الله يمهل ولا يهمل ، والموت ليس فيه شماتة/سعيد سليمان سنا

Sat, 27 Oct 2012 الساعة : 12:43

 

قضيّة مقتل أهم جهاز أمني في لبنان . لابد من العودة إليه قليلاً .
لابد من العودة قليلاً إلى اليوم الذي سبق مقتله ، فالعميد المحسوب على تيار الحريري كان خارج لبنان وعاد إليه قبل يوم واحد من إعلان نبأ وفاته وطبعاً لم يخرج أحد إلى الإعلام ليؤكد أنه رأى الحسن عائداً في المطار ولا في مكتبه لكن كل ما نعلمه أنّ :
الحسن عاد يوم الخميس وقتل يوم الجمعة حسب رواية جماعة /14/آذار ،
فهل حقاً عاد وسام الحسن إلى لبنان حياً أم أنه عاد جثة هامدة ؟ .
في ظل ما يحدث في المنطقة خصوصاً بعد التسريبات الأمنيّة التي نشرت حول أن الحسن قتل على الحدود السورية التركية أثناء إشرافه على عمل المجموعات المسلحة المعارضة للنظام السوري والمتمركزة في شمال سورية ؟ .
يقال أن طبّاخ السم ذائقه .
لقد ارتبط اسم تياره بتصدير الإرهابيين إلى سورية ليقوموا بعمليات انتحارية وتفجيرات في سورية وقد نشطت هذه العمليات مؤخراً في سورية ومن مبدأ مقولة طباخ السم ذائقه فان الحسن من المحتمل أن يكون ذاق السم بقصد أو بغير قصد .
ثلاثي الإجرام في لبنان " الحريري جنبلاط جعجع " ,
أعادوا إلى الأذهان مشهد التباكي والتجارة بدماء قتلى الحادث .
أنباء وتسريبات أمنية غير مؤكدة تدور في الكواليس اللبنانية تشير إلى أن وسام الحسن قُتل عندما كان برفقة عقاب صقر على الحدود السورية التركية إثر القصف السوري على مكان تواجدهم مما أدى إلى مقتله على الفور وإصابة صقر إصابة منعته من نفي الخبر على وسائل الإعلام ، وأجبرت الحريري على الاعتراف بعلاقة عقاب صقر وتنسيقه مع المعارضة السورية ، مضيفة :
إنه تم نقل جثة العميد الحسن بسريّة شديدة وافتعال التفجير للتغطية على تورّطه في الملف السوري وتوجيه أصابع الاتهام لسورية وحلفائها في لبنان وتحويل مقتله لمكسب سياسي لفريق / 14 / آذار .
اتهم :
" غلام آل سعود " سعد الحريري . وَ
" الحرباء الصهيوأمريكية " وليد جنبلاط . وَ
" القاتل ووكيل الموساد في لبنان " سمير جعجع كعادتهم ،
سورية والأسد شخصيا باغتيال العميد وسام الحسن .
ووفق ما قاله ريفي ، كاشفاً أن :
" التعرّف إلى الحسن لم يكن من خلال جثته ، إذ أنه تحوّل إلى أشلاء ، بل من خلال جزء من مسدسه الحربي، وجزء من البندقية ، وجزء من هاتف مرافقه الخلوي ، ثم حسمت ساعة يد الحسن الأمر " .
وللتذكير الحريري المقبور والانفجار الكبير بقيت جثته واضحة .. فـ : مين بلع جثته ..؟
وللتذكير أيضا :
لماذا دان الرئيسان " سليمان وميقاتي " سوريا قبل نتائج التحقيق بقضية سماحة ؟ ..
هل خالف الرئيس ميشال سليمان مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي معاهدة الأخوّة والتعاون والتنسيق المبرمة بين لبنان وسوريا على مستوى الحكومة ومجلس النواب ورؤساء الجمهوريات من خلال تصرفهما وردة فعلهما على حادثة ميشال سماحة وتوقيفه .
أول صدمة لسوريا هي كيف يستقبل رئيس الجمهورية ضابطين ويجلس على كرسي مقابل كرسيّيهما في الشكل الذي يضعف هيبة رئاسة الجمهورية والذي لم يسبق أن حصل من قبل ، وكان دائما يستقبل رئيس الجمهورية رؤساء الأجهزة على طاولات رسمية .
" كيف يهنّئ رئيس الجمهورية ضابطين يقومان بالتحقيق في حادثة لم تتحول إلى قاضي التحقيق ولا إلى القضاء والمحكمة ويدين سوريا عبر تهنئته مدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء اشرف ريفي ورئيس شعبة المعلومات العميد وسام الحسن ، وكانوا يعتقدون أن آخر الدنيا هي أن يجلس رئيس الجمهورية بموازاة ضابطين ويهنئهما على عمل غير مثبت حتى الآن ولم يدخل في حقيقة الجرم دون أن يستدعي رئيس الجمهورية إلى الاجتماع وزير العدل شكيب قرطباوي ومدّعي عام التمييز الرئيس سمير حمّود ويتم بحث كل تفاصيل حادثة ميشال سماحة " .
