مناظرة انتخابات الرئاسة الامريكية وقضايا الشرق الاوسط/عبد الأمير محسن أل مغير
Fri, 26 Oct 2012 الساعة : 1:09

جرت يوم 23/10/2012 المناظرة الاخيرة بين الرئيس اوباما ومنافسه الجمهوري رومني ويرى المحللون ان الرجلين تكاد اقوالهما ان تكون متطابقة في بعض المسائل وتختلف في مسائل اخرى اختلافا ليس بالكبير الا ان رومني اكثر حدة وتوجها عدوانيا وتمسكا بإقامة القواعد العسكرية والاتجاه لما يسميه الجمهوريين بسياسة القوة الامريكية في حين تركزت اقوال اوباما على الواقع الداخلي للمجتمع الامريكي كتقوية الاقتصاد وتوفير الوظائف والقضاء على المديونية وتطابقت طروحاتهما فيما يخص دعم اسرائيل واتفاقهما للحيلولة دون امتلاك ايران للسلاح النووي وقال رومني بأنه في حالة فوزه سيسلح المرتزقة في سوريا بالأسلحة الثقيلة ورد عليه اوباما يجب ان تكون تلك الاسلحة بيد اصدقاء للولايات المتحدة مركزا على ضرورة تكوين الحلفاء الدائميين لأمريكا في الشرق الاوسط والحقيقة ان تلك المناظرة والتي تتعلق بالشؤون الخارجية انحصرت بمجملها في قضايا الشرق الاوسط مما يؤكد بأن هذه المنطقة هي المخطط لها وبشكل مكثف مستقبلا من قبل الولايات المتحدة وطبعا ان تلك المناظرة تأخذ بالخطوط العامة للسياسة الامريكية وتتجنب الخوض بالتفاصيل التي تتعلق بالمسائل السرية والعمل الاستخباري وعكست تلك المناظرة توجهات الولايات المتحدة وبشكل علني بالخروج على القانون الدولي في مسألة دعم اسرائيل في عمليات الاستيطان والعدوان المستمر على الشعب الفلسطيني ولم يتطرق المتناظران للقضية الفلسطينية مع انها هي الاكثر اهمية لمسببات الصراع الدائر في هذه المنطقة لأن الخوض فيها يدين الاسرائيليين والامريكيين معا لخروج السياسة الامريكية أخيرا حتى على مفهوم الدولتين كما طرحا بأنهما يلتزمان بدعم المرتزقة في سوريا مع ان مثل ذلك يعتبر عدوانا صريحا وخروجا على القانون الدولي وتهديدا لدولة مستقلة ذات سيادة وعضو في الأمم المتحدة وباختصار فأن طروحات هذين المتنافسين احلاهما مرآ كالسم الزعاف فتعهدهما بمواجهة ايران خشية تحولها الى دولة نووية كما يقولان يجعلهما بالمقابل يتعامون عن امتلاك اسرائيل لترسانة نووية في المنطقة مع ان الولايات المتحدة سبق ان غضت النظر عن امتلاك باكستان للسلاح النووي بحجة ايجاد تكافؤ في القوى بينها وبين الهند بعد ان اضحت الهند دولة نووية وباكستان كما يعلم الجميع دولة تسودها الفوضى والاضطراب ويخشى من وقوع ذلك السلاح بيد ايادي غير مسؤولة ورغم ان ايران تؤكد بأن مفاعلها النووي للأغراض السلمية وموجود امثاله في اغلب دول العالم كطاقة توظف للاحتياجات المدنية ورومني اتضح من خلال تلك المناظرة اكثر عدوانية ويميل الى اثارة الحروب والتدخل بشأن الدول الاخرى في المنطقة واقامة القواعد العسكرية الا ان اوباما كشف عن الصفحة الجديدة للتحالفات الامريكية الاخوانية تقريبا مع ان رومني اظهر استغرابا من تحول الثورة في مصر من التوجه الليبرالي نحو التوجه الاخواني السلفي وحصول التأييد الامريكي لهذا التوجه الجديد وبدا اوباما بأنه يؤيد الحوار وهذا قد حصل أيضا في وعوده الانتخابية للدورة السابقة والسبب الرئيسي في حالة انتخاب اوباما رئيسا بنتيجة هذه الدورة يعود برأينا الى ان الشعب الامريكي اصابه الاعياء جراء حربي العراق وافغانستان بنتيجة ما حصل من ضحايا في الارواح وصرف الاموال وما يتكلم عنه كل من رومني واوباما لما يسمونهم اصدقاء اميركا يثير السخرية فأميركا في منطقة