هل المبدئية صارت كفراً في هذا الزمن ؟/جواد كاظم اسماعيل

Mon, 29 Oct 2012 الساعة : 15:36

المبدئية: حسب فهمي وقناعتي هي ان تتحدث بما تؤمن لا بما يؤمن به الاخر وهي انك تقول الحق الذي تؤمن به, لكنني وبحكم اختلاطي ومعايشتي بنماذج مجتمعية متنوعة نتيجة طبيعة عملي الاعلامي وجدت ان هذا المفهوم الذي أؤمن به هو سبة في نظر البعض ,حيث ان هذا البعض لايعرف الا أجادة فن المرواغة والحيلة والكذب والدهاء ,والمصيبة ان هذا المنوذج المتسلق اصبح مرموقا وله المكانة والقبول عند وجهاء القوم, حاولت ولمرات محددة ان أساير هذا النموذج لتحقيق مصلحة تنفع العامة الا ان نمط منهجية حياتي وتربيتي تعنفني وتعود بي الى حقيقتي لكن احيانا هذا التعنيف والعودة يخلق لي حالة العزلة والتي ربما تكون هذه العزلة سلبية,حيث انها تسلب حقي وتمنحه للأخر الذي لايستحق,, انها حقا محنة واني ارى غرائبية الزمن هذا تقودني اما الى الركون في البيت واما التكيف على الكذب والزيف ومصاحبه الاصدقاء الاعداء استنادا على قول المتنبي(( ومن نكد الدنيا على المرءِ ان يرى عدواً له... ما من صداقتهُ بد.)).. ربما هو حصار من نوع خاص مكتوب عليك ان تمضغ وجعه وتتذوق مراراته وربما حياة زمن العولمة ولابد ان تكون جزءا من هذه اللعبة الخداعة التي تتنافى مع مبدئيتك.. انها محنة بحق !!حيث انك فيها لاتستطيع ان تميز الصديق الصدوق وبين الصديق العدو!!فأي زمن نحن نعيش الان ؟ وألى اي منحدر نحن سائرون ؟ فهل اصبح قول الحق كفرا والباطل عدلا؟ ومن يريد الحق حياة حتى ولو كان ذلك بشكل نسبي فهل يتخلى عنه الاصدقاء مثلما صرح بوجعه عن ذلك سيد البلاغاء والمتكلمين الامام علي بن ابي طالب عليه السلام(( ماترك لي الحق لي من صديق)) فذاك بن ابي طالب ,فهل نقوى ان نكون مثله ونصمد ازاء مانعيش من زيف وخداع وكذب ومخاتله , بصراحة انا عشتُ مرارة ذلك وبصراحة اقول اني لا اجيد فن الكذب ولا اجيد لعبة (( الميز)) ولا اعرف ان اتقنع وحتى حينما اريد ان اكتب شيئا فيه شيء من الخطورة اكتب بأسمي الثلاثي الصريح.. ولا اجيد فنون كتابة التقارير كما لا احب الا الوضوح والبياض.. وأذا اقول عن نفسي ذلك فهذا لايعني ان امدحها وانما هو قول الحق والنطق بشعور الظلم من زمن رديء لا أقوى على مجاراة تيارته الهوجاء انا عشتُ مظلوما ولم اكن ظالما قط ربما حصل مني الظلم وهو خارج حكم ارادتي مرّة واحدة في حياتي ولازلت الى اليوم اتجرع السم بسببه وبسبب تأنيب الضمير الذي يشتغل عندي طوال 24 ساعة....لا أخفيكم سر ايها الاحبة وجدت هذا السلوك كثيرما ينتشر في الوسط الاعلامي والوسط الادبي ربما هو ينشط اكثر في الوسط السياسي لكني لم اجربه حتى احكم بوضوح عنه.,لذلك استغرب جدا مثل هكذا اوساط يسود فيها نمطيه هكذا سلوك منحرف لاينسجم تماما مع طبيعة المهنة ومع ماتعلم من ابجديات التي ينبغي ان تسمو به الى اعلى مراتب السمو الانساني لكن هذا غير موجود اليوم الا ماندر مع الاسف الشديد واحب ان اضرب لكم مثلا بسيطا من هذا السلوك والحكم يبقى مرهونا لرؤيتكم... فمثلا: احيانا يصادفك زميل او صديق في مكان ما تجده ياخذك في الاحضان ويسمعك اعذب وارق العبارات الا انه بعد مغادرته اياك بأمتار ويلتقي بغيرك سرعان مايمسك منشاره ويقوم بتقطيع اوصالك امام هؤلاء الذين التقاهم بعدك..هذا نموذج واما اشد رعبا من هذا النموذج هو الشخص الذي حين تواجهه بكلام قاله في مناسبه ما ينكر ذلك وينسب اليك كلاما لم تقله قط لكن من اجل ان يوقع بك ويحقق هدف خاص بنفسه وحين تكون واضحا وصريحا يتهمك انك متكبر ونرجسي وربما يضيف القاب اخرى عليك مثل الدكتاتور والطامة الكبرى تجد لهذا النموذج انصار ولاتجد لنفسك ازاءه من نصير... لا ادري هل صارت علاقات المصالح السائدة والعلاقات الانسانية ا في خبر كان وقد أكل الدهر عليها وشرب ام فعلا صارت المبادىء كقرا في هذا الزمن المادي الردي.. ام ماذا تقولون انتم ايها الاحبة .. هي مرارة عشتها أحببت ان افرغها من نفسي وانقلها لكم علكم تشاركوني همومي ليخف عني حمل ما وقع على ظهر رأسي . لا ادري هو وهما عشته وأعيشه اليوم ام انه زمان غير زماني ؟ أسال الله العافية والمعفة والعفو وانه نعم المولى ونعم النصير

Share |