعلماء الدين وبالطبقة السياسية وبالقضاة ولكثير من الفعاليات والفئات والاحزاب والتكتلات فقد اضحى النموذج الذي كان يجب ان يكون متوفرا مفقودا والسبب في ذلك هي المصالح الشخصية الضيقة والمصالح الحزبية والمصالح القومية والتقاعس عن اداء الواجبات واداء الحقوق على حساب الاخرين وعلى حساب القيم والمبادى فلقد كان الناس تذكر العشرات بل المئات مما ساهموا في بناء الاوطان الا انه لا نجد الان الا قلائل ممن يتذكر من هؤلاء وان وجدو فسوف يحاربهم الكثيرلان اضحىالشخص النبيل والمتقي والمخلص والعفيف عيبا يعاب عليه وذلك لتكالب قوى الفساد وتقديم اصحاب المصالح والاهواء على اصحاب القيم والمبادى والمثل .
 
وان الله تعالى من خلال تاكيده في القران الكريم على مبدا الايمان بالتوحيد والنبوة والعدل والمعاد والامامة جاء لتحقيق العدل ومن خلال العدل تتحقق البيئة المناسبة للعيش من خلال توفير الامن والامان بشتى اشكاله من امن اجتماعي وصحي وبيئي وان في غير الايمان يفقد الانسان امنه ولا يكفي الامن الشكلي كما في الغرب فقد يتحقق الامن والامان ظاهرا الا ان جزا كبيرا من الامن مفقودا فان حالة الضياع والالتجاء نحو المادية البحتة في الحياة اضعفت عنصر تطلع الانسان نحو القيم والمبادى والمثل العليا.
 
ونتيجة لما تعرضت بعض البلدان الى الحصار فقد تتفككت كثير من تلك القيم فتجد ان هناك قيم غير محببة نابعة من المصالح الشخصية فحتى الزواج الذي لا بد ان تكون طبيعة الاختيار ناتجا الالتقاء بجانب المثل والقيم والمبادى السامية كشرط اساسي للنجاح في الحياة الزوجية فقد اضحت يغلف كثير من اسباب الزواج هو المصالح المادية وقد تنخدع كثير من النساء بالشخص القادم اليهن بالزواج الا هناك مصالح مادية وراء كثير من الاقبال على مثل هكذا زواج هذا بالاضافة الى فقدان الزوج والزوجة عنصر التضحية مما ينتج كثير من المشاكل والازمات في حياة تلك الاسرهذا بالاضافة الى طبيعة التعامل مع الاخرين ونوعية الممارسات والسلوكيات بمختلف القضايا وكل ذلك بسبب وجود زيادة في فعالية الضعف الانساني فلم تضعف طبيعة البضائع المستوردة عن الجودة فقط بل حتى الانسان اضحى الجودة فيه ضعيفة.
 
وهناك جانب اخر في الضعف الانساني وهي كثرة الاخطاء في التصرفات كطبيعة واقعية في حياة الانسان نتيجة لمستوى عقله وفكره وقوة الاهواء والرغبات وطبيعة ضغوط الحياة فكلها تؤثر في وجود اخطاء لذلك يتطلب من أي انسان ان تكون لغة التسامح هي صفة اساسية في التعامل الانساني لا صفة الانتقام والمحاسبة الشديدة لكل خطأ بالاخص في الحياة الزوجية التي لا بد ان تكون صفة المودة والمحبة والحنان هي الطبيعة السائدة ويقتضي كذلك من كل انسان المحاسبة الشديدة لكل سلوكياته وتصرفاته حتى محاسبة نفسه لشراءه حاجات غذائية اذا اخطا في شراءها من حيث ضعف الجودة لذلك سوف تصحح كثير من الاخطاء التي يرتكبها الانسان فقوة المحاسبة للذات والنقد الشديد للذات في كل شيء تؤهل الانسان لعلو مكارم الاخلاق من جهة وتقليل نسبة الاخطاء والسلبيات والسوكيات الخاطئة .
 
وان الله تعالى اعرف بالطبيعة الانسانية لذلك جعل الباب مفتوحا للاستغفار والتوبة والى جانب ذلك لا بد من قوة القانون فان الضعف في تطبيق القوانين يسمح لكثير من اصحاب النفوس الضعيفة بالاعتداء على اعراض واموال وارواح الناس ولا بد من اضعاف لغة الابتزاز كما هو متداول في كثير من الاحيان لدى بعض اصحاب النفوس الضعيفة التي يستغل التقاليد العشائرية لابتزاز الناس والتي اضحت تخل بالامن الاجتماعي فهناك عشرات بل الالاف من القصص تروى عن استغلال مثل تلك التقاليد والعادات والتي اضحت سائدة في اماكن متفرقة بسبب ضعف القانون وضعف المرجعيات الدينية التي تخاف ان تصطدم مع تلك العادات والتقاليد واضحت لغة المجاملة هي السائدة وان الامراض الاجتماعية اضحت اكثر زيادة يوما بعد يوم بسبب ضعف المؤسسة الدينية وضعف الدولة وضعف المجتمع .
 
وان العراق واغلب بلدان العالم العربي والاسلامي لا يمكن له النهوض ما لم تتحرر العقول والافكار والعوطف من كل شائبة فكل مواطن اضحى يشكو من الاوضاع السائدة ولا يجد في النقد أي فائدة تذكر وان طبيعة النهوض تتطلب العقل النير والفكر المستنير والعوطف الايجابية والوجدان الحي والقلب السليم والنية الصادقة والشخص المتقي والزاهد والصابر أي باختصار نحن بحاجة الى انسان يعيش ويقدس ويضحي للقيم والمبادى والمثل لا اصحاب المصالح والاهواء والشهوات وان مشكلتنا هي بوجود اصحاب الاهواء والشهوات والميول والرغبات الذين يركضون وراء اهواءهم وشهواتهم وميولهم ويسحقوا كل انسان يقف ضدهم .
 
عصام الطائي
Share |