حقا .... ماذا تريدون/محمد علي مزهر شعبان
Tue, 23 Oct 2012 الساعة : 0:38

تشكل الصراعات السياسية في البلدان ، حركة بالغت الاهمية في بناء الامم ، واختلافات الرؤى تحرك فعالية العمل المنتج ، وهي بمثابة العين الواسعة الراصده لكل مواقع الخلل وفي اي قطاع ومجال من ميادين عمل الحكومات التي ترتقي بشعوبها الى مصاف الرقي ، مجتهدة في ظل دساتير تفصل بين السلطات ، فالمشرع هو المراقب ، والمنفذ له سيادته الكامله في في تنفيذ المشاريع والعقود التي تترتب في استكمال مهامه ، ويبقى القضاء سيادة وفصلا محترما .
هذه تجارب الانظمة التي صنعت الحياة . فأن اختلفت رؤى السياسيين في امر ما ، فهو اختلاف في الجزئية ضمن سيادة قانون الكلية الذي لا يمس ، وهذا الاختلاف ينبع من وجهات نظر تهدف الى نتيجة واحده خدمة الوطن والمواطن ، وهما فوق كل الاعتبارات والميولات الفئوية والحزبيه ، واول اولوياتها ، امن البلد الداخلي والخارجي ، والارتقاء به من خلال تفعيل كل ما هو ايجابي .
ان اختلاف الرؤى ، مؤسس بين ممارسات السلطه وبين رؤى المعارضة التي تبحث في حالات النكوص للجهاز التنفيذي في شتى المجالات
فنجد السلطة تسارع الخطى لتلافي الاخطاء اذا بررت بالادلة والوقائع . هكذا تتصاعد وتائر الحركة وتنمو وتجعل من الاختلاف عملية بناء.
هوذا منظور الامم التي تفقه مفهوم الديمقراطيه وارتقت بها ، وتفاعلت معها كأسس دستورية مقدسه .
اما في بلدنا ، حين داهمتنا الديمقراطية على حين غرة ، اذ كنا نفقدها حتى بالاحلام ، حين كنا نعيش في ظل انظمة استبدادية لصوصية ، حولت حكم الاوطان الى موروث عائلي ، وسطت على الثروات وكأنها املاك شخصية ، فتوئموا السلطة والمال ، وكانها في اتحاد ابدي ومسك هاتين القوتين بقوة قبضة حديديه هشمت الارادات ، واغلقت الابواب لكل بارقة امل في طلب الحرية واللحاق بالركب الحضاري .
في هذه البلدان ومنها العراق البلد المفاجيء بتجربة جديده ، انتشلته من واقع يائس بائس ، كان وصول السلطة فيها عبر ممرين اما انقلاب دموي واما تسليم السلطة فيه باليد لعوائل واحزاب من قبل القوى الاستعمارية المهيمنه .
وحين اتى التغيير القدر ، وافل عهد القائد الضروره ، افرزت لنا الساحة ممن لم نسمع بنضالاتهم الفذة ، شخوص واحزاب ، تجمعت وتلملمت فاذا بها كتل وائتلافات . استبشرنا خيرا لهذه المجاميع القادمه والعناوين وما انزل الله فيها من سلطان ، تجاوزنا الامم ذات الاعداد الملياريه في تعدديتنا واحزابنا ولافتاتنا ، ومن محاسن النعم والاحسان اننا جعلنا حتى للحمير حزبا . يا للروعة لقد انفجر الكبت المزمن وتناثرت اشلاءه مواكب من الافندية الجدد الأتين توا من رحلة النضال المضني ، ومن ساحات الوغى في مقارعة النظام . مجاميع لا يوميء الا للقلة القليلة منها كالدعوة والشيوعيين وممن قارعوا النظام ، وابطال الانتفاضة رغم عدم تسيسها واحتوائها لحزب معين سوى انها ثورة شعب حمل على كتفيه تهميش وتحجيم وابادة وهي لم تحصل من الغنيم قضمة بعد توزيع الكعكة . والغلبة لمن كان يقرع الكؤوس في الليالي الحمراء ، او من كان مفوض امن فأستبدل هويته ليكون نائبا في البرلمان .
