انا وراديو اليابان الدولي – ج 24 والاخير/سليم السراي
Sun, 28 Oct 2012 الساعة : 13:05

" الجسر
الشعلة التي كدت أنساها
أوقدها مرة أخرى اليوم
حتى اذا كان ضوءا صغيرا
لن أدعه ينطفئ
سأرفع تلك الشعلة دون خوف
حتى في الليالي الطويلة التي تهب فيها الرياح
أوه سنقيم جسرا يقود الى مستقبلي ومستقبلك
البهجة التي جلبها تجدد اللقاء
لن أنساها أبدا
أسمعيني في اي وقت
مهما كان حلما بسيطا
سيحل موسم يأتي لأول مرة
دعينا نحكي مرات ومرات
أوه لننظر الى الغد والبريق في أعيننا
( الجسر من الشعر الغنائي الياباني .. كلمات غوسبيلرز ""
( 1 )
لا انكر اني منعت من العين الدمع مرات ومرات , الذي غلفها ضبابا على ما نال منا الزمن , قلوب تئن ؛ شعب شعث غبر ؛ وهن عظيم ؛ مسنا الضر منذ الازل , فملكنا الفقر والجوع والظلم والاضطهاد والضياع ؛ واليأس من كل مرتجى ومأمول , لكني قادر ان أكتم رثائي دون انفاسي , والصبر مني تارة في رقة وأخرى تعنيف وأخرى يتهاوى ما يطمع المستبد فيَّ , لو لا قناعة الاحرار التي املكها .
انه يوم الاحد المصادف 21/11 /2010 , كان مخصص للتسوق والتجول بين محلات التسوق اليابانية .
صباح يصبح ومساء يمسي , وتبقى اليابان ؛ بلد كأنها جنة يانعه , تأتيها خيراتها وفرة كطود اشراقة الصباح , تفيض نعمها كالعيون , ساحرة فيافيها ؛ فتفجرت بهجة وريعانا , قريبة من كل فؤاد , كأن لها سحر العشاق في ذات كل ساكنها ونازلها , حكاية اسطورية تنام على ايقاعها العيون , حتى يصح القول ( وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح ) .
وأين لي من ذلك كله ؟ .
أداوي أسقامي في دمائي بكبرياء ودهاء وعناد , فالدنيا مستني جمرتها بغلظ شديد , وقهرتني على الصبر فأمسيت قصير القامة , فمن يطلع على ما اشكو منه يقول ( قد مسه سحر ساحر أو مجنون ) وليس مع ذلك ادنى غرور , فأينما يسرح فكري الناعم بطاقته المحدودة , أجد نفسي كالغريق يستنجد بالزبد , وأصحو على واقع من الفوضى والملل ؛ وأمل ينزف كل عسر وضر ؛ وسعيراً يحرق كل أحلامي , فإن ما أشعر به من سأم وملل هو سببا في سقامي وكمدي .
دخلنا الى عدد من المتاجر التي تأخذ أنوارها بالأبصار , فهناك اسواق الالكترونيات المختلفة والتي تعرض آخر المنتجات من المواد المنزلية , وكانت معظم البضاعة المعروضة هي صناعة صينية , وذكر لي الاستاذ عادل الدسوقي ان نسبتها في السوق اليابانية تصل الى 80% , الا ان جودتها عالية وليس كما هي البضاعة المعروضة في المناطق العربية , والجدير بالذكر ان سعر البضاعة الصينية هي اقل سعرا بكثير مقابل ضرتها اليابانية .
تعتمد كثيرا السوق اليابانية نظام البطاقة الالكترونية , ومن أجل كسب الزبون فإنها تقر نظام الخصم من سعر بضاعتها , وقد حدث معي ذلك , حينما اشتريت بعض المواد الالكترونية , كانت هناك لوحة تشير الى وجود خصم معين , وخلال عملية الدفع أخرج الاستاذ عادل الدسوقي بطاقته الالكترونية , وقد أعاد لي الاستاذ مقدار الخصم قبل ان نخرج من المتجر للسلع الالكترونية .