الشرق الاوسط أثبتت بأنها لا تعرف شيئا اسمه الصداقة بل تعرف مصالح دائمة واذا كان معنا للصداقة مع الولايات المتحدة فكان الاولى بذلك ان يكون مع الرئيس المصري حسني مبارك الذي استجاب لكافة الطلبات الامريكية وانتهى به الامر ان يقدم محمولا (بسدية) للمحكمة بهذا الشكل وعمره قد تجاوز التسعين ومعتلا وبالتالي يعتبر في كافة القوانين لا يستطيع الدفاع عن نفسه و الاولى ان تؤجل محاكمته على اقل تقدير وفي هذا الاسبوع كان الابرز لما بعد تلك المناظرة زيارة حمد ابن ثاني شيخ قطر الى غزة وترحيب اسماعيل هنية به باعتباره قام بكسر الحصار المفروض على ذلك القطاع وبالتالي ينطبق المثل العربي على السيد اسماعيل هنية والقائل (اذا ذقت الموت ستقبل بالحمى) ولم تكن زيارة امير قطر الى غزة بنظر المحللين الا كالسفينة التي ارسلها اوردكان الى ذلك القطاع لكسر الحصار عنه كما يزعم وبالتالي فأنها انتهت بقتل بعض ركابها ولم تصل الى ذلك القطاع ويقول المحللون ان شيخ قطر بنتيجة انكشافه على حقيقته كحليف لإسرائيل وعدم اعطائه أي دور في المسألة السورية يقابل المال الغزير الذي دفعه كرواتب وسلاح للمرتزقة فكانت زيارته تلك هي نوع من محاولة رد الاعتبار صحيح ان بعض اطراف الجماعات الفلسطينية في غزة اصبحوا ميالين الان للطبقة الحاكمة الاخوانية في مصر ولكن ما لم تكن هناك نظرة عربية شمولية ومستقلة عن المؤثرات الغربية لا يمكن ان يستطيع الشعب الفلسطيني ان يقف على قدميه بوجه المد الصهيوني حيث اضحت تحولات الخطط الصهيونية تسير بمراحل متسارعة فتمشيا مع ما اعلنه المرشحين الامريكيين لانتخابات الرئاسة من دعم لإسرائيل فقد استصدر نتنياهو استفتاء حول نقل عرب فلسطين لعام 1948 للضفة الغربية كما انه يسعى باستصدار تشريع من (الكنيست)باعتبار الضفة الغربية ارض غير محتلة مما يمكنه من التوسع الاستيطاني سعيا الى ضمها في المستقبل بنظر المحللين والمسألة الجديدة في هذا الاسبوع هي استقدام اللبنانيون للجنة امريكية فنية تساعدهم كما يقولون لمعرفة الفاعل الحقيقي باغتيال العميد وسام الحسن ويتساءل اولئك المحللين كيف يستطيع الامريكيين تحديد الاتهام باتجاه اسرائيل وهي الجهة التي لها مصلحة حقيقية بذلك الفعل وتوجه اصابع الاتهام اليها مع ان الامريكيين مستعدين ان يتحملوا المسؤولية دون ان يوجهوها لإسرائيل كما اجد من المفيد ان اتطرق للعفو العام الذي اصدرته الحكومة السورية للمشتركين بالأحداث الدائرة في سوريا لما قبل يوم 23/10/2012 مستثنيه الارهابيين وعندما نقارن بين هذا العفو وما يطالب به بعض النواب العراقيين لاستصدار العفو عن قتلة الشعب العراقي نجد ومن خلال التجربة التي حصلت على اثر العفو العام السابق في العراق واخرج على اثره كافة المجرمين والقتلة من السجون ورغم المواجهة بين الارهابيين والجيش العربي السوري فأن ذلك العفو سيتم تطبيقه بدقة برأي اغلب المحللين بنتيجة كفاءة وصفاء الاجهزة التنفيذية والامنية من أي خرق ولا بد ان نتذكر أيضا العفو الذي اصدره صدام بعد الانتفاضة الشعبانية عام 1991 ونقارن كل ذلك بتعامل نظامنا الديمقراطي الناشئ للأسف الشديد بمثل هذه القوانين حيث نعاني من فئتين مشتركتين في السلطة احداهما سيئ القصد يروم استثمار ذلك العفو لاستمرار العمليات الارهابية والثاني على ما يبدو يفتقر للكفاءة سيما في الاجهزة الامنية وما لم نتغلب على امراض من هذا النوع لا يمكن ان نكون بمصاف الدول التي تستطيع الوصول لتحقيق الامن والاستقرار في ربوع اوطانها .