"أمّا اللواء اشرف ريفي والعميد وسام الحسن فطلبا مواعيد من المسؤولين فاستقبلهما في اليوم الثاني رئيس الجمهورية واستقبلهما الرئيس ميقاتي فورا ،
أما رئيس مجلس النواب نبيه بري فابتعد عن الموضوع " .
"لقد وقّع لبنان اتفاق تنسيق واخوّة وتعاون وأقرّته الحكومة اللبنانية ثم المجلس النيابي ثم وقع عليه رؤساء الجمهورية يوم ذاك ، وفي هذه المعاهدة بنود تتعلق بأمور كثيرة منها الأمني، والتنسيق بين الجيشين اللبناني والسوري وبين الأمن اللبناني والسوري.
والصدمة الكبرى هي إذا كان سليمان وميقاتي يحترمان ميثاقا دوليا تم توقيعه بين دولتين ، فلماذا إدانة سوريا قبل نتائج التحقيق ولماذا استقبال الضابطين ، وماذا فعلت دمشق من أعمال سيئة مع الرئيس سليمان أو مع ميقاتي ,
إن المعاهدة تنص على التنسيق بين الأجهزة الأمنية وعلى تبادل المعلومات والموقوفين ، فإذا كان الأمر كذلك ، كيف يقوم جهاز فرع المعلومات بتجنيد ميلاد الكفوري وتحريضه على إقناع ميشال سماحة ، ثم الاجتماع مع اللواء علي المملوك الذي يأتي في المراتب الأولى في الدولة السورية ، لتحريضهم على إرسال قنابل تحت عنوان أن هناك مجموعة لبنانية قادرة على تفجير هذه القنابل في طرابلس ضد الأصوليين ؟ " ، ورأت أن " تكليف ميلاد الكفوري العميل لدى فرع المعلومات ، التحريض على هذا العمل والاشتراك فيه يتنافى تماما مع الاتفاقية الأمنية ومع معاهدة التعاون والأخوة والتنسيق الذي من واجب سليمان وميقاتي احترامها طالما أن هذه المعاهدة لم يتم إلغاؤها من قبل الدولتين .
إذا كانت المعاهدة سارية المفعول ، كان يجب على العميد الحسن واللواء ريفي طلب الاجتماع فورا بالمسؤولين السوريين وبحث الموضوع في إطار معاهدة الأخوة وفي إطار اتفاقية التنسيق الأمني " ،
لكن المصادر السورية " مصدومة أنّ العكس جرى؟
فقد دفع وسام الحسن عميلا له ليوقع بشخصية معروف عنها أنها قامت :
بدور مستشار الرئيس السوري بشار الأسد ونقلت رسائل بينه وبين الرئيس ميشال سليمان ،
ثم قام العميد الحسن بتحريض عميله الكفوري على إقناع ميشال سماحة مقابل شيء ما على الأرجح يكون أموالا والطلب إلى سماحة أن يجمعه عدة مرات مع اللواء علي مملوك لإقناعه بإرسال قنابل إلى لبنان " .
" لماذا لم يسأل سليمان وميقاتي أين هو الشاهد ميلاد الكفوري وما هو الإثبات أن القنابل جاءت من سوريا وما هو الإثبات إن الفيلم الذي جرى تصويره ليس مركبا ، ثم كيف يقوم فرع المعلومات بخلع منزل سماحة بالقوة وتخريب محتوياته وخلق رعب نفسي أدى بميشال سماحة إلى شبه انهيار لان تاريخ سماحة أكاديمي أكثر منه عسكري .
ولقد وقع سماحة ضحية عميل فرع المعلومات اللبناني " .
لقد ضعفت سوريا ولديها مشاكل عديدة ،
لكن الرئيسين سليمان وميقاتي تصرفا على أن النظام السوري قد سقط، وإلاّ :
لا شيء يفسّر أن يستقبل رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة في اليوم الثاني للحادث اللواء اشرف ريفي والعميد وسام الحسن ويقدمان لهما التهنئة في غياب المدعي العام التمييزي وفي غياب وزير العدل وفي غياب دخول العمل في الجرم وحقيقة الجريمة .
رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي يعرفان أن لدى سماحة مرافقاً وسائقاً وسكرتيرة ، فكيف يمكن لميشال سماحة أن تكون لديه شبكة تفجير في لبنان ، وهنالك لجنة تقنية في سوريا تدرس الأمور وتقول لماذا تم ضبط القنابل ومصادرتها من فرع المعلومات .
وفي الوقت ذاته تهريب العميل ميلاد الكفوري دون إعطائه هذه القنابل ليأخذها ويفعل بها ما يريد ، ولماذا هذا الكره والعداء من خلال التركيز على تصوير الفيلم والتسجيل الصوتي وتصوير القنابل وتهريب الشاهد كي لا تظهر الحقيقة " ؟ .
Share |