ان هذه العملية تشجع الزبائن وتجذبهم , لكن لا يستطيع الزبون التصرف بمبلغ الخصم , وانما تجمع تلك المبالغ في حساب خاص , يمكن للمتبضع ان يجمع اكبر مقدارا ويشتري ما يقابله من البضائع المعروضة , وإني لأجد فيها فكرة جميلة وذكية .
أرتفع النهار والإثارة تملء بطون شهيتي , أفسح أحيانا رحابة الصدر وأخرى أعود الى سيرتي الأولى , ومن كان حولي يَروّنني بدماء مهجهم كما تروي الحرب شفرة المهند , فكانوا رفيقي بي أوسع الرفق , يملئون علي الوقت بالحديث وبكلمة الاكتشاف " أنظر هنا " , ولكني مستعصم الحال كالأفعى تبدي للناظرين جلد ناعم وتخفي في نابها السم .
دخلت برفقة الاستاذ عادل الدسوقي الى أحد المقاهي , وقد تحدثنا عن تاريخ حال الامة واسباب انقسامها على نفسها حتى فقدت الله فأنساها الله الطريق .
وسريعا .. سريعا مضى هذا اليوم عن الوجود هادئا لا صاخبا , لا عن غفلة في ثنايا ضربتُ إليها هامات من الخيال , كأني لم ألبث فيه الا ساعة أو أقل من ذلك , حسبتها من دون شعور ان تكون مسحة من الغروب التي يعقبها سحر فجر جديد ؛ أفتقد فيها ظلمة الليل تساميا في حالة تحول المادة , لكنها لحظات تشبه عمر الاحلام .
وسريعا حل علينا الليل وألتصقت أهدابي بنجومه الثملة , وأسريت بروحي بعيدا ! أُوحي اليها الهم وأنشد لها إنشودة ( ومن لم يحب صعود الجبال .. يعيش ابدا بين الحفر ) , ولكن ؛ في الواقع كنت أسلب الصبر وأصهر العزم وأتأنق العشق العذري .
برفقة كل من الاستاذة ماريكو إينو والاستاذ عادل الدسوقي والاستاذ كريم الياس والطالبة العراقية بان وغيرهم أخذنا الطريق الى برج طوكيو المتكون من 40 طابقا , ومن أعلى القمة أخذ البصر يهش بعصاه ثغور أحياء العاصمة , الذي أخذ يقتحمها بلا وجل , فإذا به لا يرى سوى مدينة لها نقاء كنقاء الندى ؛ وغطاءها ضباب الانوار السخي , ترتفع فيها صروحا متألقة بأناقتها , وتخترق زرقة السماء بعنفوانها , كما تتخلل ألوان الزهرة الفواحة قلوب العاشقين .
أخذ الاستاذ كريم الياس يبحث عن شيء يفتقده أو يطلبه :
- استاذ سليم ..
فأقبلت عليه كهبوب النسمة الندية ..
- نعم ..
- اين سجل ذكرياتك ؟
- ها هو ..
أخذ الاستاذ يقلب أوراق السجل وهو يبحث عن آخر ورقة كتبت فيها , وختم فيها بختم يمثل صورة للبرج , وختم آخر يخبر الزمن القادم بتاريخ الزيارة فكان 10,11,21 , وأخذ ورقة أخرى لم يُكتب فيها وختم فيها تأكيدا ووضوحاً كما في المرة الاولى .
أرتسمت على محياي ابتسامة شفافة , طاب لها الاستاذ خاطره , وفي داخلي أمر آخر , تاهت معه الروح سارحة ضالة , فهل ذلك من مقادير الآجال التي لم أعيش وقائعها ؟, أم هي من الاحلام أو اضغاثها ؟, فقد نظرت نظرة لتلك الارقام الاحاد كما أشتهي , وفي داخلي نداء " ليتك ايها الاستاذ ان تكون الخصم والحكم , وتصدر أمرا قضائيا لا تقبله محاكم التمييز , بإطلاق سراحي عاجلاً لا آجلاً من سجن الليالي الطويلة , وتختم على اوراق قضيتي الازلية , ختماً يمشي معي الى يوم يحشر إليه الناس , إنه أمل حيي يجتاحني كسونامي فوكوشيما , وأخشى ان اهرب يوما من الصبر مخافة ان يقتلني , فأستأنس بالوحش دون البشر " .
