الرأي العام التركي يثور على اردوكان وحزبه الاخواني/سهيل نجم
Wed, 24 Oct 2012 الساعة : 22:28

لا أظن ان تركيا مرت بحقبة زمنية متورطة وواقعة تحت اجندات دول صغيرة لا تعدو ان تكون مساحة قصر من قصور السلاطين العثمانيين كما تمر اليوم به من وضع مزري أخذ بالتدهور في أغلب المدن التركية التي ارتفع فيها الصوت نتيجة انسياق الغول التركي وراء المخططات العالمية وتوريط تركيا بهذا الامر عبر التدخل في الحرب الدائرة على الاراضي السورية اضافة الى التدخل الفج في الشأن العراقي ووصول العلاقات العراقية التركية الى طريق صعب التعامل به مع حكومة اردوكان التي يقودها حزب العدالة صاحب المعتقد الاخواني الذي لاحظنا اثاره كفكر في الدول العربية وبالخصوص الواقعة تحت نزعة الصراع الفكري للمتطرفين السلفيين ضمن ما يسمى بدول الربيع العربي.
عندما يقوم العراق على ايقاف الاتفاقيات الاقتصادية وتجميد عمل الشركات التركية في البلد من المؤكد هذا سيكون له تأثيره الكبير في الواقع السياسي التركي خصوصا وهو يترافق مع توريط تركيا في الازمة السورية واحتمالات الوقوع في خضم حرب طاحنة ليست بصالح الدولة التي تريد دخول الاتحاد الاوروبي عبر بوابة السلم وحقوق الانسان والامن الداخلي ، في المقابل وجدنا الرأي العام قد تحرك بشكل غير ارادي ودون ترتيب او تنسيق مع المعارضة من اجل حملات سياسية وان كان الاحتدام في البرلمان بين اردوكان والاحزاب القومية التركية قائما ، لكن العمال والموظفين وغيرهم من الطبقة العاملة في تركيا بدأت تتحرك في شوارع العاصمة التركية ومدن اخرى لتوبيخ الحزب الحاكم عندهم على تلك التصرفات حيث افادت الانباء عن تحرك الكثير من الاتحادات والنقابات المهنية والمسير بتظاهرات كبيرة وواسعة ضد حكومة الفكر الاخواني (نظم اتحاد نقابات العمال الثوري واتحاد نقابات العمال لموظفي القطاع العام واتحاد غرف المهندسين المعماريين واتحاد نقابات الأطباء بالتعاون مع العديد من الأحزاب والمنظمات الاجتماعية والثقافية والسياسية عدة مظاهرات في بعض المدن التركية في آن واحد احتجاجا على سياسة حكومة حزب العدالة والتنمية برئاسة رجب طيب اردوغان القائمة على الموقف المعادي لسورية فيما وطالب المتظاهرون أردوغان الذي وصفوه بعميل الولايات المتحدة الأمريكية بـ"سحب يده من سورية". وأكد أمين عام اتحاد نقابات العمال إسماعيل حقي طومبول في بيان صحفي قرأه في ساحة الكوليج في أنقرة أمام موظفي القطاع العام أن حكومة حزب العدالة والتنمية تولت مهمة تنفيذ مشروع التدخل الامبريالي في سورية لتجر البلاد إلى حرب دامية بينما تعمل من جهة أخرى على إفقار الشعب التركي لافتا إلى أن هذه الحكومة أصبحت طرفا في قتل الناس الأبرياء في سورية.) وفي اعتقادي ان الاقتصاد له التأثير الكبير على الواقع المعيشي للشعب التركي وهو ما جعل المتظاهرين يلقون باللائمة على حكومتهم بأنها تعمل على افقاره لتكون العوبة بيد هذه الدولة او تلك خصوصا من قبل الغرب ودول خليجية معينة لا يهمها في نهاية المطاف سوى تطبيق اجندتها الخبيثة في المنطقة من خلال صعودها على أكتاف الدولة التركية ، فهل سيتعظ الحزب الحاكم في تركيا ويعرف حدوده عندما يتعامل مع دول الجوار التي تحيط به جغرافيا ، وأن يعرفوا ان الجغرافيا لا يمكن ان تنتقل من مكانها فدول مثل قطر والسعودية والغرب لا يمثلون ما تمثله لهم دول مثل العراق وسوريا جغرافيا.