الوقاية .. خير من الموت/محمد صبري الربيعي
Tue, 23 Oct 2012 الساعة : 23:28

ما بين الحياة والموت شعرة, أو ثانية إن لم نقل أجزاء من الثانية, فالوقت بالنسبة للمريض هو حد فاصل مابين حياته وموته, ولذلك نرى في كافة المدن تراعى الكثافة السكانية في تحديد عدد المستشفيات التي تبنى فيها وتوزيعها الجغرافي لتغطي خدماتها اكبر فئة ممكنة من الأشخاص, وبأقل وقت انتقال ممكن مع توفير عدد مناسب من سيارات الإسعاف التي تنقل المصابين والمرضى إلى هذه المستشفيات والتي تكون مزودة بأجهزة طبية من شأنها مساعدة المريض على البقاء حيا لحين الوصول إلى المستشفى, وأعطيت لهذه السيارات أولوية المرور في الشوارع والتقاطعات وان من يذهب إلى المستشفى فهو حتماً لم يذهب للهو أو قضاء وقت ممتع لأن المستشفيات لم توجد لإغراض التسلية والمتعة واللهو بل وجدت لإنقاذ حياة المرضى والمصابين ... وما يهمنا في الموضوع هو المستشفيات الحكومية المنتشرة في أنحاء بغداد والتي يلاحظ عنها أن الدخول إليها يكون محصوراً بمنفذ واحد, وفي هذا المنفذ توجد حتما سيطرة عسكرية تضيق الخناق على مرور السيارات مما يولد زخماً مروريا كبيرا وفي بعض الأحيان تحتاج السيارة إلى ساعة أو أكثر لاجتياز هذه السيطرة وحتى سيارات الإسعاف تواجه صعوبة في الوصول إلى منفذ سيارات الطوارئ في هذه السيطرات نتيجة وجود عشرات بل مئات السيارات التي تسد الطريق المؤدي إلى هذه المنافذ, وخير مثال على ذلك مجمع المستشفيات في باب المعظم أو ما يعرف بمدينة الطب والتي لا يمكن الوصول إليها صباحا في اقل من ساعة كاملة نتيجة ضيق الشارع الوحيد المؤدي إليها وعدم استيعابه لأكثر من سيارة واحدة للذهاب وأخرى للإياب, وقبل الوصول إلى هذا الشارع يجب اجتياز السيطرة التي في مدخله والتي لا تسمح بمرور أكثر من سيارة واحدة, ومع احتساب ما تقدم من الوقت نجد أن على المواطن العراقي أن ينمي لديه الحاسة السادسة التي تمكنه من توقع تعرضه للحوادث أو الإصابات المرضية كالجلطة وغيرها قبل يوم من حصولها والتوجه فورا إلى المستشفى كإجراء وقائي للوصول في وقت مناسب يساعد الأطباء على إنقاذ حياته ففي كل دول العالم تعد الوقاية خير من العلاج, أما في العراق, فالوقاية خير من الموت.