ومضت الليلة الاخيرة ؛ كأنها حجرا صلدا , ربما رضيت بهذا الاقرار , وربما العكس هو الصحيح .
اليوم هو 22/11/2010 .
ذهب الامس البعيد وإنحرف القريب عن الوجود بين الالتواء والفشل ؛ وجاء يوم جديد منسوجا بإلتواء النهج والمهج ؛ بغيوم في الخاطر حجبت عني الصفاء الفسيح .
برفقة الاستاذ عادل الدسوقي كانت لنا فرصة في زيارة متنزه إيوكي المجاور لمبنى الاذاعة والتلفزيون الياباني NHK , تقام فيها الاحتفالات ايام العطل , وايضا تباع فيها كل ما طاب من الغذاء والمشروبات , وتعرض للبيع فيها انواع من الملابس والاجهزة الالكترونية المستعملة .
حديقة غناء تتلألأ فيها الشمس كالسراب , ورياحها الهادئة تحتضن أغصانها في لهفة الخيلاء ؛ كإحتضان السماء لنجومها , مياهها كوثر , ظلالها قابضة بمودة فياضة تجاه أزهارها , وجفون عيني تقطع أراقة نظراتها , فالمشهد يتيه بأطيافي التي فقدت أجنحتها .
تلقينا هاتفا من الاستاذة ماريكو إينو بضرورة العودة الى مبنى الاذاعة والتلفزيون , هاتفا يعلن بلا شفقه , ان ساعة الرحيل أخذت تأكل دقائقها المتبقية .
طلبت مني الاستاذة ماريكو إينو ان نودع الاستاذة أكيكو مديرة القسم الفرنسي , لكن يا للأسف وجدناها قد رحلت من مكتبها , وهي صاحبة رسالة الوفاء الذي لا حدود له , ثم توجهنا الى مدير البث الخارجي الذي تمنى لي سلامة الوصول وقبل ذلك اني قضيت وقتا ممتعا ومفيدا خلال زيارتي , وما هي الا لحظات وجوارح صديقي واستاذي الاعز يوكي ساكاغامي تعانق جوارحي , وهو يغتصب الجهد والتعب عني بقوله :
- لقد كانت زيارتك لليابان كالطيف , فقد مضت سريعا , وبذلت جهدا متميزا وموفقا في ذلك ..
أطرقت عيناي الارض آمالا حائرة وحياءً لهذا التواضع الكبير , حتى أحسست ان عيني انطبعت فيها صورة للأرض التي نقف عليها , ثم عاد للحديث :
- سوف .... مرة أخرى ....
- إن شاء الله ..
وفي قلبي نداء أمنية أخرى تهز أوصال فروعه , أن أكون إنسان آخر نقيض اليوم , وقد تخلصت من الهم الذي يغرقني , وطويت هذا الثقل الذي يدمي أفق وحاضرة القلب , لأعود الى الناس ؛ مشاركا إياهم أفراحهم وأتراحهم , وليس السبيل الذي اتخذه الآن , لأني أقترف ذنبا لا يغفره المجتمع .
خرجنا من المبنى الياباني والاستاذ يوكي ساكاغامي شاركنا حتى البوابة الرئيسية , حيث يتلو كل واحد منا كلمات الوداع مصاحبة معها الاماني الجميلة الواعدة , وهناك أيضا تخليت عن بطاقتي الالكترونية التي كانت تسجل وقت الدخول الى دار الاذاعة والتلفزيون والخروج منها .
