عملية اغتيال العميد وسام الحسن يعتبر جزءاً متمم للمخطط الغربي/عبد الأمير محسن آل مغير

Wed, 24 Oct 2012 الساعة : 1:23

تتوالى الاحداث وتنفيذ السيناريوهات تبعا لما تفرضه الوقائع على الارض (كتكتيكات)اما المخطط الاستراتيجي للقوى الغربية وعلى رأسها التحالف الامريكي الاسرائيلي فهو يستهدف ما سبق ان كتبنا عنه ولمرات عدة بتفتيت المنطقة ووضع خارطة جديدة لها حيث صرح وزير الخارجية الروسي لافروف يوم 22/10/2012 بأن الغرب يخطط لإعادة تنظيم خارطة الشرق الاوسط وفق رغباته وما يحقق مصالحه الا ان السيناريوهات الغربية على ما يبدو تفرز احداث خارج حسابات القوى الغربية أحيانا فالتحالف الامريكي الاخواني افرز معطيات جديدة بإعادة الاقتتال في كل من تونس وليبيا واليمن وتوتر الاوضاع في مصر والتأمر السلفي الوهابي في الاردن واكتشاف خلية ارهابية تخطط لقلب نظام الحكم في دولة الامارات العربية المتحدة حيث تستهدف تجمعات القاعدة والاخوانيين السيطرة على مصدر الثروة النفطية في الخليج وفق ما صرح به مدير عام شرطة دبي بعد كشف تلك الخلية وقد اظهرت المناظرة بين كل من الرئيس اوباما والمرشح الجمهوري بأن تكاثف وجود القاعدة في سوريا اثر على تنفيذ المخطط الموضوع من قبل الغرب خشية وصول عناصر سلفية متطرفة الى الحكم في ذلك البلد ومع ان الكثير من المحللين يعتبرون مثل هذه الاحداث ضمن نظرية الفوضى الخلاقة الامريكية لهذه المنطقة الا ان اطلاق هذا القول وبصدد هذه النظرية يخالف المنطق السليم حيث عندما تستهدف الولايات المتحدة ديمومة مصالحها للحفاظ على وجود اسرائيل وابار النفط لا يمكن ان تتهاون بوجود تأمر في الاردن او احدى دول الخليج للتأثير المباشر على تلك المصالح والوجود الاسرائيلي نفسه حيث وكما اتضح أخيرا بأن عصابات القاعدة والسلفيين التكفيريين والوهابيين قسم من تلك العصابات توظفها الولايات المتحدة لتحقيق مصالحها والقسم الاخر منها لم تتمكن من السيطرة عليه مما يؤدي الى الفوضى اذا ما اطلق العنان لتلك العناصر ولا بد للعمل التكتيكي للقوى الكبرى ان يأتي بصفحات متتالية معدلا الى حدا ما للخطط الاستراتيجية فاغتيال ضابط الامن اللبناني وسام الحسن يفسره بعض المحللين بأن الجهة التي قامت به وهي تحديدا اسرائيل على حد قولهم يستهدف التضييق على حزب الله سيما بعد تبني ذلك الحزب باستمرار عمليات الكشف للمواقع الاسرائيلية عن طريق الطائرات بدون طيار حيث سارت احداها قبل مدة اسبوعين من شمال اسرائيل واسقطت في جنوبها بصحراء النقب وهذا يعني تمكن تلك الطائرة من تصوير كثير من المواقع بما فيها المفاعل النووي الاسرائيلي في ديمونة وكل ذلك اغاض نتنياهو ليكشف عن سياسته المستقبلية اتجاه جيرانه العرب وتحديدا الفلسطينيين حيث كان تصريحه باعتبار الضفة الغربية ارض غير محتلة من طرف واحد ويبنى عليه المحللين مسائل غاية في الخطورة ويستتبع ذلك باعتبار هذه الارض هي جزء من اسرائيل وتوجهه لتكثيف المستوطنات فيها ومع اول تولي محمد مرسي للحكم في مصر تناقلت الانباء بعبور دبابتين الحدود المصرية الاسرائيلية في سيناء وقتلها لتسعة عشر جندي في مصر ثم عادت تلك الدبابات للأراضي الاسرائيلية وهجوم بدو سيناء على بعض الاسر القبطية في تلك المنطقة مما عزز القول باحتمال اقتطاع وتكوين كيان سياسي في شبه جزيرة سيناء ليكون قبطيا ومثل هذه الصفحة الجديدة من صفحات التوسع الاسرائيلي الامريكي تفرز معطيات جديدة اخرى منها ان اسرائيل والغرب ادركوا عدم حصول تعايش الكيان الصهيوني مع جيرانه العرب مستقبلا مما يتوجب تكوين حزام واقي حوله اضافة الى ان الغرب يأس على ما يبدو من نتيجة العنف الدائر في سوريا وصلابة ما يبديه الشعب السوري دفاعا عن وحدة وطنه ودعم روسيا والدول المحبة للسلام لسيادة الدولة السورية وان مجريات الاحداث السياسية في تركيا تعتبر دليلا أساسيا على ذلك حيث امر اوردكان بتشكيل لجنة لدراسة المسألة السورية بتعمق كما طلب وزير خارجيته اوغلو من جميع الاطراف ان تلتزم بالهدنة التي اعلنها الموفد الدولي الاخضر الابراهيمي ووافقت عليها الحكومة السورية كما وافقت المعارضة السياسية السورية أيضا سوآءا في الداخل او الخارج الا ان تلك المعارضة اعلنت بأن المسلحين اللذين