فدك في ادارة البلاد والعباد/الشيخ محمد ال حفاظ الناصري
Wed, 24 Oct 2012 الساعة : 1:15

تمهيد : -
قال الله تعالى ( قل لا أسألكم عليه أجراً إلأ المودّة في القربى )
في مستدرك الصحيحين روى بسنده عن عليّ ( عليه السلام ) قال قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لفاطمة ( إن الله يغضب لغضبك ويرضى لرضاك )
في ميزان الأعتدال عن عليّ ( عليه السلام ) قال قال رسول الله (
صلى الله عليه وآله وسلم ) لفاطمة ( إن الربّ يغضب لغضبك يرضى لرضاك )
في الأمامة والسياسة لأبن قتيبة تحت عنوان (( كيف كانت بيعة عليّ بن أبي طالب ))
قال فقالت يعني فاطمة (عليها السلام ) لأبي بكر وعمر : - أريتكما إن حدثتكما حديثاً عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) تعرفانه وتفعلان به قالا : - نعم فقالت : - ( نشدتكما الله أيكم سمع رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يقول رضا فاطمة من رضاي وسخط فاطمة من سخطي فمن أحب فاطمة ابنتي فقد أحبني ومن أرضى فاطمة فقد أرضاني ومن أسخط فاطمة فقد أسخطني ؟ قالا نعم ؟؟؟ من رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قالت فإني أشهد الله وملائكته أنكما أسخطتماني وما أرضيتماني ولئن لقيت النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لأشكون كما إليه فقال أبو بكر : أنا عائذ بالله من سخطه وسخطك يافاطمة ثم أنتحب أبو بكر يبكي حتى كادت نفسه أن تزهق وهي تقول والله لدعونّ الله عليك في كل صلاة أصليهّا ثم خرج فأجتمع إليه الناس فقال لهم : يبيت كل رجل معانقاً حليلته مسروراً بأهله وتركتموني وما أنا فيه لا حاجة لي في بيعتكم أقيلوني بيعتي )
لئن كانت الحاجة ملحة اليوم إلى توحيد الصف الأسلامي خاصة في ظل ظروف صعبة وتحديات جمة تعيشها الأمة فإننا وللأسف الشديد لا نزال نحافظ على جملة من العراقيل الذتية وهي عراقيل تحول بيننا وبين تحقيق مشروعنا التوحيدي الشامل . ولا شك أن تلك العراقيل ليست وليدة ظروفنا الراهنة وإنما هي موروثة ولا تزال مخزونة في رصيدنا الفكري والثقافي والنفسي وتظهر كلما أردنا أن ندرس تاريخنا . إننا اليوم في أمس الحاجة إلى تجاوز تلك العقبات وخاصة النفسية منها وهذا يفرض علينا الأعتراف بأن الساحة الفكرية المعاصرة تزخر بألوان من يفرض علينا الاعتراف بأن الساحة الفكرية المعاصرة تزخر بألوان من النتاجات ذات الصبغة التشويه الحالة الشيعية بإعتبارها جزء لا يتجزأ من رصيد الأمة الفكري والعلمي والعقائدي والفقهي ( مجال النظر والعمل ) وهذا التشويه يساهم في تشويش الأفكار والتصورات وبالتالي يعقد الصيغ التوحيدية في داخل الأمة .
ونظراً إلى خطورة المشروع الأسلامي المتمثل في ضرورة توحيد الأمة نقول إنه يجدر بكل باحث مسؤول ومثقف مؤمن وواعي أن ينطلق في قراءة تراثه قراءة مركزه وموضوعية بعيدة عن التعصب ؟؟؟ وأن يحرر فكره من كل القيود النفسية والمذهبية ويجعل ضالته الحقيقة .
إننا نؤمن إيمانا عميقا بأن الأمة الإسلامية قد إرتكبت خطأ عظيماً لما حاولت أن تتنكر لدور أهل البيت ( عليهم السلام ) في تشيد الصرح الإسلامي الكبير الذي أسسه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم ) إذ بمحاولتها تلك تتنكر لهويتها ولأنتمائها إلى الأسلام الأصيل , ولذلك فإننا نلاحظ وجود جيل عريض من أبناء المجتمع الأسلامي قد ورث عن أسلافه حالة من الفراغ الفكري تجاه جملة من المفردات والمواضيع الهامة مما ساهم في تعقيد الخلاف بين أبناء هذه الأمة الواحدة , ومن هذه المفردات والمواضيع موضوع فدك بما يحمله من بعد تشريعي وفقهي وسياسي ولما له من صلة بقضية الأمامة والخلافة بعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) حتى أن الخلفاء الذين إعتلوا منبر رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بعد وفاته لم يحسموا الأمر في هذا الموضوع وظهر الخلاف والاختلاف بينهم شديداً مما يكشف عن عدم قدرتهم الفقهية والسياسية في إدارة شؤون الحكم والدولة .
وسنحاول أن نتعرض ألى موضوع فدك بأبعاده المذكورة وسنحاول أن تكون غايتنا هي طرح الرؤى الصحيحة لهذه المسألة وتوضيحها وإزالة الإشكاليات المزروعة في الذهنيات لخلق الآفاق المنفتحة أمام الأتجاهات الخيرة الطامحة إلى تعميق الأخوة بين أبناء هذا المجتمع الأسلامي الواحد .
يتبع................ في الحلقة القادمة
الناصري