لم نبتعد عن المبنى الا أمتار محسوبة , فما زالت ادق تفاصيله واضحة , واذا برسالة من مدير البث الخارجي يطلب من الاستاذة ماريكو إينو بالاعتذار لي لأنه لم يقول في كلمة الوداع " اني أتمنى الامن والسلام لبلدك العراق " , وجاءت الاخرى من الاستاذة سايكو موراياما والتي تقول فيها " لقد وجدتك فاقداً الأمل , فكن برعما أخضر في وسط شجرة يابسة " , وجاءت رسالة أخرى من أسرة شوسيه كودا والتي تتمنى لي حياة سعيدة وبسلامة الوصول الى العراق , ورسالة أخرى من مدير مدرسة كاراسوموري والذي يقول فيها " أتمنى ان تفيد تلاميذك ومدرستك بما شاهدته هنا في المدرسة ونتطلع الى دوام الاتصال , واتمنى لك التوفيق في حياتك " , وجاءت رسالة من الاستاذ كريم الياس والتي تحمل اجمل سلام وامنياته لي في التوفيق والسعادة , ورسائل أخرى من اليابانيين الذين شاءت الاقدار ان التقي بهم من دون موعد مسبق .
تَبقى القليل من الزمن لموعد اقلاع الطائرة الى الامارات العربية المتحدة , ومن هناك تجاه العراق , فما زالت الاستاذة ماريكو اينو برفقتي وكذلك الاستاذ عادل الدسوقي , وسحابة رملية في افقي الغائم تفتح ثغرها , كأنها تتجه نحوي فأنحرف عنها في توجس المتمرد .
وحان وقت الوداع ؛
تلوت من اذكار الوداع بالعين أكثر من الثغر , وفي فؤادي أكثر من محياي , أتلوها بتمهل نحو جهة مجهولة , فلست أملك طاقة ألمح فيها الموقف , فالظلمة أخذت تغسل وتكفن ناظري المسجى , وقد خيل لي انهما يلقنوني كلمات التشهد .
ودعتهم بطرف عين تائهة , وتركتهم عند مدخل احد سلالم مطار ناريتا الدولي , يعانون من لهب العواطف ويحتضنون سواد الأسى , وفي قلوبهم حًسن ينشق عنه وميض أمل يملئ الدنيا بهاءً ومودة , ونزلت في أولى درجات السلم , فإذا بصوت الاستاذ عادل الدسوقي يتبعني من خلفي :
- سليـــم ...
عدت أدراجي فوجدت الاستاذة ماريكو اينو والاستاذ عادل الدسوقي وهم يرفعون أياديهم للوداع الاخير الذي فقد الأمل في لقاء آخر , وقد حجب عني طابور الورد رؤيتهم , لوحت لهم بيدي وعيني خنقتها فيض الحسرات , يتردد صداها كصوت لف حول عنقه حبل المشنقة , فأخرجت كاميرتي لألتقط لهم آخر صورة في تلك الرائعة .
على الرحلة المرقمة EY871 أقلعت طائرة الخطوط الاتحادية الإماراتية في تمام الساعة 20,50 حسب توقيت طوكيو المحلي لتتجه نحو مطار دبي الدولي , حيث وصلنا بسلام في الساعة 04,30 دقيقة صباحا حسب توقيت الامارات المتحدة .
وفي مطار دبي وجدت أحد الأصدقاء من مدينتي العائد توا من أستراليا , وقد عدنا معا الى الوطن , ذلك بتاريخ 32/11/2010 على متن الرحلة المرقمة EY555 للخطوط الجوية الاتحادية الاماراتية أيضا , وفي مطار بغداد الدولي وجدت عائلة صديقي في انتظاره , وقد إستأجروا سيارة نوع كيا , صعدت معهم في السيارة , فلم أتعرض الى اي جهد أو تعب .
تركت قلمي , فلا طاعة له بعد هذا الـ 24 الذي زلزل العقل والفؤاد , وتَبقى الكثير , بَيدَ إنه سيرقد معي ؛ في قبر ينشق لنا بلا شك وريبة , حينما تسكت قدمي عن الخطى .