نحن في حالة انبهار .... اهلا ايها الساده الجدد ، ماتت افعى الدكتاتوريه ففقست لنا امراء حرب ، فأشتغلت ماكنة الصراعات على ايقاع المفخخات وصليل السكاكين وهي تحز الرقاب ، وتفصلت الجلاليب الطائفية ، قدا وقالبا على ديمغرافية شعب اختزن في اغواره هذا الحس
ظالم ومظلوم ،حاكم ومحكوم . من هذه الاغوار المؤسسه عميقا في صفحة التفكير وبعد التغيير ، ظهر الجلاد من سراديب المخابرات والاستخبارات والامن بكل مفاصله ، والتحقت بهم فصائل شياطين الموت ممن احتضن ومن انتمى للحاضنه . اطلقت اللحى المجعده ، ونتفت (الدشاديش ) ....
يا للروعة ايها العصر الجديد ، طفق على السطح ألوية وكتائب ، مجاميع وعصائب ، قائدها العمى واميرها الجهل . تحت صيحات ( الله اكبر) يحز الذباح رقبة الذبيح ، والمفخخ المفخوخ ، هكذا يختطف الرب الجميل على ايدي زناة الليل . وهناك على الجبل والربى ، يطل شريك مظلومية ومقابر جماعية / اطلالة تحجرة فيها عيون المطلين ، ومات فيهم نداء الانتماء لوطن ذبيح ، دون ان تتحرك فيهم نأمة او صرخة نخوه . انهم يريدون الجبل وما حمل ، ونزلوا الى قلب الوطن يحملون الخلاف ويعلنوا الاختلاف بحق ودون حق ، ويطالبوا ان للجبل ملحقات تمتد وتمتد الى حيث لا تنتهي .
ايها السادة ، المؤتمر على الابواب ، سواء اختلفتم بالرؤى المبررة والمقنعه او المجنده لجهات معروف مفادها ، او المطالب ذات النزعات الاستفزازيه المعطله للحياة . انتبهوا ان المواطن يرى ما يسجل من مواقف على ارض الواقع ، ويدرك من يحمل في سجيته خير هذا الوطن.
المواطن اضحى ضحيتكم وهو يراقب متى تهدأ عاصفة اهوائكم ، يقتل ويصابر ، ينتهك ويكابر ، لكن احتجاجه المكبوت ينفجر في عدة اسئلة وبعدها الطوفان ، الم يرتو عطش القتل فيكم بعد من دماء الابرياء ؟ اليس لكم هدنة كي تستقروا ؟ الم يكفيكم المطالب والصراخ ليس من الم ورغبة في البناء ، انما مزيدا من المغانم وهي محظ افتراء ؟ عقدت اتفاقية مع امريكا قام احتجاجكم وتفوه نواطقكم / ان الرجل ذيل التبعية / وان قدم مشروعا لانماء البنى التحتيه ، مددتم سلتكم وهي تحمل قانون العفو العام عن الارهابين . وان اعتدل في موقف ازاء ازمة لاتحمد عقباها ولظاها كما يحدث في سوريا ، نعتموه بهلال الشيعة الصفويه . وان نوع توريد السلاح وصفتموه بسكراب بلدان الشيوعية . ان اراد ان يعطي دفعا لسيادة دولة حين يسرح ويمرح فيها من ادعوا حجاجا مع كل الملابسات في ذلك الشكلية والبروتوكوليه ، ويعتذر/ داوود اوغلو / فتذرفون الدمع ، انهم حجيج الله ، وكأن امراء القتل ليسوا حجاجا كما يدعون . حقا ماذا تريدون