اصبح غالبيتهم الان من الاجانب ومن العناصر السلفية التكفيرية والوهابية ترفض الايعاز الموجه لها من قبل تلك المعارضة لإيقاف اطلاق النار وان الجهة المحبة للسلام وكما ذكرنا لها توجه صادق لإحلال ذلك السلام في سوريا في حين الجهة المقابلة وخصوصا السعودية وقطر ممن يدفعون بالمال والسلاح والمرتزقة باتجاه الاراضي السورية على عكس ذلك و يتسائل المحللون لم ينفرد هذين الكيانين بالتوجه ضد مصالح هذه الامة وبشكل مخجل حيث تتسارع الاحداث بتوجه اسرائيل بضم القدس والضفة الغربية ويجيب اولئك المحللين بقولهم بأن من الناحية التاريخية وجود كل من السعودية وقطر وجودا غير شرعي حيث باعتبار السعودية وظفت بحكم القسم الاكبر من جزيرة العرب من نجد والحجاز بتفويض بريطاني وامتد تحالفها مع الولايات المتحدة واسرائيل واكد نتنياهو ذلك بتصريحاته التي قال فيها بأن العلاقات الاقتصادية والسياسية مع السعودية جيدة وبأنه يأمل بتوسعها اما قطر فأن عدم مشروعية حكم امير ذلك الكيان كونه قام بخلع والده بإيعاز من الولايات المتحدة واسرائيل وحل محله ولمعرفة شعوب هذه المنطقة لأولئك الحكام يجعلهم ملتصقين في السياسة الغربية ويعرضون انفسهم كحماة لإسرائيل في المنطقة كما انهم يقوموا بدور ربما لم يقبله احط انواع الحكام لأثارة الاقتتال بين ابناء هذه الامة على اساس طائفي وعودا على عملية اغتيال العميد الحسن فأنها جاءت لتفسح المجال لأتباع السعودية من جماعة تيار المستقبل ليجروا لبنان الى فتنة تشبه ما يجري في سورية وابتدئوا بالمطالبة بإقالة حكومة ميقاتي باعتبارها الحكومة التي تمثل الاعتدال في ذلك البلد باتجاه الاحداث السورية وهو ما لا تريده السعودية واسرائيل حيث استقالة تلك الحكومة تفتح النزاع على مصرعيه بدفع لبنان باتجاه تلك الاحداث واعتبار حزب الله هدفا أساسيا لذلك الصراع حيث تسارعت اتهامات سعد الحريري وآل سعود لذلك الحزب بعملية اغتيال العميد الحسن وقد تناقلت الاحداث أخيرا بأن التطبيقات العسكرية قبالة نهر الاردن بين الامريكان والاسرائيليين يحللها البعض بأنها جاءت بسبب حملة الانتخابات في أمريكا لتظهر الدعم الامريكي للكيان الصهيوني في حين رأى اخرون بأنها جزء من المخطط الموضوع لهذه المنطقة حيث ستقيم الولايات المتحدة لها قواعد عسكرية في اسرائيل والضفة الغربية لتشعر الاخرين بأنه في حالة أي هجوم على الكيان الصهيوني يكون بمثابة هجوم على الولايات المتحدة وان ارتفاع اصوات المناداة في الحرب تثير الاستغراب في هذه المرحلة فبقد رما يلوح المرشح الجمهوري رومني بالتدخل العسكري في سوريا والمواجهة مع ايران لحماية اسرائيل نجد محمد مرسي يعلن عن احتمال حصول الحرب ويطلب تقوية الجيش المصري وهنا يحتار المحللون بمثل هذا التصريح حيث يتساءلون عن مغزى تقوية الجيش المصري فالسيد محمد مرسي اعلن صداقته العميقة لحكام اسرائيل والتزامه بمعاهدة كامديفد وبسياسة التطبيع وبأنه سيقوم بزيارة اسرائيل قريبا فأذن خيار تلك الحرب للرهط الاخواني بسير بأي اتجاه ويجيبون بأنه حتما باتجاه الغرب واسرائيل ومع عملاء الغرب في كل من السعودية وقطر مقابل كل ذلك صمود سوريا بوجه حرب دولية ارهابية يشنها الغرب والمتخلفين من الحكام العرب كما بدأت ملامح المواجهة بين الشعوب العربية التواقة للحرية والتي حصل الالتفاف الامريكي على ثوراتها نحو التحرر والانعتاق بإيجاد انظمة متخلفة عفى عليها الزمن وابعد ما تكون عن مسميات الديمقراطية والحريات العامة وما نشاهده من مواجهات ومظاهرات احتجاجية في كل من تونس ومصر وليبيا واليمن ما هي الا احساس عميق بالغضب (للبلفة ) الامريكية باستثمار تلك الثورات لصالحها وتولية حلفائها الاخوانيين على الحكم في تلك البلدان وخلاصة القول ان انتصار وصمود سوريا بوجه الارهاب سيغير معادلة الشرق الاوسط كليا ويفرز معطيات جديدة ليس في هذه المنطقة فقط وانما في العالم مفادها ان الشعوب اذا ما دافعت عن نفسها لا تستطيع القوة ومهما تعاظمت ان تقف بوجهها كما ان ذلك الصمود مؤشر أساسيا لنجاح قوى التحرر والانعتاق بوجه حملة الافكار الظلامية السلفية في جميع المنطقة وانبثاق قوة عالمية جديدة تقف بوجه قوى العدوان الغربي مكونة من الدول المحبة للسلام .

Share |