( 2 )
خلعت ولاية الناس عني , فإني أولى منهم بأخذ الثأر , فلم يتبقى شيء أملكه بعد الان , فقد أحترقت ومضات الامل في أعماق القلب , وملئ الذل ديباجة كتابي , لكن أي ذل هذا ؟ ذل ملئت قاعه بالمروءة والنجدة , وفاض عن جنبيه صدق العهد الذي قطعته , نخوة لا طمعا , وأتوسل لذل الكرامة توسل الراهب عزة وإفتخارا , ولو عشت في ثوب مسلوب ؛ قد عابني تجاهه الحمقى , فالأمل موثق القبضة من عنقود عنقي , وأخذت تمتد اثار أنامله مثل الجذور في أعماقي , وأنا أطلب من غريمي ان يستنجدني بعاصفة , تحميني من غائلة العدم , وأستند إليها دليلاً ومأمناً .
" لقد وجدتك فاقداً الأمل , فكن برعما أخضر في وسط شجرة يابسة " أفزع الى هذه الكلمات بقلب تذبذب ثغره , وتاه عن طريق سبيله , وأطبق على نفسه لحداً ألتأمت آفاقه , وإختفت آثاره , قد آليت على نفسي والى الابد ؛ أن أمشي على الرمل لتطمس آثاري أدنى ريح ..
""" مـــــا للحـــبيب أهم فيه يشقيه ؟ أم أنه الحب أبكاني ويبكيه
إن كان حبي لـــــــه هما يعــذبه سأكتم الحب في قلبي وأخفيه
أو كان دمعي الذي أخفيت يحزنه سأنكر الدمع في عيني وأنفيه
أو كان شعري على أعتابه سببا لما يعاني وما راقت معانيه
سأجمع الشعر كُل الشعر من كتبي وفوق رف من النسيان ألقيه
لو كنت أدري بأني حين أنظمه أشيع فيه الأسى مما أعانيه
قد أمطرت لؤلؤاً عيناه من شجنٍ وانحل عقد نظيم من لأليه
عقدٌ تناثر في الخدين مٌنصهراً من حر نار تلظت في مآقيه
يمد يمناه نحو الخد يجمعه فيهرب الدمع من يمنى تداريه
ينساب للصدر مثل السيل منحدراً من قمة التل مشتاقا لواديه
وليس يجدي من اليسرِ محاولة أن تبعد الدمع عن صدرٍ يواليه
فالصدر للدمع محتاجا إذا نزفت فيه الجراح وبات الهم يضنيه
ما للحبيب أحزنا جاء يسألني الحزن عندي ولكن لست أعطيه
إن كان في الدمع سِرٌّ لا يَبوحُ به فهل يظن بأني لست أدريه
والله أدري ولكني سأكتمه وفي الفؤاد سجينا سوف أبقيه
إخفاؤه السر عبء قد ينوء به من يحمل الجمر في كفٍ سيكويه
وليعلم الخل أني في محبته أسترخص الروح إن الروح تفديه
إن يذرف الدمع من عينيه خوف غدٍ فإنني من غد الأيام أحميه
وإنني حافظ للعهد ما بقيت في القلب تجري دماء في مجاريه
تلك العواطف عندي في تدفقها كأنها البحر و الأمواج تعليه
وفي فؤادي عطاء لا حدود له مهما تدفق فالإخلاص يثريه
لو كان عندي جناح الطير لانطلقت روحي إلى ذلك الباكي تواسيه
وتحمل الفرحة الكبرى وتزرعها في كل درب حبيب القلب يمشيه
فكفكف الدمع يا خلي وكن نغماً لا يعرف السعد إلا من يغنيه
فأنت ما كنت للأحزان أغنية بل أنت شعر وفي الأفراح ألقيه
دعِ الشجون لقلبي فهو يعرفها وهو الخبير بما فيها من التيه
وكن سعيداً مدى الأيام مبتسماً من يخلص الحب يستعذب ماسيه"""
( انتهى في الخامس والعشرين من تشرين الاول لعام 2012 )